أكد عدم تسلُّم باش جراح حصصا سكنية بصيغة "أل.بي. آ"

"المير" يشدد على ترحيل عائلات حواف "وادي أوشايح"

"المير" يشدد على ترحيل عائلات حواف "وادي أوشايح"
  • 1028
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

كشف رئيس المجلس الشعبي لبلدية باش جراح نور الدين مسخر، لـ "المساء"، عن الخطوط العريضة للبرنامج التنموي المسطر من قبل مصالحه، الذي سيسمح لبلديته بالاستفادة من حصص سكنية بصيغتي الاجتماعي والترقوي المدعم "أل. بي. آ"، في انتظار الحصص الإضافية الأخرى، مشيرا إلى الشروع في الاستثمار في العقارات المسترجعة من عمليات إعادة الإسكان، فيما تحاول هيئته العمل على ترحيل العائلات القاطنة بمحاذاة "وادي أوشايح"؛ نظرا للخطر المحتمل عليهم مع تقلبات الطقس. تنقلت "المساء"، في زيارة ميدانية، إلى بلدية باش جراح، للوقوف على بعض الحقائق، ونقل انشغالات المجتمع المدني، وردّ السلطات المحلية عليها في مختلف القطاعات.

لقاءات أسبوعية للمير بالمجتمع المدني

أكد رئيس بلدية باش جراح أن هيئته تنظم لقاءات أسبوعية مع ممثلي مختلف الأحياء؛ لرفع انشغالاتهم والنقائص، واصفا المجتمع المدني بـ "حليف" البلدية، وموضحا أن هذه اللقاءات الدورية تدخل في إطار برنامج العمل المسطر في الميدان، موضحا ضرورة إشراك المجتمع المدني في مختلف القرارات ذات العلاقة بالسكان، لا سيما في ما تعلق ببرمجة المشاريع انطلاقا من كونها تمثل قوة اقتراح عبر إشراكه في تسطير الأولويات.واعتبر "المير" المجتمع المدني "شريكا فعالا" في هذه المعادلة شريطة هيكلته وتأطيره؛ ما يساهم في دعم الديمقراطية التشاركية المبنية على قوة الاقتراح، وهو الأمر الذي تركز عليه السلطات المحلية، وتوصي بتفعيله.

واستحسن أعضاء المجتمع المدني الفكرة، مطالبين السلطات بالاستماع إلى انشغالات المواطنين، وتجسيد مطالبهم على أرض الواقع في مختلف القطاعات.

منتزهات بالعقارات المسترجعة

يلاحظ زائر بلدية باش جراح أن الأوعية العقارية المسترجعة بحيّي النخيل وبومعزة بعد إعادة الإسكان بولاية الجزائر والقضاء على بيوت الصفيح، أصبحت تستقطب العائلات للاستمتاع بالمساحات الخضراء، واستغلال وسائل اللعب المخصصة للأطفال.

وأكد مسخر أن منحدر بومعزة ومنتزه النخيل يتربعان على مساحة قدرها 21600 متر مربع و6 هكتارات لكل منهما؛ حيث بلغت نسبة تقدم أشغال الإنجاز بحي النخيل، 100 ٪. أما بومعزة فلم تنته بها بعد أشغال الشطر الثاني، حيث خصصت ولاية الجزائر مبلغا ماليا قدره أزيد من 11 مليار سنتيم، لإنهاء الأشغال. وطالب مسخر، في نفس الوقت، مصالح الولاية، بتخصيص مبلغ آخر لإنجاز ملعب وقاعة رياضة لفائدة سكان بومعزة.

ويُعد منتزه "النخيل" قِبلة للسياح؛ حيث يتوافد عليه عدد كبير من العائلات من أجل الترفيه والاستجمام؛ الأمر الذي جعل عددهم يصل إلى أزيد من 160 ألف زائر سنويا. وهذا المنتزه صار يقصده كثير من العائلات الجزائرية القادمة من مختلف البلديات، خاصة أيام العطل، التي تعرف توافدا قياسيا من العائلات عليه. وأصبح يستقطب عددا كبيرا من الشباب لممارسة مختلف الرياضات. كما تحتوي غابة "بومعزة" على مساحة للترفيه للأطفال.

ترحيل العائلات القاطنة على حافة الوادي.. ضروريٌّ

تحدّث رئيس المجلس الشعبي البلدي لباش جراح، عن الخطر الذي يحدق بسكان حيّي البدر وواد أوشايح، والعائلات التي تقطن على حافة الوادي؛ مما يستعجل ترحيلهم في أقرب الآجال، موضحا أن ولاية الجزائر أعطت الموافقة على إحصاء العائلات المعنية، في انتظار تسلّم الحصة السكنية. وقال مسخر إن "إعادة الإسكان ضرورية لاستكمال الشطر الأخير من أشغال إعادة تهيئة الوادي، وهذا بالتنسيق مع مختلف القطاعات رفقة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش".

وتقوم السلطات المحلية بدراسة ملفات العائلات المتضررة، والتي تعيش خطر الفيضانات، في انتظار تسلّم السكنات لترحيلهم. وطمأن رئيس المجلس الشعبي البلدي، السكان بتسريع وتيرة العملية في أقرب الآجال.

البلدية تنتظر حصصا سكنية إضافية

أكد السيد مسخر أن بلدية باش جراح قامت، مؤخرا، بتوزيع 2500 سكن اجتماعي. وتنتظر العائلات المقصاة نصيبها، هي الأخرى، من هذه السكنات، في انتظار تسلّم الحصص الإضافية الأخرى التي وعدت بها ولاية الجزائر.

