طالب أعضاء المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة في لائحة موجهة للوالي، بتنحية مدير المؤسسة الاستشفائية العمومية بالشريعة وتعيين مدير كفء لإدارة المؤسسة، على خلفية تسجيل ملاحظات تخص تجاوزات - حسبهم - تسببت في دخول المؤسسة الصحية في دوامة من المشاكل والصراع النقابي ما أدى إلى تدني الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. وذكر نواب المجلس الشعبي الولائية في لائحة صادقوا عليها بالإجماع أن تزايد حجم النقائص بالمستشفى وكثرة المشاكل بين المدير والعمال، جعل الوضع يسوء أكثر والصراعات المستمرة حولت المستشفى إلى بؤرة للمشاكل وهيكل غير قادر على تقديم الخدمات الصحية اللازمة، حيث أصبحت المؤسسة الصحية، في حالة كارثية تنعدم فيها أدنى وأبسط المتطلبات ومنها الماء ونقائص عديدة وقفت عليها لجنة الصحة خلال زيارتها للمستشفى خاصة مصلحة تصفية الدم، التي باتت خدماتها غائبة تماما.

وتضاف إلى هذه النقائص شكاوى المواطنين وفعاليات المجتمع المدني المتعلقة بسوء وغياب مختلف الخدمات الصحية وعدم التكفل الأمثل بالمرضى، حيث ندد أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالسياسة التي ينتهجها المدير المسير لمستشفى محمد الشبوكي بالشريعة متهمين إياه بسوء التسيير والمعاملة السيئة للعمال وتدني الخدمات الصحية، ملتمسين من والي تبسة السعي لتحويل المدير المسير للمستشفى إلى مؤسسة أخرى واقتراح مدير آخر لتسيير شؤون الصحة بهذه المنطقة من أجل إعطاء نفس جديد لهذا الهيكل الصحي وإنقاذ المرضى من المعاناة.

توصيات هامة لتحسين الخدمات الصحية

فيما اختمت الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة بتوصيات هامة لها علاقة مباشرة بتحسين الخدمات الصحية ودعم القطاع الصحي بالولاية، أهمها التنسيق مع جامعة تبسة من أجل العمل على فتح كلية الطب بالولاية، بهدف الوصول إلى خلق مؤسسة استشفائية جامعية، ودعم وإنهاء الأشغال بمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى بلدية العقلة ذي الـ 60 سريرا، وهي النقاط التي كانت "المساء" تطرقت إليها في موضوع سابق.

وقد اقترح أعضاء المجلس الشعبي الولائي لتبسة تحويل المشروع المذكور إلى مستشفى مختلط مدني وعسكري، ووضع الهياكل المكتملة الإنجاز حيز الخدمة وربطها بالمؤسسات الصحية بالولاية مؤقتا، خاصة مستشفى الأمراض العقلية بن جدة مهنية، مع برمجة مشروع لإعادة تهيئة مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى التيجاني هدام ببلدية بئر العاتر، وكذا فتح مخبر مختص في تحاليل عينات PCR وذلك بالتنسيق مع جامعة العربي التبسي، إلى جانب إنجاز وتجهيز مصلحة متخصصة ومتكاملة لمرضى السرطان والعمل على اقتناء التجهيز للجراحة والمعالجة بالأشعة، وتحويل العيادات لمتعددة الخدمات إلى نقاط مناوبة بكل من صفصاف الوسرى، الدكان الجديدة وفركان، وأيضا ترقية قاعات العلاج التي تتوفر على مساحات معتبرة إلى عيادات متعددة الخدمات مثل السطحة ببلدية قريقر، حي جابري يحي ببلدية الحويجبات، حي المجاهدين ببلدية بئر العاتر.

كما اقترحت اللجنة وضع مخطط عام لمعاجلة النفايات الطبية مع الترخيص المؤقت للمؤسسات الصحية بحرق النفايات الطبية بمراكز الردم التقني وتشكيل لجنة مختلطة بين المجلس الشعبي الولائي ومديرية الصحة لتفقد والوقوف على النقائص والعراقيل التي تحول دون تقديم خدمات صحية ترتقي وتطلعات ساكنة الولاية. وتضمنت الدورة إلى جانب مناقشـة ملف الصحة، المصادقة على  الحسـاب الإداري للسنة الماليـة 2021 ، وعرض ومناقشة الميزانيـة الإضافية للسنة المالية 2022، وكذا المصادقة على المخطـط الولائي لتنظيم النجدة، و تصنيـف طرقات ضمـن شبكة الطـرقات الولائية والمصادقة على تخصيـص منـاصب مالية بعنوان الميزانية اللامركزية للولاية.

وأكد والي تبسة محمد البركة داحاج في تدخله أن تبسة استفادت ضمن البرنامج السنوي لسنة 2022 في إطار البرنامـج القطاعـي الممركز مـن غلاف مالي إجمالي يتعدى 2.97 مليار دينار، لإنجاز 26 عملية تتعلق بالأشغال العمومية، الصحة، التربية، التعليم العالي والتكوين المهني، مضيفا أن الولاية استفادت - في إطار تحسين الإطـار المعيشي للمواطن ضمن المخطط البلدية للتنميـة لسنـة 2022 - مـن غـلاف مالي جديـد قدره 1.4 مليار دج، خصص لإنجاز 120 عملية عبر مختلف بلديات الولاية وعددها 28 بلدية و67 عملية بمناطـق الظـل، بالإضافة إلى عمليات أخرى تتعلق بمناطق ليست ضمن مناطق الظل، وتخص أساسا تزويد السكان بمياه الشرب، فـك العزلة، التطهيـر، إنجاز طرقات داخل المحيط العمراني. جدير بالذكر أن الدورة اختمت بالإعلان عن تخصيـص غلاف مالي قوامه 40 مليار سنتيـم من أجل تحسين تزويد سكان الولاية بالمياه الصالحة للشـرب.