تدهور بسبب غلق محطة القطار

المطالبة بإعادة فتح خط السكة الحديدية

المطالبة بإعادة فتح خط السكة الحديدية
  • القراءات: 2630
وردة زرقين وردة زرقين

تُعد معالم خط السكة الحديدية العابر بولاية قالمة، من بين الروائع الهندسية والتاريخية، تتعرض اليوم إلى تخريب ودمار، وأصبحت مهددة بالزوال تحت تأثير عوامل طبيعة، كما يتخوف سكان الولاية من انهيار هذه المعالم، إذا لم تتدخل السلطات المحلية والمركزية مفي سبيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها وترميمها.

كان خط السكة الحديدية العابر لقالمة، في الماضي القريب، يبدأ من تونس وينتهي بالمغرب، مرورا بالشرق الجزائري والوسط والغرب، حيث يعبر قرية الناظور الواقعة شرق ولاية قالمة، ثم حمام الدباغ، وصولا إلى برج صباط غرب قالمة، وأصبحت محطة القطار الشهيرة بمدينة قالمة وجسر السكة الحديدية بالمدينة السياحية حمام الدباغ، والتحف الهندسية بالناظور وبرج صباط، عرضة للتدهور، إذ أصبح خط السكة الحديدية ممتلئا بالحفر والأعشاب البرية، بعدما تم إغلاق محطة القطار بمدينة قالمة، وهو الشيء نفسه بالنسبة لمحطة الناظور التي ييلغ طولها 35 كلم، بينما تقوم وزارة النقل لسنوات، بإطلاق سياسة الانفتاح الشاملة في مناطق مختلفة من الإقليم الوطني.

المشروعان معلمان هندسيان

تعد مشاهد قالمة خلال فترة الاحتلال الأكثر حضورا، كما يعد خط السكة الحديدية من أهم بقايا الحضارات التي مرت على منطقة قالمة، ومن بين المعالم العمرانية الخاصة بالمرحلة الاستعمارية، كما تُعد محطة القطار شاهدا عمرانيا جميلا يضاهي العمران الأوروبي، ومبنى من بين المباني السكنية التي بقيت صامدة إلى غاية اليوم، بحيث يرى الكثير من سكان مدينة قالمة القدامى، بأن المهندسين عجزوا عن بناء تحف معمارية تضاهي تلك التحف التاريخية الجميلة، داعين إلى المحافظة على هذا الطراز الهندسي الجميل.

خط السكة الحديدية الحل المناسب لنقل البضائع

يشهد الطريقان الوطنيان رقم «20» و»21» بقالمة، اكتظاظا في حركة السير، كما تعاني الولاية من بعض العزلة بسبب هذين الطريقين المشبعين والمكتظين بمئات الشاحنات الكبيرة التي تحمل يوميا آلاف الأطنان من السلع، كالإسمنت ومواد البناء والمنتجات الغذائية والقمح والفواكه والخضروات... وغيرها، حيث يتم تسجيل حوادث مرور مميتة كل يوم، فيما كان يتم سابقا عبور مختلف السلع بانتظام عبر السكة الحديدية، بمحطة بوشقوف، التي تسمح للمسافرين بالالتحاق من تونس وعنابة وتبسة وقسنطينة والجزائر العاصمة، وكان خط السكة الحل المناسب لنقل البضائع، ومنذ أزيد من 20 سنة، لم يتم إعادة تأهيل هذا الأخير وفتح المحطة من قبل السلطات سواء المحلية أو المركزية، باعتبار أن محطة بوشقوف تعد نقطة عبور من الشرق إلى الغرب ذات قيمة اقتصادية.

لم يتوقف سكان ولاية قالمة عن المطالبة بحماية المحطات القديمة والجسور، وترميم المباني الواقعة على امتداد خط السكة القديمة، متخوفين من انهيار هذه المعالم خلال السنوات القليلة القادمة. وقد أثار أعضاء ومنتخبي المجلس الشعبي الولائي بقالمة، وأعضاء المجتمع المدني هذه القضية الساخنة مرارا وتكرارا، فيما لم تتخذ الحكومة أي حل، كما أثيرت هذه القضية الهامة لمرات عديدة من أجل إعادة تأهيل خط السكة والمحطة بحي «لاقار» في مدينة قالمة، إذ يعود تاريخ إنشاء هذه الوكالة إلى حوالي أربعين عاما، كما يطالب السكان باستعادة خط بوشقوف وتصنيف محطة القطار بقالمة كمعلم تاريخي.