يمتد في منظر بانورامي أخاذ

انطلاق تهيئة طريق المنارة السياحي بالقل

انطلاق تهيئة طريق المنارة السياحي بالقل
  • القراءات: 853
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

انطلقت أخيرا، الأشغال الخاصة بتهيئة طريق المنارة السياحي بعاصمة شولو، غرب سكيكدة، بعد تأخر دام أكثر من سنتين، حيث سجل المشروع سنة 2019، في إطار مشاريع التنمية البلدية، بغلاف مالي قدر بـ 5 مليار سنتيم.

يعد طريق المنارة، منشأة سياحية إضافية، تضاف إلى طريق ضامبو الشهير، الذي أصبح قبلة لزوار المدينة الوافدين عليها من ولايات مجاورة، حيث سيتقاسم طريق المنارة متعة الزوار مع غريمها ضامبو، الذي سينعش السياحة بعاصمة شولو التي تعد من بين أجمل وأروع المناطق سياحية في الجزائر. في انتظار استغلال هذا الفضاء الجديد بملحقات إضافية ستجعلهما ودون شك وجهة سياحية بامتياز، فإن طريق المنارة الذي يطل على المحجرة الرومانية، وفي نهايته على مبنى "الفنار"، كما يحلو لأبناء القل تسميته، سيبقى بالنسبة للزائرين لهذه المدينة الجميلة والآمنة والطيبة أهلها، مكانا سيشدهم إليه شدا دون شك، لأخذ صور تذكارية لهندسته المتميزة المترامية وسط الأزرق الكبير، مستغلا موقعه كمحطة بحرية مختصة في إرشاد وتوجيه السفن العابرة للمتوسط منذ سنة 1861.

في صورة بانورامية نادرة، تقابلنا المغارات البحرية في أسفل جبل ضامبو، شكلتها الأمواج البحرية عبر السنين، تبقى أيضا المحطة شاهدة على احتضانها للثوار أثناء حربهم على العدو المغتصب، أما في أعلى الجبل تحت أشجار الكاليتوس، فتنتشر قبور الضولمان التي تعود تاريخيا إلى فجر الإنسانية. عند عودتنا إلى وسط مدينة القل عبر طريق المنارة، سالكين طريقا ملتويا مفتوحا على البحر، يتراءى لنا شاطئ عين أم القصب الممتد إلى غاية شاطئ ابن زويت، في مشهد في غاية من الجمال والروعة، وكلما تقدمنا في السير إلا ويظهر أمامنا الميناء بسفن صيد السردين المغادرة في رحلة صيد، وكلما تقدمنا إلى الأمام، تشدنا على مشارف المدينة بعض البنايات القديمة، بداية من أول كنيسة شيدت بالمنطقة سنة 1862، قبل كنيسة القديس اندري المتواجدة اليوم وسط القل، وغير بعيد عن تلك المعالم، ينتصب المسجد العتيق الذي يؤرخ للحقبة العثمانية، بالإضافة إلى قصبة "الجردا" بأزقتها المتفرقة الضيقة، ومبنى ساعتها العمومية التي تعود إلى نفس الفترة.

لتبقى شبه جزيرة شولو التي وهبها الله تعالى جمالا طبيعيا أخاذا، مدينة ساحرة وجميلة تستعد لاستقبال ضيوفها الذين يتوافدون إليها من الولايات المجاورة، وحتى البعيدة، مستمتعين بما تزخر به من جمال طبيعي، من جبال وبحر وأشجار وفواكه طبيعية