بلدية بير الفضة بالمسيلة

الماء، الصحة والسكن ثالوث يرعب السكان

الماء، الصحة والسكن ثالوث يرعب السكان
  • القراءات: 1871
❊جمال ميزي ❊جمال ميزي

تعد بلدية بير الفضة التابعة لولاية المسيلة، بكثافة سكانية قاربت الـ10000نسمة موزعة عبر تجمعات ومداشر، من بين البلديات الأكثر فقرا على المستوى الولائي، حيث يتقاسم سكانها عاملا مشتركا عنوانه المعاناة، خاصة في ظل تسجيل العديد من النقائص في مجالات مختلفة كنقص مياه الشرب وتراجع الخدمات الصحية، واستمرار أزمة السكن، ناهيك عن نقائص أخرى تتعلق بغياب التهيئة الحضرية.

ويطالب سكان البلدية أمام هذا الوضع، السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس البلدية بالسّعي الجاد للاستجابة لمطالبهم وانشغالاتهم، والعمل على ضمان الخدمات الضرورية لكافة السكان دون استثناء، وهذا من أجل إنهاء معاناة المواطنين، خاصة في فصل الصيف.

تبدأ معاناة سكان بير الفضة من النقص المسجل في القطاع الصحي، وحسب العديد ممن تحدثوا لـ»المساء» فالقاعة متعددة الخدمات الطبية الوحيدة المتواجدة بالمنطقة، تبقى تفتقد للمناوبة الطبية على مدار الأسبوع، الأمر الذي يحتم على السكان  نقل  مرضاهم نحو عيادات المدن المجاورة كعين الملح مقر الدائرة، أو بوسعادة، وهذا رغم افتقار المنطقة لوسائل النقل، حيث يجد الأهالي أنفسهم مضطرين للاستنجاد بسيارات «الكلونديستان» بأسعار تتجاوز الـ1000دج، الأمر الذي عقد من معاناتهم في ظل معاناة بعض المناطق بالبلدية المذكورة من انتشار الحشرات السامة كالعقارب التي تعد أرض بير الفضة مرتعا لها. وطالب السكان في هذا الإطار، بالتدخّل العاجل للجهات الوصية للعمل على ترقية القطاع الصحي أكثر لتفادي تنقل المرضى إلى البلديات والمدن النائية طلبا للعلاج أو الفحوصات الطبية.

أحياء البلدية تفتقر إلى التهيئة

استغل القاطنون ببلدية بير الفضة بالمسيلة، فرصة لقائهم  بـ»المساء»، لطرح المزيد من الانشغالات كافتقار العديد من أحياء البلدية للتهيئة الحضرية، حيث تتحول شوارعها إلى ما يشبه البرك المائية كلما تساقطت زخات من المطر شتاء ناهيك عن الأوحال، فيما تتحول إلى غبار وأتربة صيفا، حيث يناشد

السكان السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من حياة الغبن وإخراجهم ودائرة العزلة التي باتت عنوانا لمعاناتهم، من خلال إعادة الاعتبار للتهيئة الحضرية بإعادة تهيئة الطرق والمسالك وفتح أخرى جديدة تسهّل على السكان التنقل في أريحية تامة، لاسيما بالنسبة لأصحاب المركبات الذين عانوا كثيرا من تدهور شبكة الطرق بهذه الجماعة المحلية، وهو ما انعكس سلبا على مركباتهم.

ومن جهة أخرى، طرح المواطنون القاطنون ببير الفضة، مشكل السكن الريفي، حيث تبقى الحصة الممنوحة من قبل الجهات الوصية ضئيلة جدا، مقارنة بعدد الطلبات المتزايدة من عام لآخر عن هذا النوع من السكنات، حيث يأمل الكثير من طالبي السكن رفع الحصة الممنوحة للبلدية خاصة وأن معظم قاطنيها يعتمدون على الفلاحة وتربية المواشي وهو ما يتلاءم مع السكن الريفي الذي من شأنه أن يساهم في الحد من ظاهرة الهجرة والنزوح إلى البلديات المجاورة وحتى نحو عاصمة الولاية.

أزمة مياه وغياب فضاءات ترفيه

ومن جهة أخرى، ناشد المواطنون السلطات الولائية بالمسيلة وعلى رأسها والي الولاية ضرورة النظر في معاناتهم التي عمرت لسنوات طوال خاصة في ظل استمرار ظاهرة نقص المياه الصالحة للشرب، ببرمجة مشاريع آبار ارتوازية لفائدة السكان، حيث أجبر هذا الانشغال الكبير الكثير من العائلات على الاستنجاد بالصهاريج المائية التي تبقى غير صحية لكونها مجهولة المصدر، في حين اعتمد آخرون الطرق التقليدية في جلب الماء، كما تزداد معاناة هؤلاء مع حلول كل موسم صيف.

كما انتقد القاطنون في السياق، المذاق غير الطبيعي للمياه التي تزوّدهم بها البلدية عبر الخزانات المتواجدة بالمنطقة، داعين الجهات القائمة على تسيير قطاع المياه بالبلدية، إلى التدخّل العاجل لتدارك هذا الوضع، والتحقيق في طبيعة ونوعية المياه التي يموّن بها السكان.

يناشد شباب بلدية بير الفضة، المسؤولين المحليين بالمنطقة، ضرورة النظر في جملة الانشغالات التي باتت تؤرق يومياتهم خاصة وأن والي الولاية ومنذ تنصيبه على رأس الهيئة التنفيذية لولاية المسيلة أكد في أكثر من مناسبة، على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب، حيث عبر الكثير منهم عن معاناتهم في ظل غياب هياكل ترفيهية تنتشلهم من حياة الروتين التي بات الكثير منهم عرضة لها وهم الذين لم يجدوا بديلا لغيابها سوى المقاهي كما استغل آخرون الفرصة لطرح المزيد من الانشغالات التي تهمهم كالبطالة خاصة في ظل انعدام مناصب عمل، وغياب مشاريع استثمارية من شأنها توفير مناصب شغل دائمة.

ورغم ذلك، يبقى مواطنو البلدية المذكورة ينتظرون التفاتة تنموية جادة من قبل السلطات المحلية قصد التكفل بانشغالاتهم التي عمرت حسبهم لسنوات طوال.