سكيكدة

الولاية التاريخية الثانية تتذكّر الشهيدة زيزة مسيكة

الولاية التاريخية الثانية تتذكّر الشهيدة زيزة مسيكة
  • القراءات: 1517
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أحيا مجاهدو الولاية التاريخية الثانية، نهاية الأسبوع الأخير، ذكرى استشهاد الشهيدة البطلة زيزة مسيكة واسمها الحقيقي زيزة سكينة غاية، والتي سقطت في ميدان الشرف يوم 29 أوت 1959 في منطقة القل بأولاد عطية منطقة خناق مايون في دوار أولاد جمعة غرب سكيكدة وعمرها لا يتعدى 25 سنة، في أجواء من الذكرى والتّذكر والتّرحم على أرواح كل الشهداء.

ولدت الشهيدة زيزة مسيكة في 28 جانفي 1934 بمروانة ولاية باتنة تابعت دراساتها الابتدائية في مسقط رأسها، وخلال الفترة الممتدة من سنة 1948 إلى 1953 انتقلت إلى سطيف لمزاولة دراستها في التعليم المتوسط، في سنة 1953 تمكنت على اجتياز المرحلة الأولى من امتحان البكالوريا في ثانوية الفتيات العصريات "collège de jeunes filles modern Sétif" المسماة حاليا بثانوية مليكة قايد، وفي سنة 1953 وبباتنة تحصلت على شهادة البكالوريا، لتقرّر الهجرة إلى فرنسا لمزاولة دراساتها الجامعية العليا في الطب بالضبط في جامعة "مونبولي"، مباشرة بعد الإضراب الذي شنّه الطلبة الجزائريون في سنة 1956، عادت الشهيدة إلى مسقط رأسها مروانة لتغادرها إلى سطيف وهناك تعرفت على الشهيدتين مريم بوعتورة وليلى بوشاوي، لتقرّر الانضمام إلى صفوف المجاهدين كممرضة برتبة عريف في منطقة القل بولاد عطية وكذا في منطقة خناق مايون في دوار أولاد جمعة بالولاية التاريخية الثانية تحت أوامر المرحوم عمار بعزيز في المنطقة الثالثة، خلال الفترة الممتدة من سنة 1956 إلى 1958 عملت مع عزوز حمروش وعبد القادر بوشريط اللذين كانا مسؤولين عن الصحة بالمنطقة الأولى والمنطقة الثانية تحت أوامر الدكتور الأمين خان من 1956 إلى 1958، وفي سنة 1958 إلى غاية استشهادها اشتغلت مع الدكتور محمد تومي، ونظرا لشجاعتها وتفانيها أوكلت إليها مسؤولية إدارة شؤون مستشفى جيش التحرير بمنطقة القل بسكيكدة.

وحسب شهادة مجاهدين فقد استشهدت البطلة زيزة مسيكة بعد اكتشاف الطائرات الفرنسية لمكان تواجد المجاهدين، وهو ما جعلها تقوم بعملية التمويه، لتتعرض المنطقة لغارة أصابتها في الرأس، بعد الاستقلال أصرّت العائلة على إعادة ذفنها في مسقط رأسها بمنطقة مروانة وهو ما تم، وقد تفاجأ الجميع عند العثور على جثّتها بملامح وجهها وبقية أعضاء جسمها التي ظلت كما هي مع وجود آثار الإصابة القاتلة التي تعرضت لها على مستوى الجبهة.

ويجمع الكثير ممن عرفها في مدينة مروانة أيام طفولتها على حيويتها، وطيبة قلبها، وغيرتها على الوطن، وسعيها على مساعدة الصغار ومنحهم الحلوى، وتعليمهم كلما أتيحت لها الفرصة خاصة ما يتعلق بمفردات اللغة الفرنسية.