طباعة هذه الصفحة

أعزازقة تنتظر اهتماما أكبر

الماء نادر، النفايات منتشرة والتهيئة الحضرية غائبة

الماء نادر، النفايات منتشرة والتهيئة الحضرية غائبة
  • القراءات: 826
تقرير: س. ز تقرير: س. ز
يواجه سكان بلدية أعزازقة الواقعة على بعد 35 كلم شرق ولاية تيزي وزو، عدة نقائص عكرت صفو حياتهم أمام بقائها دون حل وتكرارها لدرجة أصبحت تميز يوميات السكان الذين لا حديث لهم سوى عنها، لاسيما أزمة الماء التي تواجهها البلدية منذ سنوات، وكذا مشكلة التخلص من النفايات التي تبقى مطروحة إلى حين إيجاد حل نهائي لها، إضافة إلى التهيئة الحضرية التي تحتاج لها المدينة لاستعادة بريقها.
وحسب تصريحات بعض السكان الذين التقتهم "المساء"، فإنهم يشتكون من نقص ماء الشرب، حيث تشهد عملية تزويد المدينة والقرى التابعة لها تذبذبا في التوزيع، الأمر الذي انتقده السكان جراء تفاقم المشكلة يوما بعد آخر، خاصة أنها مسجلة لأزيد من 3 سنوات، إضافة إلى أن الكميات التي تضخ قليلة، مما تسبب في حرمان العائلات القاطنة بالطوابق الأخيرة للعمارات من الماء.
وذكر السكان في سياق متصل أن المشكل بات مطروحا على مدار أيام السنة لتزداد حدة في فصل الصيف، حيث تعرف عملية التزويد انقطاعا مستمرا وفي أوقات مختلفة دون سابق إنذار، علما أن هذا الفصل يتطلب حاجة أكثر للماء، حيث خلق الوضع متاعب كبيرة للسكان، خاصة بعدما تعودوا على وفرة الماء في حنفياتهم على مدار 24 ساعة دون انقطاع خلال العام الأول لانطلاق عملية تزويد المدن الشرقية للولاية، بما فيها مدينة أعزازقة، انطلاقا من سد تاقسبت بماء الشرب، حيث أشرف عليها الوزير عبد المالك سلال سنة 2010، غير أن الوضع لم يظل على حاله، حيث أنه بداية من سنة 2011، أخذ المشكل يتفاقم لدرجة أصبح السكان يشتكون باستمرار من نقص الماء.
وتأسف سكان مدينة أعزازقة على هذه الوضعية التي تلازمهم لسنوات، رغم تلقيهم وعودا بوفرة هذه المادة الحيوية في حنفياتهم وتوديعهم لأزمة الماء بشكل نهائي، وكذا الجهود الكبيرة التي قام بها مدير الري آنذاك السيد سعيد عباس لإقناع المواطنين على التخلي عن أراضيهم مقابل إنجاز خزانات مائية وتمرير الشبكة بأراضيهم للحصول على الماء ليلا ونهارا، لكن لم تدم الفرحة سوى سنة لتخيم المعاناة التي دفعت السكان، تلبيةً وسدا لاحتياجاتهم، إلى الاعتماد على الينابيع الطبيعية بغية التزود بالماء الشروب، غير أن هذه الأخيرة تقل بدورها في فصل الصيف، مما يجعل الكميات التي توفرها قليلة لا تلبي احتياجات السكان، وجراء هذه المتاعب، تهاطلت شكاو عديدة على وكالة "الجزائرية للمياه" لأعزازقة التي تستقبل بشكل يومي السكان الذين يطالبون برفع نسبة الضخ لتمكين وصول الماء بكميات تلبي احتياجاتهم، خاصة بالنسبة للقاطنين في العمارات التي تزيد عن الطابق الرابع، مع تمديد وقت التمويل لضمان حصول الجميع على هذه المادة، حيث يتم اعتبار الشكاوى في يومها لتعود الأمور بعدها إلى حالها، وتبقى الكميات التي تضخ قليلة.
النفايات هاجس يؤرق السكان والمسؤولين
كما تواجه البلدية مشكلا آخر لا يقل أهمية عن الأول، يتمثل في  النفايات، حيث تواجه البلدية في السنوات الأخيرة أكوام النفايات المكدسة والمشوهة للوسط الحضري، ناهيك عن جلبها للحيوانات المتشردة المهددة لسلامة المواطنين، إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة أمام الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، مما بات يشكل خطرا على الصحة العمومية.
وتواجه بلدية أعزازقة غياب فضاء خاص للتخلص من نفاياتها، حيث سبق أن عرفت في وقت مضى مشكل تحويل النفايات التي استنجدت حينها بالبلديات المجاورة لاستقبالها وتخليصها منها إلى حين إيجاد مكان وتحويله إلى مفرغة، وقد منحت محافظة الغابات للبلدية قطعة أرض بغابة إعكوران، حولتها إلى مفرغة عمومية بشكل مؤقت إلى أن تم اختيار موقع أزغار الذي بات هو الآخر يشكل مصدر إزعاج للقاطنين بجواره، أمام تزايد عدد السكان بعد تشييد سكنات جديدة، حيث قاموا عدة مرات بغلق المفرغة بحجة أن حجمها أخذ يكبر يوميا وباتت بذلك المفرغة تهدد صحة سكان القرية وبيئتهم، مما تسبب بعدها في تراكم النفايات بشوارع المدينة التي فقدت بريقها وجمالها، ويبقى المشكل مطروحا إلى حين توفير مركز ردم تقني للنفايات المقرر إنجازه ببوبهير، حيث لولا مشكلة المعارضة التي يواجهها لخلص اليوم عدة بلديات بما فيها أعزازقة من نفس المشكلة.
مشاريع التهيئة... من نعمة  إلى نقمة
يشتكي السكان كذلك من مشكل غياب التهيئة الحضرية، حيث أصبحت المدينة مؤخرا عبارة عن ورشة من الأشغال والحفر المستمر، فما أن تنطلق أشغال التهيئة حتى تتوقف لأسباب مختلفة، كما أن عدم التنسيق بين القطاعات ولد هذا المشكل، حيث يتم إنجاز رصيف وبعد أشهر تأتي مؤسسة لهدمه من أجل إنجاز أشغال، لتعود الأوضاع إلى حالها.
وتبعا لتصريحات المواطنين، فقد شرعت مؤخرا مؤسسة محلية في عملية تبليط الأرصفة، تم إنجاز البعض في انتظار أن تمس العملية جل أرصفة المدينة، وقد رحب المواطنون بهذه الأشغال التي ستعمل على تحسين المظهر العمراني للبلدية وتضمن حماية الراجلين من حوادث المرور، حيث يفضلون المشي في الطرق بدل استغلال الأرصفة التي كانت ولعدة سنوات عبارة عن حفر تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء وكتل ترابية يتطاير منها الغبار صيفا، في حين يأملون أن تبقى هذه الأرصفة في وضعية جيدة، كما أن الإنارة العمومية جزء منها معطل، إضافة إلى نقص المساحات الخضراء التي ستزيد المدينة جمالا وزينة، وتتيح فرصة التنفس لقاطنيها من جهة أخرى.