في انتظار برمجة مشروع ينهي المشكل

المياه القذرة تهدد سكان حي الصنوبر بقسنطينة

المياه القذرة تهدد سكان حي الصنوبر بقسنطينة
  • 543
زبير. ز زبير. ز

يشتكي سكان حي الصنوبر بقسنطينة، على بعد حوالي 2 كلم من وسط المدينة، من غياب التهيئة، وشح المشاريع التنموية التي تتبناها البلدية أو الولاية؛ حيث يعرف الحي اهتراء في مجمل الطرق التي لم ترمم منذ حوالي عقدين من الزمن، يضاف إليها غياب الإنارة العمومية عن بعض الأزقة رغم وجودها في البعض الآخر، وغياب تام لمرافق اللعب والمساحات الخضراء.

ويُعد مشكل المياه القذرة المنبعثة من قناة صرف مسدودة بجوار مسجد عائشة أم المؤمنين، من أهم المشاكل التي رفعها السكان إلى السلطات المحلية منذ شهور ولكن بدون جدوى؛ إذ أبدى قاطنو هذا الحي الشعبي، تخوفهم من انتشار الأمراض البكتيرية التي تنتقل عن طريق المياه، وعلى رأسها الكوليرا، في ظل خروج المياه القذرة إلى السطح. وقالوا إنهم لا يستطيعون تحمّل ظهور أمراض أخرى في ظل الانتشار الرهيب لفيروس “كوفيد-19”.

وحذّر سكان الحي من تسجيل إصابات بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه القذرة، خاصة عند فئة الأطفال؛ إذ تقطع المياه القذرة أماكن لعبهم اليومية، مستغربين عدم تدخل الجهات المسؤولة رغم الشكاوى العديدة، ومنددين بلا مبالاة السلطات المحلية، وعلى رأسها بلدية قسنطينة، ومؤسسة “سياكو” لتوزيع المياه، المسؤولة عن تسيير شبكة الصرف الصحي.

وحسب سكان الحي، فإن هذا المشكل الذي ظهر منذ عدة سنوات بدون أن تتدخل الجهات المسؤولة، يعود، بالأساس، إلى حدوث تصدع على مستوى القناة الرئيسة ذات قطر 600 ملم، والتي تم ردمها في وقت سابق على مشارف حي رومانيا، عندما تمت إزالة البنايات الهشة؛ حيث تم رمي الأتربة، وتغطية هذه القناة على عمق حوالي 20 مترا، مما صعّب التدخل لفتح القناة المسدودة، وبذلك أصبحت المياه القذرة تخرج من البالوعة الموجودة أسفل المسجد.

وأكد سكان الحي أنهم اتصلوا منذ أشهر، بمؤسسة “سياكو”، التي وعد مسؤولوها بزيارة المنطقة لإجراء معاينة ميدانية رفقة ممثلين عن مديرية الري؛ قصد إيجاد حل نهائي لهذا المشكل، لكن حسب السكان، فإن الأمور لم تتحرك قيد أنملة، لتبقى المياه القذرة ديكور يميّز الحي حتى في عز أيام الصيف ودرجات الحرارة العالية في ظل غياب تساقط الأمطار.

كما أكد السكان أنهم رفعوا هذا الانشغال منذ أسابيع، إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي، في شكوى تحمل إمضاءات عدد من القاطنين تحوز “المساء” على نسخة منها، تحدثوا فيها عن مشكل المياه القذرة التي تخرج من البالوعة المتواجدة أسفل مسجد عائشة أم المؤمنين، وأخرى بالمنطقة المسماة “لحوانت”.

وحسب السكان، فإن “المير” أخبر أحد ممثليهم، أنه في انتظار تقرير ومراسلة مؤسسة “سياكو” قبل التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل البيئي، حيث أكد في حديثه إلى ممثلي السكان، إمكانية برمجة مشروع قطاعي أو مشروع على عاتق ميزانية الولاية أو البلدية، من أجل تغيير مجرى القناة، وتحويلها إلى اتجاه آخر من خلال مد قنوات صرف جديدة، يتم ربطها ببالوعة أخرى في اتجاه أسفل الحي.

وفي انتظار أن تتحرك مؤسسة “سياكو” المسؤولة عن تسيير شبكتي مياه الشرب والصرف الصحي بالولاية ووفاء رئيس البلدية بوعده، يبقى سكان حي الصنوبر في معاناة حقيقية مع المياه القذرة، وما تسببه من انتشار للحشرات الضارة؛ الذباب والبعوض، وحتى القوارض، التي تجد في هذه البيئة مكانا مناسبا للتكاثر، ونشر مختلف الأمراض.