في ظل تراجع إنتاج العسل بقسنطينة

النحالون يستعجلون فتح المخبر الجهوي

النحالون يستعجلون فتح المخبر الجهوي
  • القراءات: 587
زبير. ز زبير. ز

عرف موسم إنتاج العسل بولاية قسنطينة، بعد نهاية عملية الجني مع نهاية فصل الصيف الفارط، تراجعا ملحوظا بسبب عدة عوامل، على رأسها انتشار وباء "كوفيد-19"، الذي وضع حدا لتنقل النحالين من منطقة إلى أخرى، إلى جانب غياب أماكن وضع صناديق النحل ودخول العديد من الطفيليين على الشعبة، في ظل الفوضى السائدة في تربية النحل وغياب أماكن التسويق.

طالب المجلس المهني المشترك لشعبة تربية النحل في قسنطينة، بضرورة تنظيم القطاع من خلال قطع الطريق على الطفيليين، الذين باتوا يسيؤون للمهنة أكثر من خدمتها، حيث اعتبر المجلس أن لولاية قسنطينة إمكانيات وقدرات رائدة في إنتاج العسل، في ظل وجود معهد يكوّن تقنيين سامين في تربية النحل، واقترح تنظيم المهنة من خلال توفير مقر لتعاونية تخص المهنة، على غرار ما كان بولاية البليدة، والإسراع في فتح المخبر الجهوي الذي تنتظره قسنطينة منذ مدة، من أجل تقديم عسل ذو نوعية جيدة للمستهلك.

حسب المجلس المهني المشترك لشعبة تربية النحل بقسنطينة، فإن إنتاج العسل، خلال الموسم الفارط، كان بكميات ضئيلة، حيث أرجع ذلك إلى المناخ من جهة، والنقص الذي شهدته الولاية في جانب التغطية بالأدوية التي تحارب انتشار الأمراض، وعلى رأسها مرض "الفاروا" الذي بات في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى، إذ أصبح، وفق نفس المصدر، يعمل على إضعاف الخلايا وظهور أمراض فيروسية أخرى.    سجل المجلس المهني المشترك لشعبة تربية النحل بقسنطينة، باستياء، التضييق على النحالين في قضية وضع المناحل عبر المناطق الغنية بالطعام، وهي الأماكن الآمانة التي تكون بعيدة عن الأودية والغابات، لتفادي التلف والحرائق، معتبرا أن وضع الصناديق خارج العمران، أصبح يعرضها للتلف والسرقة، وبذلك ضياع المنتوج، كما أن عمليات الترحيل التي تمت من طرف بعض النحالين كانت بطرق تقليدية، مما تسبب في صعوبة استرجاع صناديق النحل، في ظل انتشار وباء "كوفيد-19". يوصي المجلس المهني المشترك لشعبة تربية النحل بقسنطينة، كل النحالين، بضرورة توخي الحذر في فصل الخريف والاستعداد لفصل الشتاء جيدا، من خلال حماية صناديق النحل من البرد، والإقفال الجيد لمداخل الخلية بالخشب أو الورق، ووضع المنحلة في جهة الشرق، حتى تتعرض لأشعة الشمس مباشرة مع الشروق، مع وضع الصناديق بشكل مائل لتفادي دخول الماء أثناء التساقط المطري، مع العمل على حماية الصناديق من الرياح، ومراقبة الصناديق بشكل مستمر وعلاج الخلايا المريضة بطريقة سليمة، حتى تكون الأدوية فعالة. حسب المختصين في تربية النحل، فإن المهنة تواجه تحديات كثيرة، من بينها التغير المناخي، وبذلك فإن تغير الفصول يؤدي إلى زيادة معاناة طوائف النحل، حيث أن تغير المناخ أدى إلى عدم توفر الغذاء اللازم للطوائف من أجل التكاثر، من جهة، ومن ناحية أخرى، موت الملكات بسبب نقص حبوب الطلع، مطالبين النحالين بمراقبة مخزون الأكل داخل الخلايا، والتأكد من أنه كاف لضمان فصل شتاء آمن، كما ينصحون النحالين بالتنقل إلى الولايات الساحلية التي تمتاز بمناخ دافئ في فصل الشتاء، للحفاظ على حياة طوائف النحل.

يرى المختصون من المعهد التقني لتربية الحيوانات الصغيرة، أن فصل الشتاء هو العدو الأول لخلايا النحل، ومن بين أهم الأمراض التي تصيب هذه الحشرة؛ مرض "الفاروا"، وأن تقليص خسائر هذا المرض يكون من خلال المراقبة على طول السنة، معتبرين أن رعاية النحال لطوائف النحل يمكنه من الحصول على منتوج جيد من العسل الصافي في آخر الموسم، لأن الاهتمام بصحة النحلة ومعالجتها قبل ظهور الأمراض التي تقضي على الخلايا، يزيد في المردودية، كما ينصح المختصون بضرورة ضم الخلايا الضعيفة إلى الخلايا القوية، حتى تكون المقاومة أكبر، والخروج من فصل الشتاء بسلام خلال هذا الفصل الذي يدخل النحل في سبات. للإشارة، بلغ إنتاج العسل في ولاية قسنطينة خلال سنة 2019، أكثر من 1548 قنطارا من مختلف أنواع هذه المادة، بزيادة 2 ٪ عن سنة 2018، أي ما يقدر بـ30.96 قنطارا، وفقا للإحصائيات التي قدمتها مديرية المصالح الفلاحية، وقد تم تسجيل ارتفاع في عدد خلايا النحل بقسنطينة سنة 2019، مقارنة بسنة 2018، حيث زاد العدد من 27068 خلية نحل عبر مختلف البلديات، إلى 32806 خلايا نحل عصرية، بزيادة 5738 خلية نحل، وهو ما يفسر الزيادة في الإنتاج التي عرفتها قسنطينة سنة 2019، مقارنة بـ2018، وعرف أيضا عدد الفلاحين المهتمين بتربية النحل في قسنطينة، قصد إنتاج العسل، زيادة بين 2018 و2019، وفق ما أكدته لـ"المساء"، مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، حيث زاد العدد من 506 إلى 688 مربي نحل، بزيادة 36٪ تقريبا، أي بـ182 مربيا.