دخل أعوان الحماية المدنية لولاية سكيكدة، في حالة استنفار منذ بداية الأسبوع الجاري؛ نظرا لما خلفته الأمطار الغزيرة المتساقطة المصحوبة برياح قوية، مما أحدث العديد من النقاط السوداء التي تراكمت فيها السيول، حيث باشروا منذ الساعات الأولى، امتصاص المياه التي غمرت أحياء الإخوة ساكر، ومرج الذيب وحي المعلّمين بصالح بوالكروة بعاصمة الولاية، وعددا من الأحياء والمواقع الأخرى.

وحسب ما ورد في بيانات ذات الهيئة النظامية، فقد تدخّل أعوانها، مطلع الأسبوع الجاري، على مستوى كل من أحياء الإخوة عياشي ببلدية فلفلة، و«لمقاتل" ببلدية أولاد أعطية؛ من أجل رفع أسلاك كهربائية سقطت على الأرض جراء قوة الرياح، إلى جانب تدخلها على مستوى بناية قديمة مهجورة تقع بحي مسعود بن غرس الله بمدينة سكيكدة؛ بسبب سقوط عمود كهربائي كان مثبتا بالبناية الهشة. كما تدخّل أعوان الحماية المدنية إثر سقوط حجارة وأعمدة خشبية داخل بناية قديمة مهجورة، تقع بنهج الطاهر جواد ببلدية عاصمة الولاية.

ولم يتم تسجيل خسائر بشرية جراء التقلبات الجوية الأخيرة، في وقت وضعت مديرية الحماية المدنية لسكيكدة، تشكيلا أمنيا على مستوى النقاط السوداء؛ تحسبا لأي طارئ، خاصة مع استمرار رداءة الأحوال الجوية، المتميّزة بتساقط الأمطار، وقوة الرياح.

دعوة إلى توخّي أقصى درجات الحيطة والحذر

دعت مديرية الحماية المدنية لولاية سكيكدة، المواطنين الذين يقطنون بالواجهة البحرية، إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر؛ تفاديا لأي خطر محتمل جراء هيجان البحر، وارتفاع الأمواج الناجمة عن الاضطراب الجوي الذي يجتاح المنطقة منذ الجمعة الأخير. كما حذّرت هواةَ الصيد وأخذ الصور، من المغامرة؛ من خلال الاقتراب من الأماكن التي تشهد هيجان البحر والأمواج العاتية، ونصحتهم بالابتعاد عن الأودية والجسور وأعمدة الكهرباء المتواجدة، خاصة، بمحاذاة الواجهة البحرية، وبالتقيد بقواعد القيادة الآمنة للمركبات، واحترام مسافة الأمان، مع تخفيض السرعة، والسير بحذر لتفادي وقوع حوادث مرور، وتجنّب الهلع، والتصرف بهدوء أمام أي طارئ، وتفادي المجازفة بقطع الطرق المغمورة بالمياه، مع تجنّب الخروج إلا للضرورة، خاصة بالنسبة للأطفال.

الرياح القوية والأمطار الرعدية تثير المخاوف

عاشت العديد من العائلات التي تقطن بسكنات هشة بالمدينة القديمة بسكيكدة، حالات خوف ورعب كبيرة جراء الرياح القوية التي اجتاحت المنطقة، والتي كانت مصحوبة بأمطار غزيرة، حيث تسربت المياه إلى بعض السكنات، فيما تبقى تلك العائلات تناشد السلطات المعنية بالولاية، الإسراع في ترحيلها، لا سيما أنه لم يسبق لها أن استفادت من سكنات من قبل، لتبقى وضعية المدينة القديمة بعاصمة "روسيكادا"، تطرح أكثر من سؤال بعد التدهور الكبير الذي أصبحت عليه جل البنايات، بما فيها تلك التي سبق أن خضعت لعملية ترميم كبرى.

والسؤال الذي ما انفكّ يطرحه الشارع السكيكدي: ما مصير 1.5 مليار د.ج التي خُصصت لإعداد دراسة علمية دقيقة لـ 127 بناية قديمة، تضم في مجملها 604 مسكن، مقسمة إلى 24 حصة، أُسندت مكتب "أكويدوس" الجزائري/الإسباني؟ وعلى ضوء تلك الدراسة، سيتم إخضاع بنايات المدينة القديمة للترميم تماما، مثلما رُممت مدينة برشلونة بإسبانيا، لكن بعد مرور أكثر من 4 سنوات "تبقى دار لقمان على حالها"، بينما وضعية المدينة القديمة تزداد خطورة من يوم لآخر!

61 تدخّلا خلال 24 ساعة

وفي ما يخص تدخلات الحماية المدنية بسكيكدة خلال 24 ساعة فقط، قامت هذه الأخيرة بـ 61 تدخلا، منها تدخّل بعد حادث انحراف شاحنة واصطدامها بشجرة بالقرب من مسجد النور ببلدية سيدي مزغيش، بدون تسجيل خسائر بشرية، إلى جانب قيامها بـ 32 عملية إجلاء نحو مختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية، وتسجيل حريق واحد، إضافة إلى قيامها بـ 27 عملية، تندرج في إطار مهام الحماية المدنية.