في تقرير مفصل أعده منتخبو المجلس الولائي
المساحات الخضراء بقسنطينة في وضع مترد

- 1666

طالب منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي في قسنطينة، بضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للمساحات الخضراء داخل محيط الولاية، وتحسين تسيير الفضاءات المتوفرة، على غرار حديقة "باردو" التي تتربع على مساحة 65 هكتارا، وتقع بقلب مدينة قسنطينة، لكنها لا تفتح أبوابها للجمهور، إلا بعد الساعة الخامسة، كما أن كل مرافقها من مقاه، ودورات مياه، ومحلات الأكل السريع مغلقة.
قدم بعض النواب، على هامش الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، المنعقدة، نهاية الأسبوع الفارط، اقتراحا لتحويل المساحة المسترجعة في إطار نقل الحي الجامعي "نحاس نبيل"، نحو الإقامات الجديدة بالمدينة الجامعية في المقاطعة الإدارية علي منجلي، إلى مساحة خضراء على مساحة 13 هكتارا، حتى تكون رئة إيكولوجية لوسط المدينة، خاصة أنها ستكون مقابل مسجد "الأمير عبد القادر"، وستعطي بعدا جماليا وسياحيا كبيرين لمدينة الجسور المعلقة. رفع أعضاء لجنة التعمير وتهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي، العديد من التوصيات، قصد تحسين وضع المساحات الخضراء واستغلالها لصالح المواطن القسنطيني، حيث طالبوا بإنشاء حدائق عمومية ذات حجم ونوعية، وترقية وتوسيع المساحات الخضراء وتوزيعها على جميع الأحياء، مع حث جميع الهيئات على تحسيس المواطن، من أجل احترام الطبيعة وترقية تصرفاته وفتح المجال للاستثمار الخدماتي، بتجهيز الحدائق العمومية بالمرافق الضرورية، والحرص على أن يكون الاستثمار داخل غابات الاستجمام منسجما مع المحيط ومجهزا بالمرافق.
كما طالبت لجنة التعمير وتهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي، بترميم وإعادة الاعتبار للحدائق المغلقة والمهملة، وتوظيف المبالغ الخاصة بتسيير الأجزاء المشتركة لسكنات الترقوي المدعم في تسيير وصيانة المساحات الخضراء، وتوفير الأمن في الغابات والحدائق العمومية، لجلب أكبر عدد من الزوار، من خلال استحداث ديناميكية تساعد على توفير مداخيل تغطي أعباء التسيير، مع الحرص على الاستعانة بيد عاملة متخصصة في البستنة. حسب اللجنة، فإن غياب جرد مفصل لكافة المساحات الخضراء عبر تراب الولاية وتصنيفها، يبقى من أحد التحديات الكبرى التي تنتظر السلطات المحلية في الولاية، التي يمثل غطائها الغابي حوالي 25 بالمائة من المساحة الإجمالية، أكبرها بلدية ابن باديس التي تضم 7114 هكتار، ثم بلدية قسنطينة بـ4461 هكتار، فبلدية عين أعبيد بـ2895.
وقف تقرير لجنة العمران وتهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي، على النقص الكبير المسجل في الغابات المخصصة للترفيه، رغم أهمية هذه المساحات في جلب السياح من خارج الولاية، وبذلك المساهمة في دفع عجلة التنمية، رغم وجود عدد من الغابات في شكل غابات المريج، والبعراوية، وحاج بابا وبكيرة، حيث سجل نفس التقرير ضعفا في نصيب الفرد من الغابات الترفيهية، والذي تم تقديره بـ1.32 متر مربع للفرد، بمساحة إجمالية تقدر بـ1.71 مليون متر مربع، وتعداد سكني يقدر بأكثر من 1.29 مليون نسمة، بعيدا بشكل كبير عن المعدل الوطني الذي يقدر بـ6 أمتار مربعة للفرد الواحد. كما وقف التقرير على معدل نصيب الفرد من المساحات الخضراء داخل التجمعات، والذي تم تقديره بـ5.39 مترا مربعا للفرد الواحد، حيث أجريت دراسة عبر 54 تجمعا سكانيا، منها 12 تجمعا رئيسيا، و41 تجمعا حضريا وثانويا، تضاف لهما المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث أحصى التقرير أكثر من 6.75 مليون متر مربع من المساحات الخضراء عبر الغابات الحضرية والحدائق وفضاءات الترفيه، مع تسجيل احتياجات بأكثر من 576 هكتار.
كما تطرق التقرير، إلى المساحات الخضراء التي توجد في حالة سيئة، على غرار حدائق بوالصوف، الزيادية، ساقية سيدي يوسف، خميستي، بن ناصر وحديقة سوس، حيث تشهد بعض هذه الحدائق سوء تسيير في جمع النفايات، وغياب حاويات جمع القمامة، مع وجود المياه الملوثة وغياب التهيئة، وتحول بعضها إلى أسواق عشوائية، مع وجود بعض الحدائق مهجورة، وعدم احترام معايير الغرس في بعضها، وغرس أشجار غير ملائمة، مع تسجيل غياب تهيئة هذه المساحات داخل المحطات البرية، وغياب التهيئة على حواف الطرقات.