أكدت مديرية الشؤون الدينية بعنابة أن مشروع الجامع الكبير، الذي يعرف تأخرا فادحا رغم أن الأشغال به كانت مبرمجة خلال سنة 2003، بلغ مرحلة نهاية الدراسة الخاصة بالجانب الهندسي والشكل الخارجي للمسجد. وقد تمت الموافقة مع جمعية المسجد الكبير والمصالح الولائية، على اختيار المقاولة التي تقوم ببناء الجامع. وفيما يتعلق بالغلاف المالي الذي تم تجميعه في الوقت الراهن، والذي يقدر حسب مديرية الشؤون الدينية بـ180 مليار سنتيم. غير كاف لإطلاق كل الأشغال التي تخص هذه المنشأة الدينية، والتي تعتبر مكسبا دينيا وثقافيا لمدينة عنابة، خاصة أنه تم اختيار لها شكل هندسي رائع وفسيفساء إسلامية تمتد طرازها من الأندلسي، إلى جانب المرافق الأخرى، منها دار للفتوى ودار للأخت وعليه قدرت مصالح الشؤون الدينية، الغلاف المالي الإجمالي بـ230 مليار سنتيم .
وفي سياق متصل، تم تقليص مساحة الجامع، حسب الدراسة المقدمة على طاولة مديرية الشؤون الدينية والتي تقدر بـ7 هكتارات تتسع لـ12 ألف مصل، يتوزعون على قاعة للصلاة ومساحة خارجية تتوفر على نفس طاقة استيعاب القاعة المخصصة للمصلين، بالإضافة إلى بناء مرافق مكملة للجامع، وهي مدرسة قرآنية وقاعات ومؤتمرات ودار للفتوى. وسيقام الجامع فوق هضبة عالية بالبوني، وذلك حتى تكون القباب أطول من قبة كنيسة لالة بونة المتواجدة على هضبة أخرى تطل على عنابة. وسيتم بناء الجامع وفق الطراز الإسلامي الذي تنفرد به المساجد الدينية في العالم خاصة بالأندلس. وتعوّل المصالح الولائية بعنابة على الإسراع في تجسيد وبناء الجامع الكبير، من أجل تحويل المنطقة إلى محج لرجال الدين وطلبة العلم وحفظة القرآن، خاصة أن جامع أبو مروان الشريف لايزال يخضع للترميمات في الوقت الحالي، وهو يعتبر من أفضل المساجد في الشرق الجزائري نظرا للتوافد القوي للمشايخ والأئمة من كل ربوع العالم.