في انتظار تكييف خدمات المخيّمات الصيفية
المركبات العوامة تعيد متعة البحر لذوي الهمم

- 140

لقيت مبادرة توفير معدات السباحة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة بعدد من شواطئ ولاية الجزائر، ترحيباً كبيراً من قبل هذه الفئة، التي تمكنت، حسب المكلف بتسيير هذه المعدات، مولود دراجي، من الاستمتاع بمياه البحر والسباحة فيها، حيث يتم توزيعها بشكل يومي، وتعرف إقبالاً واسعاً. ولم يقتصر الأمر على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل شمل، أيضاً، فئة المسنين، في انتظار أن تعميمها لاحقاً، على المخيمات الصيفية، التي تحتاج، حسبه، إلى تكييف خدماتها بما يتلاءم مع احتياجات هذه الفئات، بهدف تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع خلال العطلة الصيفية.
إلى وقت قريب، كانت العائلات التي تضم في أفرادها شخصاً معاقاً أو مسنّاً، تعاني كثيراً مع بداية موسم الصيف، حيث تتكبّد عناء نقله، والبحث عن وسائل تساعده على دخول البحر والاستمتاع بأجواء الشاطئ، بينما كانت عائلات أخرى تعزف عن زيارة البحر نهائياً، بسبب غياب الوسائل اللازمة؛ لتمكين هذه الفئة من خوض تجربة السباحة.
وقد تنبّهت الوزارة الوصية إلى هذا الانشغال من خلال مديرية النشاط الاجتماعي، التي بادرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بتوفير عدد من المركبات العوّامة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، عبر 16 شاطئاً. وتم تكليف الجمعيات الناشطة في هذا المجال بالإشراف على تسيير هذه المعدات، وتوفيرها لفائدة هذه الفئة عند زيارتها الشواطئ.
ومن بين هذه الجمعيات جمعية "اتحاد وأمل" لولاية الجزائر، التي بادرت، حسب رئيسها مولود دراجي، بالتكفل بهذه المهمة طيلة الموسم الصيفي. وأوضح في تصريحه لـ«المساء" أنه يعتمد على فريق الجمعية والمنشطين لاستقبال الأشخاص المعاقين، وتمكينهم من الحصول على مركبات العوم، مشيراً إلى أنه يستقبل يومياً العديد من الطلبات. ويحرص أيضاً على توفير مظلات وطاولات وكراسي لتلبية احتياجات المستفيدين، لافتا إلى أن الخدمة لا تقتصر على تقديم المعدات، وإنما تمتد إلى المرافقة النفسية، ومتابعتهم طيلة تواجدهم على الشاطئ. وأضاف دراجي أن الطلب على هذه المعدات كبير في بعض الأحيان، ما يضطر الجمعية إلى طلب تزويدها بعدد إضافي، بهدف تمكين جميع الراغبين من الاستفادة منها. وأكد أن هذه المبادرة سمحت للعائلات الجزائرية بإخراج أبنائها المعاقين من المنازل. ومنحتهم فرصة الاستمتاع بالسباحة مثل غيرهم. كما رأى أن السباحة لا تقتصر فقط على دخول البحر، بل تمثل، أيضاً، نوعاً من العلاج النفسي، خاصة أن هذه الفئة تعاني من شعور دائم بالإقصاء والتهميش.
ولفت إلى أن هذه المبادرات تُعد بمثابة دعم نفسي ومعنوي يعزز ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم، ويجعلهم يشعرون بأنهم ينالون نفس الحقوق حتى في ما يتعلق بالتواجد على الشاطئ، وهو ما أكدته العائلات المرافقة التي أشادت بالمبادرة، مبيّنة أنها أصبحت تتردد على الشاطئ أكثر من مرة في الأسبوع بالنظر إلى التغير الكبير في الحالة النفسية لذوي الإعاقة بعد تواجده على الشاطئ والاستمتاع بالسباحة في البحر.
وفي السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أن الجمعية باعتبارها تهتم بتلبية احتياجات المعاقين وتمكينهم من الاندماج في المجتمع، تطمح بعد نجاح مبادرة المركبات العوّامة، إلى أن تتوسع هذه الخطوة لتشمل المخيمات الصيفية؛ حيث يرى أن هذه الفضاءات تُعد متنفساً مهمّاً لهذه الفئة، مطالباً بتكييفها من خلال تخصيص فضاءات خاصة يؤطرها مختصون، لا سيما أن بعض المراكز متوفرة، وتكفي، فقط، إعادة تكييف نشاطها خلال الصيف. وأكد دراجي في ختام حديثه، أن الجمعيات باعتبارها شريكاً فعالاً لقطاع التضامن، مستعدة للمساهمة في إنجاح مبادرة المخيمات المكيّفة بمعية المتطوعين والمنشطين، لتكون هذه التجربة بمثابة محطة إيجابية، تساهم في إسعاد هذه الفئة.