ناشد سكان تجمع "ديبونو" بالكيلومتر الرابع في ولاية قسنطينة، السلطات المحلية، التدخل العاجل لإنقاذهم من خطر انهيار المنازل التي يقطنون بها، في ظل الحالة المتدهورة التي باتت تعرفها هذه البنايات، وتصدع الجدران وانهيار أجزاء من الأسقف، وظهور قضبان الحديد التي كان من المفروض أن تكون مغطاة بالخرسانة. طالب سكان التجمع "ديبونو" بالكيلومتر الرابع في قسنطينة، من الجهات الوصية، تخصيص حصص من السكن الاجتماعي الموجهة للقضاء على السكن الهش أو مناطق الانزلاقات، وترحيلهم في أقرب وقت ممكن، خاصة أن المعيشة بالتجمع الذي يقطنونه، باتت ـ حسبهم- شبه مستحيلة، في ظل الظروف المزرية التي تشهدها سكناتهم.

أكد سكان المنطقة، أن السلطات الولائية ممثلة في رئيس الدائرة، كان قد زارهم سنة 2012، على أساس أن يتم إحصاؤهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة، مضيفين أنه منذ ذلك الوقت، لم يتغير أي شيء ولم يعد أي مسؤول لزيارتهم، وهو ما جعلهم في حيرة من أمرهم، خاصة أن العديد من منازلهم تعرضت لانهيار جزئي وباتت غير لائقة للحياة المحترمة.

اشتكى سكان التجمع المذكور، من التدهور الكبير الذي يعرفه الحي، في ظل غياب النظافة والانتشار الكبير للأوساخ، بسبب غياب حاويات النفايات، مع صعوبة الولوج إلى المنطقة من قبل عمال النظافة، مؤكدين أن تراكم القمامة بات مرتعا للأطفال الصغار الذين لا يجدون أماكن للعب. كما اشتكى قاطنو هذا الموقع السكني، من غياب قنوات الصرف لدى بعض السكنات، أو انسدادها في سكنات أخرى، وانتشار المياه الملوثة في الطرقات والطبيعة، وهو الأمر الذي جعلهم يعيشون جوا غير صحي معبق بالروائح الكريهة والقاذورات، مبدين تخوفا كبيرا على أطفالهم من الأمراض المتنقلة عبر المياه. كشف سكان الحي، أن البراءة بهذا التجمع السكاني، تقضي معظم وقتها في هذه الأماكن المتسخة، وهو الأمر الذي يضر كثيرا بالصحة العمومية، ويهدد هذه الفئة بمختلف الأمراض، كما يهدد حياتهم، خاصة أن عددا كبيرا من البنيات تخضع للتهديم، يضاف إلى ذلك، وجود الأسلاك الكهربائية في العراء دون حماية.

أوضح القاطنون، أنهم يتواجدون بالمنطقة منذ أكثر من 40 سنة، في ظروف أقل ما يقال عنها، إنها مزرية، داخل أكواخ من الطوب والقصدير، ويضطرون إلى قضاء حاجاتهم في العراء، كما اشتكوا من انتشار الحيوانات الضالة، كالجرذان والثعابين، التي تهدد باستمرار حياة الكبار  والصغار. أرجع سكان حي "ديبونو" بالكيلومتر الرابع، انهيار عدد كبير من السكنات، إلى الإنزلاقات التي شهدتها المنطقة، مؤكدين تصدع عدد كبير من جدران، مما بات يشكل تهديدا كبيرا على المارة، مع احتمال تعرضها للانهيار في أي وقت، بسبب هشاشتها، وتصدع أساساتها. من جهتها، أكدت مصادر من دائرة قسنطينة، أن المصالح المختصة أحصت جميع التجمعات السكانية المعنية بالترحيل، معتبرة أن الأمر يتطلب تسجيل عدد إضافي من البرامج السكنية الجديدة، خاصة أن الولاية كانت قد منحت خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ما يناهز 15 ألف سكن في مختلف الصيغ، منها نصيب كبير لقاطني السكن الهش، والعائلات المهددة بخطر انزلاقات التربة.