شهدت أغلب أحياء العاصمة، خلال الأيام الأخيرة، انقطاعات متكررة ومتواصلة للتيار الكهربائي، مما خلف سخطا واستياء كبيرين لدى المواطنين، جراء الخسائر المادية والأعطاب التي لحقت بأجهزتهم المنزلية بسبب العودة المفاجئة للكهرباء.

أكد بعض سكان العاصمة لـ ”المساء”، أن انقطاعات التيار الكهربائي تسببت في حدوث خسائر معتبرة جراء تلف المواد الاستهلاكية، نتيجة طول فترة عودة التيار، الأمر الذي زاد من امتعاض وسخط السكان. أشار محدثونا إلى أن هذا المشكل نغص عيشهم، خصوصا خلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، التي تزداد فيها احتياجات المواطن لاستعمال الثلاجات والمكيفات الهوائية، وغيرها من الأجهزة الكهربائية، مستغربين تجاهل الجهات المعنية لهذا المشكل، حيث لم تأخذه بعين الاعتبار.

نفس الوضع تضرر منه أصحاب المحلات الذين عبروا عن غضبهم، جراء تعرض سلعهم إلى التلف، خصوصا أصحاب القصابات، مبرزين أن الوضع ازداد حدة في الآونة الأخيرة، حيث تسببت هذه الانقطاعات المفاجئة والمتكررة في ارتفاع حصيلة الخسائر لعدد من التجار الذين يعتمدون على الطاقة الكهربائية. فيما طالب المتضررون بتحرك مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بشكل عاجل، لوضع حد لهذا المشكل الذي أدى إلى تسجيل أعطاب ببعض الأجهزة المستخدمة.

أمام هذا الوضع القائم، ناشد سكان العاصمة الجهات الوصية التدخل الفوري بهدف وضع حد للانقطاعات المتكررة، مع ضرورة تحسين الخدمات الكهربائية من طرف المؤسسة المكلفة بالعملية.

للتذكير، أفادت مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز في بيان لها، أن سبب الانقطاع المتكرر للكهرباء يرجع إلى الارتفاع القياسي في معدل استهلاك الطاقة الكهربائية، في ظل موجة الحر الشديدة، حيث سجلت استهلاك الجزائريين ما يفوق 14343 ميغاواط على المستوى الوطني. وفي نفس السياق، طالب اتحاد التجار والحرفيين شركة التوزيع، بضرورة الإبلاغ مسبقا بالانقطاعات الكهربائية، لكي يأخذ التجار كل احتياطاتهم، لاسيما أصحاب محلات بيع اللحوم والمخابز والحلويات، في انتظار إيجاد حلول أخرى تمكّن التجار من التعايش مع حالات الانقطاع المتكررة دون تكبد خسائر.

أكد مصدر مسؤول لـ”المساء”، أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء أصبحت تثير مخاوف التجار، لأن الانقطاع المفاجئ تترتب عنه خسائر مادية كبيرة، خصوصا أن التجار يعتمدون على هذه الطاقة للمحافظة على المنتجات والسلع التي يتاجرون فيها.

أشار إلى أنه مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة في الآونة الأخيرة، فإن الانقطاعات غالبا ما تدوم ساعات، وتؤثر على هذه المنتجات وتتسبب في تلفها، متسائلا عن أسباب هذه الانقطاعات.