فيما عطلت الخلافات وصول الماء إلى قرى تيزي وزو

الوالي يدعو إلى الحكمة وترك الدولة تتصرف في الأمر

الوالي يدعو إلى الحكمة وترك الدولة تتصرف في الأمر
  • القراءات: 623
س.زميحي س.زميحي

لا يزال مشكل نقص وندرة الماء الصالح للشرب مطروحا على مستوى بعض قرى بلدية إيليلتن الواقعة على بعد حوالي 70 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، حيث وبعد محاولات عديدة للسلطات المحلية والولائية وكذا مديرية الموارد المائية في سبيل إيجاد مخرج للأزمة التي تسببت في دخول سكان أربع قرى؛ تيفيلكوت، أزرو، إقفيلان وتغزوت في شجار، إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى حل يسمح بتسوية المشكلة بالتي هي أحسن،  تضمن استفادة الجميع من المورد المائي الممول للقرى الأربع.

نظم سكان القرى سالفة الذكر عدة تجمعات وحركات احتجاجية أمام مقر دائرة إفرحونان وكذا مقر ولاية تيزي وزو، للتعبير عن سخطهم وغضبهم الشديدين من الوضعية التي يعيشون فيها، في ظل استمرار معاناتهم مع أزمة الماء الصالح للشرب منذ سنوات، حيث سبق أن قاموا بشل كل من مقر البلدية والدائرة، مما أدى بالسلطات المحلية إلى الاستعانة بقوات الأمن لمنع المحتجين من غلق المقرين مجددا، الأمر الذي لم يستطع سكان قرية تيفلكوث هضمه ليتحول التجمع إلى مواجهات بين المواطنين وقوات الأمن التي تدخلت من أجل حماية الأملاك العمومية من التخريب ومنع المحتجين من غلق مقري بلدية إيليلتن ودائرة إفرحونان في وجه المواطنين.

ظل المحتجون على حالهم مع إصرارهم على الاحتجاج من حين لآخر، في محاولة كل طرف فرض رأيه وموقفهما كان وراء استمرار الصراع القائم بين سكان القرى الأربع بخصوص هذه المادة الحيوية، حيث أن شبكة الماء الشروب المنجزة بقمة جبلية لصالح قرى تيفيلكوت، أزرو، إقفيلان وتغزوت تتكفل لجان هذه القرى بعملية توزيع الماء على شكل حصص لضمان بلوغ هذه المادة كل المنازل، غير أن المنسوب قل أمام قوة الطلب خلال فصل الصيف، فوجدت القرى نفسها في أزمة قادتها إلى مواجهة السكان فيما بينهم، في محاولة كل طرف تمكين قريته من استغلال الماء دون أخرى.

دفعت هذه الأحداث التي هزت تيزي وزو ككل، بمصالح الولاية إلى عقد اجتماعات ضمت كل من ممثلي القرى المعنية بمشكلة ندرة الماء، رئيس البلدية ومسؤولي قطاع الموارد المائية لتيزي وزو، حيث خلص الاجتماع  إلى اتفاق، غير أنه لم ينفذ على أرض الواقع. مما كان وراء استمرار الأزمة التي يحاول السكان إيجاد حلول لها، لكن دون جدوى في ظل رفض الطرف الآخر أي حل وسط.

والي تيزي وزو السيد محمد بودربالي، خلال زيارته لدائرة إفرحونان مؤخرا، أكد أن الماء ملكية الدولة وليس ملكية قرية أو مواطنين، وأن الدولة هي التي تتصرف في عملية توزيعها، قائلا «على المواطنين أن يفهموا أن الماء ملكية مجتمع، سلطات، ودولة وليس ملك قرية أو مواطنين، وأن الدولة هي التي تتصرف فيه»، داعيا سكان القرى المتنازعة إلى التحلي بالحكمة والعقلانية وضرورة القيام بالتنازلات فيما بينهم وترك الدولة تتصرف في توزيع الماء بشكل يضمن بلوغ المورد كل المنازل، منوها بأن هذا المورد كان الأجدر أن يكون مصدر تضامن، صداقة وانسجام وليس مصدر مشاحنات وخلافات.

واعترف الوالي بأن المنطقة جد فقيرة من حيث الموارد السطحية والباطنية، حيث وعد بالتكفل بالمشكلة حسب الإمكانيات. كما ستتكفل مديرية الموارد المائية بتجنيد الموارد كلما سمحت الفرصة بذلك، مشيرا إلى أنه استقبل ممثلي قرية تلفكوت في انتظار الطرف الآخر حتى يطلع على انشغالات جميع الأطراف المتنازعة، بغية حصر المشكل من كل الجوانب واتخاذ إجراءات تضمن حلا نهائيا للأزمة، ليصل الماء إلى كل المنازل.

مسيرة سلمية باعزازقة للتنديد باختفاء غامض لشاب

خرج أول أمس عشرات سكان بلديات دائرة بوزقان التي تقع على بعد 50 كلم شرق ولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية على مستوى دائرة اعزازقة، للتنديد بالاختفاء الغامض للشاب بازي كمال البالغ من العمر 24 سنة، ومطالبة قوات الأمن بتسليط الضوء حول ظروف اختفاء الشاب.

كانت الساعة تشير إلى حدود التاسعة صباحا عندما أخذ سكان بلدية إيجر وتحديدا قرية إغراين التي ينحدر منها الشاب المختفي، وكذا سكان بلديات دائرة بوزقان، يتوافدون على نقطة انطلاق المسيرة التي كانت من وسط مدينة اعزازقة نحو محكمة المدينة، حيث استقبل وفد ممثل للمتظاهرين من طرف هيئة المحكمة التي قدمت لهم ضمانات ووعود من أجل العمل على إيجاد الشاب المختفي وتحديد كل ملابسات وظروف اختفائه.

للتذكير، فإن الشاب المدعو كمال بازي البالغ من العمر 24 سنة خرج من بيته العائلي الواقع بقرية إغراين بلدية إيجر، دائرة بوزقان، يوم 25 أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أي أثر، وفور ذلك شرعت لجنة القرية في التحرك عبر إبلاغ الجهات الأمنية، كما أطلق السكان نداء بالبحث عن الشاب المفقود عبر شبكات التواصل الاجتماعي على أمل العثور عليه.

وموازاة مع محاولات قوات الأمن لإيجاد الشاب كمال بازي التي باءت وإلى حد الآن بالفشل، لم يبقى السكان مكتوفي الأيدي، حيث قاموا بتنظيم تجمع شعبي أمام مقر بلدية إيجر، ثم مسيرة بدائرة بوزقان ليتم في مرحلة جديدة تنظيم مسيرة سلمية بدائرة اعزازقة بهدف المطالبة بتسليط الضوء على ظروف اختفاء الشاب الذي لم يظهر له أثر لأزيد من شهر، في حين تعيش عائلته حالة حزن وقلق شديدين تترقب وصول أي خبر عن ابنها.