في ظل شح الأمطار الذي شهدته قسنطينة

المختصون متخوفون من ضياع المحاصيل الكبرى

المختصون متخوفون من ضياع المحاصيل الكبرى
  • القراءات: 650
زبير. ز زبير. ز

أبدى مختصون من المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة، تخوفهم من كساد الموسم الفلاحي، خاصة ما تعلق بالمحاصيل الحقلية الكبرى والحبوب الشتوية، التي تمتاز بها عاصمة الشرق، إذا استمرت أجواء الصحو، وسادت قلة الأمطار، وبذلك التخوف من دخول النباتات في مرحلة الإجهاد المائي، الذي يرافقه ظهور أمراض فطرية خطيرة، حيث ينصح المختصون في هذه الحالة، باللجوء إلى السقي التكميلي لتجنّب الأضرار.

طالب المختصون من المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة في حال استمرار الحالة الجوية على هذا الحال وعدم تساقط الأمطار، بالتوقف عن العمليات الكميائية في الأرض، التي يمكن أن ترجع، بالسلب، على النبات، وتسرّع الإجهاد المائي؛ كون الأسمدة ستزيد من حرارة الأرض، وقد تتسبب في تسمم النبتة، على غرار ما تم ملاحظته في بعض الحقول. ويُنصح في هذه الحال بالذهاب إلى تقسيم التسميد إلى عدة أجزاء، وبطريقة منظمة. وحسب المختصين من المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة، فإن الأجواء السائدة خلال شهر فيفري وبداية شهر مارس؛ من ارتفاع درجة الحرارة، وشح للأمطار وارتفاع الرطوبة، ساهمت في ظهور بعض الأمراض الفطرية لكن ليس بشكل كبير، لإطلاق حالة الإنذار المبكر، حيث تم ملاحظة ظهور في بعض الحقول، فطر البياض الدقيقي أو ما يُعرف بلويدوم، الذي ينفر من الماء وينتج أبواغه. هذه الأخيرة تنتشر بسرعة بمساعدة الرياح، خاصة في الظروف التي تعرف شحا في الماء، وتصيب النباتات الحساسة، على غرار نوع سيرتا من القمح، الذي ينمو بالمنطقة الشمالية لقسنطينة، وخطورته تكمن في صعوده إلى الطبقات العليا للنبتة، حتى وصوله إلى مرحلة التسبيل.

كما يرتقب التقنيون بالمحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة، ظهور في هذه الأجواء، فطر خطير أيضا، على غرار ما وقع المواسم الفارطة، وهو فيروس الفيزاريوس، الذي يتسبب في مرض الفيزاريوم أو مرض الذبول، الذي يصيب منطقة الصحن الخاصة بنبتة القمح، والذي يصيب، غالبا، النباتات التي تعاني من الإجهاد المائي؛ حيث يتغلغل هذا الفطر في جذور النبات، ويخنقها بعدما يحرمها من امتصاص الماء والمواد المعدنية، وينتج سنابل بيضاء في نهاية مرحلة التسبيل، ويهدد المناطق التي ظهر فيها مسبقا في مواسم فارطة؛ إذ يستطيع أن يعيش لمدة سنوات في نفس التربة؛ سواء بالمنطقة الجنوبية أو بالمنطقة الشمالية للولاية. ولاحظ المختصون من المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة خلال شهر فيفري الفارط، ظهور بعض الأمراض الفطرية المرتبطة بشح الأمطار في ظل وجود فوارق كبيرة في درجات الحرارة الدنيا والعليا بين الليل والنهار، التي تسببت في ظهور بعض التشققات في الأرض عبر بعض الحقول، مع نقص في رطوبة الأرض. كما لوحظ ظهور مساحات بشكل فسيفسائي، بين اللونين الأخضر والأصفر؛ بسبب مشكل وضع سماد الآزوت.

ويرى المختصون من المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة، أن الأمطار الأخيرة مفيدة جدا حتى ولو كانت قليلة؛ إذ ستكون متنفسا للنباتات لإكمال في أريحية، النمو بشكل عادي، وتسهيل عملية وضع الأسمدة، على غرار الأسمدة الآزوتية التي تحتاج، على الأقل، إلى 10 ملم من الأمطار، معتبرين أن هذه المرحلة حساسة، وأن وضع الأسمدة مهم جدا لتجنب الصدأ البني والصدأ الأصفر، الذي تساعده الأجواء الرطبة وسقوط الأمطار.