مربو النحل بقسنطينة يلحون على تنظيم الشعبة
المضاربة رفعت سعر العسل إلى 1 مليون سنتيم

- 1305

أجمع مختصون في تربية النحل بولاية قسنطينة، على أهمية وجود تعاونية لتنظيم الحرفة، وإعطاء دفع إضافي لهذه الشعبة التي عرفت ازدهارا كبيرا بعاصمة الشرق في سنوات خلت، قبل أن تعرف تراجعا كبيرا خلال السنوات الفارطة، خلافا لبعض الولايات المجاورة، على غرار تبسة التي باتت تسجل أرقاما مشجعة.
يرى مربو النحل بقسنطينة، أن إنشاء تعاونية من طرف فلاحين أكفاء، سيساهم في مراقبة نوعية العسل الموجود بالسوق المحلية، وتتصدى لمحاولات الترويج للعسل المغشوش المجهول، خاصة القادم منه من الخارج، والذي بات يضر بالإنتاج المحلي وبالمنتج، بعدما أصبح من هب ودب يبيع العسل بعيدا عن المقاييس المتعارف عليها من طرف المربين، وفتح الباب على مصرعيه من أجل المضاربة، وهو ما ساهم في ارتفاع جنوني لأسعار هذه المادة التي بلغ سعرها بين 8 آلاف و10 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد.
يرى مجمل النحالين بقسنطينة، أن وجود مخابر خاصة بالعسل من شأنه تنظيم الشعبة، حيث أكد عدد منهم أن هذا المقترح تم رفعه مؤخرا إلى وزير الفلاحة، من أجل وضع آليات لفتح 3 مخابر جهوية على مستوى الوطن، للتعريف بالمنتوج المحلي وتثمينه، وقد وجدت هذه المقترحات أذانا صاغية، في ظل مساعي الوزارة في سبيل إطلاق مخبرين قبل نهاية السنة، لرفع العراقيل الموجودة.
يحرص عدد من النحالين بقسنطينة على تنظيم الحرفة في شكل جمعيات لتطوير الشعبة، في ظل وجود عدد معتبرة من النحالين بعاصمة الشرق، أصبحوا ينشطون حتى خارج الولاية، معتبرين أن غياب التنظيم صعب إحصاء كمية الإنتاج السنوي وعدد المربين بقسنطينة، رغم أن الإحصائيات الوطنية تتحدث عن وجود أكثر من 20 ألف مربي نحل عبر التراب الوطني. يعتبر المختصون في تربية النحل، أن قسنطينة تدخل ضمن المناطق الباردة التي تتطلب إجراءات خاصة، على غرار عدم التخلي عن زيارة الخلايا، وعدم التأثير على درجة الحرارة داخل الخلية، وعدم السماح بدخول البرد من أجل الحفاظ على حياة الملكة، معتبرين أن توفير عجينة ”الكاندي” أو ما يعرف بخبز العسل والسائل السكري، أمر ضروري لتغذية النحل في فصل الشتاء.
ينصح مربو النحل بقسنطينة، الشباب الراغب في الحصول على مدخول محترم، في إطار مشاريع تشغيل الشباب، خاصة من النساء، بالتوجه إلى بعض المشاريع الناجحة، على غرار إنتاج الملكات، الصمغ الملكي وغبار الطلع، لمساعدة النحالين، في ظل وجود نقص في اليد العاملة في هذه الشعبة.
حذر مربو النحل، خاصة خلال هذه الأيام، من الذهاب إلى الخلايا في الأيام المشمسة، معتبرين أن التحضير لفصل الربيع يتم عبر شقين، يتعلق الأول بمراقبة المنحل، والشق الثاني بتحضير العتاد اللازم ووضع رزنامة خاصة وفقا للاحتياجات من المواد الأولية، مثل الشمع أو الأدوية.
كما دعا المختصون في تربية النحل، كل المربين، خاصة الشباب، إلى توخي الحذر وأخذ الاحتياطات أثناء الترحال والتنقل بالخلايا، حيث يجب أن تكون وسيلة النقل مناسبة، على غرار مركبة مفتوحة تسمح للنحل بالتنفس، مع الحرص على ربط الصناديق حتى لا تتحرك، وتهيئة المكان الذي سيستقبل صناديق النحل، وبرمجة التنقل خلال الفترة الليلية، واحترام منع التنقل في فترة النهار، وما تشكله من خطر على الناقل والناس.