جامعة «امحمد بوقرة» ببومرداس

انطلاق منافسة «تحدي مقاول المستقبل»

انطلاق منافسة «تحدي مقاول المستقبل»
  • القراءات: 1794
❊حنان. س ❊حنان. س

 انطلقت بجامعة «امحمد بوقرة» ببومرداس، أمس، فعاليات الجامعة الربيعية حول موضوع «ريادة الأعمال وحرف الغد» بمشاركة عدة فاعلين يمثلون القطب التكويني والمحيط الاقتصادي، وعلى رأسهم «جيل أفسيو»، الذي استحدث رفقة شركائه منافسة بين الطلاب تُعد الأولى من نوعها وطنيا، تحت تسمية «تحدي مقاول المستقبل»، إذ سيتم، غدا الإثنين، اختيار أفضل ثلاثة مشاريع للظفر بجائزة مالية بمليون دينار مع مرافقة التجسيد بخلق مؤسسات مصغرة.

جاء تنظيم الجامعة الربيعية «تحدي مقاول المستقبل» كمبادرة، تهدف إلى إرساء وترسيخ فكر المقاولاتية لدى الطلبة، خاصة بعد احتضان جامعة بومرداس هذه الخطوة والعمل على إنجاحها من خلال العديد من الاتفاقيات مع المحيط الاقتصادي من جهة، وخلق دار المقاولاتية عبر ثلاثة أقطاب بحرمها من جهة أخرى. كما يأتي احتضانها تظاهرة «تحدي مقاول المستقبل» كخطوة ثابتة أخرى، تسعى من خلالها إلى تجسيد سياسة الدولة في تشجيع الفكر المقاولاتي لدى الطلبة عبر استحداث المزيد من المؤسسات المصغرة، وتحويل طالب العمل إلى منشئ لمناصب العمل.

للإشارة، فإن 95 % من المؤسسات المصغرة المنشأة في الأعوام الأخيرة ناجحة؛ كونها تدار من طرف خريجي الجامعات، حسبما أكد رئيس جامعة بومرداس البروفسور عبد الحكيم بن تليس لدى إشرافه على افتتاح فعاليات الجامعة الربيعية.

وأكد، من جهته، البروفسور عبد المجيد عياشي رئيس جمعية «الكفاءات المهنية في الخارج»، على أهمية مواكبة التطورات والتغيرات المتسارعة للعالم؛ من خلال إدخال الطلبة ضمن هذه التغيرات عبر إطار متكامل، يمكّن من تحويلهم إلى مقاولين، ولكن هذا لا يتأتى ـ حسبه ـ إلا بثورة ثقافية تدخل الجامعة ضمن هذه الصيرورة، التي تحوّل الطالب المُدعّم إلى طالب مقاول، «وهذا إذا كان ممكنا في الخارج فهو ممكن في الجزائر، والشبيبة الجزائرية في مستوى هذا التحدي»، يقول البروفسور.

وتسلمت لجنة تحكيم مسابقة «تحدي مقاول المستقبل» منتصف أفريل الجاري، قرابة 80 مشروعا لفرق بحث لطلبة جامعة «امحمد بوقرة»، تم في مرحلة أولى اختيار 22 مشروعا، فيما سيتم في مرحلة تصفيات نصف النهائي اختيار 10 مشاريع، واختيار في المرحلة النهائية يوم الإثنين 23 أفريل، أفضل ثلاثة مشاريع سيُمنح لها مكافأة مالية تقدّر بواحد مليون دينار، إضافة إلى دعم كامل من التكوين والتدريب التطبيقي لمدة سنتين، تُعتبر الفاصل الحقيقي لديمومة المؤسسة المصغرة، حسب التجربة الميدانية، كما يؤكد عز الدين قانا المندوب الولائي لـ «جيل أفسيو»، مضيفا أن هذا العمل سيكون بالتعاون مع منتدى رؤساء المؤسسات والبنوك والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، للوصول أخيرا إلى تجسيد المشاريع على أرض الواقع وضمان نجاحها.

يُذكر أن مبادرة «تحدي مقاول المستقبل» التي انطلقت من جامعة بومرداس، يراد لها أن تكون العام المقبل بين 50 جامعة من ولايات الوسط، وتكون السنة التي تليها منتشرة على المستوى الوطني من أجل خلق تعايش فعلي بين الجامعة والمجتمع المدني والعالم المهني والاقتصادي، من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للولايات، وتحويل الإمكانات غير المستغلة للجماعات المحلية إلى موارد تولّد قيمة مضافة للاقتصاد المحلي والوطني بشكل عام.

«المساء» وقفت ضمن التظاهرة، أمس، على بعض المشاركات لفرق بحث للطلبة المشاركين ممن عرضوا مختلف مشاريعهم، على غرار فرقة بحث تهتم بالمحافظة على البيئة، من خلال عرض مشروع «فراش آير» أو «هواء نقي»، ويشرحه الطالب أيمن لعلام بالقول إنّه مشروع يعتمد على استرجاع غاز المركبات واستخراج غاز ثاني أوكسيد الكربون منه، وبيعه للشركات التي تستعمله. وعبّر الطالب عن قيمة مشروعه التي تتجلى ـ حسبه ـ في تثمين مادة ملوثة للحفاظ على البيئة،  بينما عرضت فرقة بحث أخرى مشروعا يعنى بتقليل خسارة الحليب لدى مربي الأبقار، وبالتالي تحسين الإنتاج وتقوية الاقتصاد. وينبني المشروع، حسب الطالبة سيليا أباون، على سوار يوضع على رؤوس البقر لتحسّس أي أمراض محتملة، قد تؤثر سلبا على إنتاج الحليب.

واقترحت فرقة بحث أخرى مشروعا آخر يعنى بتحسين الخدمات عبر وسائل النقل العمومية لاسيما بالحافلات، عبر اختراع بطاقة ذكية يمكن تعبئتها بمبلغ نقدي، وبواسطة جهاز خاص بالحافلات يشتري المسافر تذكرته ويحدد وجهته؛ ربحا للوقت، حسبما شرح لـ «المساء» الطالب سفيان حساين. وأكد جميع من التقتهم «المساء» ثقتهم في اختراعاتهم ومشاريعهم، وبعد نظر سياسة بلدهم، التي تعمل على زرع الثقة لدى الشباب في وطنهم وفيما يمنحه من فرص لتحسين الواقع المعيشي.