فيما نفى المنتجون ندرة المادة بمعسكر

المضاربة بالإسمنت تهدد المشاريع التنموية

المضاربة بالإسمنت تهدد المشاريع التنموية
  • القراءات: 917
 ع. ياسين ع. ياسين

كثيرة هي المشاريع التنموية التي خصصت لإنجازها الدولة أموالا معتبرة بولاية معسكر لاتزال تراوح مكانها، لما تعرفه من تأخر كبير في إنجازها نتيجة المضاربة بمادة الإسمنت التي تضرب بأطنابها، والتي أدت إلى رفع سعر هذه المادة إلى أكثر من 750 دينارا للكيس الواحد. 

من أهم هذه المشاريع، على سبيل الذكر لا الحصر، مشروع تزويد عدد من بلديات معسكر بمياه البحر المحلاة، ومشروع إنجاز طريق يربط مدينة معسكر بالطريق السيار شرق - غرب، ومشروع إنجاز 3000 سكن للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل 2).

في كل الخرجات الميدانية التي تقوم بها السلطات الولائية وحتى الوطنية لمعاينة المشاريع عبر مختلف مناطق الولاية، أغلب مسيّري المؤسسات المكلفة بإنجاز المشاريع يبررون تأخر الإنجاز بنقص تموينهم بمادة الإسمنت من قبل الشركات المنتجة لهذه المادة؛ في إشارة إلى مصنع الإسمنت بزهانة ولافارج للإسمنت البني والأبيض بعقاز.

«المساء» اقتربت من مسؤولي مصنع لافارج للإسمنت بعقاز، البعيد بحوالي 65 كلم عن عاصمة الولاية معسكر، للتأكد إن كانت هناك فعلا أزمة إسمنت نتيجة نقص الإنتاج أو لعوامل أخرى.

مدير المصنع جون لويس سيبيود في رده على سؤال مراسل «المساء» حول عدم تموين المؤسسات بمادة الإسمنت، صرح بأنه لا إدارة المصنع ولا القسم التجاري تلقت احتجاجا من قبل أي مؤسسة إنجاز، مؤكدا أن مصنع عقاز منذ امتلاكه من قبل مجمع لافارج، يلبي في ظروف قياسية، جميع احتياجات المديرية التجارية للمجمع من مادتي الإسمنت سواء البني أو الأبيض، لإرضاء زبائنه عبر مختلف ولايات الوطن.

نفس المصدر لم يُخف إقدام المصنع على تلبية الطلب المتزايد على الإسمنت، برفع إلى 10 بالمائة إنتاج المصنع الإسمنت، وهذا منذ الفاتح من شهر جانفي من السنة الجارية، مضيفا أنه منذ هذه الفترة تم إنتاج 953 ألف طن من الإسمنت، منها 844 ألف طن من الإسمنت الرمادي، والبقية تتمثل في الإسمنت الأبيض.

مدير الشؤون العمومية للجهة الغربية لمصنع عقاز قدار جواد عبد القادر، كشف لـ «المساء» أن لقاء جمع، الأسبوع الماضي، مسؤولي المصنع بوالي معسكر العفاني صالح، لمناقشة تموين المؤسسات المكلفة بإنجاز المشاريع بمادة الإسمنت، حيث تم التأكيد على سياسة مجمع لافارج الجزائر بتوفير منتوج الإسمنت في السوق المحلية، وتموين المؤسسات المنجزة بما يكفيهم من الإسمنت لإنجاز مشاريع الدولة.

من جهته، المدير الصناعي لمجمع لافارج الجزائر بول روسلو، لم يتوان في دعوة المؤسسات المكلفة بإنجاز المشاريع، إلى استعمال الإسمنت الأبيض لفوائده الجمالية والاقتصادية.

في هذا الجانب، كشف نفس المتحدث أن لافارج الجزائر تسعى مع مطلع 2018، لتصدير 100 ألف طن من الإسمنت الأبيض، نحو عدد من دول العالم، وهي العملية التي يُنتظر تحقيقها بعد أن يتم تلبية الطلب المحلي على هذا النوع من الإسمنت. نفس المصدر كشف أن لافارج الجزائر تحضّر لإطلاق منتوج جديد من الإسمنت الأبيض بالسوق المحلية.

من جهته، همس لـ «المساء» مسيّر مؤسسة إنجاز بمعسكر، أن المشكل لا يتعلق بمادة الإسمنت المتوفرة بالسوق وبأسعار مختلفة، وإنما في المؤسسات المكلفة بالإنجاز، بعضها غير مؤهل لإنجاز مشاريع هامة، وأخرى تبحث عن الربح السريع، والتي تكلف إنجاز مشاريعها مقاولات صغيرة، كثيرا ما تتاجر في الإسمنت؛ الأمر الذي خلق هذه الوضعية الصعبة التي تمر بها مشاريع ولاية معسكر.