ومن جهة أخرى، يتساءل سكان بلدية باش جراح، عن موعد تعليق قائمة المستفيدين من السكن الترقوي المدعم "أل.بي. آ« بعد انتظار دام 4 سنوات، حيث أكد السكان لـ "المساء"، أن هناك إشاعات غير مؤكدة، تفيد بأن السلطات المحلية ستعلن عن القائمة خلال هذه الأيام بعدما انتهت من عملية الفرز وانتقاء 250 عائلة فقط.

وعلّق رئيس البلدية عن الموضوع قائلا: "السكن الترقوي المدعم من اختصاص ولاية الجزائر. والبلدية لم تتسلم أي مشروع إلى غاية الوقت الراهن".

التجارة الفوضوية نقطة سوداء

في جولة "المساء" الاستطلاعية على مستوى السوق الفوضوية قرب مركز البريد المركزي القديم، لاحظنا الإقبال الكبير وتهافت المواطنين على شراء مختلف المنتوجات المعروضة على الطريق. والأمر الذي "يزيد الطين بلة"، إقبالهم على شراء مواد غذائية رغم ما تشكله من خطورة على صحة المستهلك؛ كالأجبان، والمصبرات، والمشروبات المعروضة في ظل غياب الرقابة، وأدنى شروط الحفظ والسلامة.ولايزال سكان البلدية ينتظرون تنظيم النشاط التجاري بالمنطقة، والاهتمام بتوفير المنشآت الشبانية الجوارية التي ينتظرها أبناء البليدة لملء فراغهم، وتفجير مواهبهم. وأول ما يلفت انتباه زائر باش جراح، تلك الأسواق الفوضوية التي تنتشر في مختلف الأحياء رغم وجود مراكز تجارية ضخمة بالقرب منها، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد البائعين الفوضويين بالمنطقة، بلغ 800 ناشط، يعملون وسط الفوضى، وازدحام المارة.

الأسواق المنظمة مطلوبة

أرجع أحد التجار الفوضويين سبب رفض الباعة غير الشرعيين البيع في المحلات التجارية، إلى تموقعها في أماكن معزولة وبعيدة عن التجمعات السكنية، مؤكدا أن باعة الرصيف يتعرضون لمشاكل عديدة؛ منها عدم الاستقرار، والمطاردة شبه اليومية من قبل أعوان الأمن، إلى جانب التغيرات الجوية التي تؤثر على صحتهم..

وأضاف محدثنا أن إنجاز أسواق جديدة يقضي على الضغط الكبير الذي تشهده باقي أسواق البلدية، خاصة الموجودة في الأحياء الكبرى؛ حيث تسمح هذه الأسواق باستيعاب أكبر عدد ممكن من التجار أصحاب الطاولات، وتزيل، بذلك، مشكل الأسواق الفوضوية المنتشرة على الطرقات والأحياء الرئيسة بالبلدية.

حاجة ماسة إلى مرافق رياضية جديدة

وتشتكي بلدية باش جراح من نقص كبير في المرافق الترفيهية والرياضية؛ حيث يؤكد أبناء حي جنان مبروك الذين وجدناهم، بالصدفة، يمارسون نشاطاتهم الرياضية بساحة "الصومام"، أنهم ينتظرون، بفارغ الصبر، إنجاز المرافق الرياضية والثقافية والترفيهية، التي من شأنها تمكينهم من ملء أوقات فراغهم، وممارسة هواياتهم الرياضية المختلفة.ومن جهتهم، انتقد سكان حي ديار الجماعة، غياب المنشآت الرياضية والملاعب الجوارية لممارسة كرة القدم التي تستهوي شباب الحي كثيرا؛ بدليل اكتشاف مواهب شابة كثيرة، كانوا يمارسون اللعبة في الشارع، التحقوا بأكبر الأندية العريقة.

وأمام هذا الواقع يأمل كثير من هؤلاء الشباب ببلدية باش جراح، في التفاتة جدية من قبل السلطات المحلية الوصية، لتهيئة مساحات الترفيه واللعب بجوار حيهم، وإنجاز قاعات رياضية لممارسة مختلف الرياضات التي تستهويهم؛ وهذا لراحتهم، خصوصا نهاية الأسبوع.

غابة "ديار الجماعة" متنفَّس مهجور

وليس بعيدا عن ساحة "الصومام"، شد انتباهنا الغابة المحاذية له، والتي تحولت إلى شبه مفرغة عمومية؛ نظرا لاتخاذها من بعض القاطنين بجوارها، مساحة لرمي نفاياتهم المنزلية ومخلفات مواد البناء بها بدون الاهتمام بالضرر الكبير الذي قد تسببه هذه المواد للإنسان والطبيعة؛ حيث ستقضي على هذا المنتزه الطبيعي إذا استمر الوضع على حاله ولم تتحرك الجهات المعنية، وعلى رأسها السلطات البلدية لباش جراح، وكذا مديرية الغابات لولاية الجزائر. إلى جانب ذلك، أصبحت هذه المنطقة مصدر خطورة؛ حيث يُعد عبورها أو السير بها مغامرة بالنظر إلى تحولها إلى وكر للمنحرفين، الذين يقصدونها لتعاطي المخدرات، والاعتداء على الأشخاص والممتلكات.وأثارت هذه الوضعية مخاوف السكان، الذين أصبحوا يناشدون السلطات المحلية إعادة هذا الفضاء الترفيهي إلى سابق عهده، عندما كان مقصدا للعاصميين مع نهاية كل أسبوع؛ للتنزه، والاستمتاع بمناظره الطبيعية الخلابة.