"المساء" تحضر جانبا من التدريس بالتقنيات الحديثة بوهران

اللوحة الرقمية بديل الكتاب الورقيّ.. تجاوب واندماج

اللوحة الرقمية بديل الكتاب الورقيّ.. تجاوب واندماج
  • القراءات: 860
رضوان. ق رضوان. ق

فتحت مديرية التربية لولاية وهران، نظام التدريس بالواحات الرقمية؛ تنفيذا لبرنامج وزارة التربية الوطنية، القاضي بتخفيف الحقيبة المدرسية، وتعويض الكتاب الورقي بالكتاب الرقمي، وهو البرنامج الذي شمل 14 مؤسسة في الطور الابتدائي عبر عدة بلديات بولاية وهران. وقد وقفت "المساء" على جانب من الدروس اليومية لتلاميذ بأقسام السنة الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي، بمدرسة ابتدائية ببلدية وهران. 

شرعت مديرية التربية لوهران، في تعميم استخدام اللوحات الرقمية بمؤسسات التعليم الابتدائي، حيث مست العملية في شطرها الأول، 10 مؤسسات تربوية تقع عبر بلديات وهران، بما فيها المناطق النائية بالولاية. وقد وقفت "المساء"، من خلال هذا الربورتاج، على ملف استخدام اللوحات الرقمية داخل الأقسام الدراسية، ومدى تجاوب التلاميذ والأساتذة، مع برامج التدريس باللوحات الرقمية. وكانت الانطلاقة من ابتدائية عبد الخالق محمد الصغير بحي المدينة الجديدة لأحد الأحياء الشعبية ببلدية وهران. وكان في انتظارنا مدير المؤسسة رفقة مفتشة اللغة العربية للمقاطعة، والمكلفة بملف الرقمنة بمديرية التربية، إلى جانب المكلفة بالإعلام بمديرية التربية.

وكشف مدير المؤسسة التربوية مسري الهواري، عن استفادة المؤسسة من الربط بشبكة الألياف البصرية، وخزانات خاصة بحفظ اللوحات الرقمية وتأمينها، أشرف عليها قسم الأشغال الجديدة والصيانة لبلدية وهران، موضحا أنه كان رفقة الطاقم التعليمي والإداري للمؤسسة، متخوفين من العملية ككل، ولكن بمجرد التحاق التلاميذ وبداية التدريس واندماج الأساتذة، بدت الأمور سهلة، وبدأ التلاميذ في التجاوب معها بسرعة كبيرة.

ومن جانبها، كشفت مفتشة اللغة العربية فاطمة الزهراء دلاوي، أن مديرية التربية قامت، بمجرد إقرار الوزارة التخفيف من الحقيبة المدرسية والتوجه نحو اللوحات الرقمية بدل الكتب المدرسية، بتنظيم أيام تكوينية لفائدة الأساتذة، وهي الدورة التي شملت كيفيات استخدام اللوحات الإلكترونية، وتحميل البرنامج، والتعامل مع طريقة الإلقاء. وأكدت المفتشة أن التجاوب الكبير للأساتذة كان له الدور الكبير في نجاح استخدام اللوحات الرقمية، لاحقا، بالمؤسسات التربوية، من خلال الزيارات التي تقود مفتشي التربية إلى المؤسسات التعليمية، والتي وقف، من خلالها، المفتشون على تطور عملية الإلقاء، واستجابة التلاميذ بطريقة سريعة، ساهمت في سرعة التلقي والفهم.

900 لوحة رقمية مستغَلة في المستويات الثلاثة

كشفت المكلفة بالرقمنة بمديرية التربية لولاية وهران، قاسمي ليلى، عن ربط 10 مؤسسات تربوية بالبرنامج الوزاري؛ بمعدل 900 لوحة رقمية لكل مؤسسة في المرحلة الأولى، حيث تم تثبيت الكتب المدرسية الورقية، بشكل رقمي، باللوحات حسب المستوى الدراسي، وتفعيل اللوحات بأسماء التلاميذ، ومنحهم رقما تسلسليا خاصا، موضحة أن عملية متابعة البرنامج المحمَّل على اللوحات، يبقى مستمرا ومراقَبا. وفي حال وقوع خطأ من التلميذ ومسح البرنامج، يتم إعادة تثبيته مجددا بطريقة سريعة.

وقُدمت، بالمناسبة، شروحات للمديرين، للإشراف، مباشرة، على متابعة التطبيقات، والتواصل مع المصلحة المكلفة بالرقمنة، حيث أوضحت المتحدثة أن بعض الصعوبات واجهت عملية الربط بشبكة الأنترنيت، غير أنها رُفعت تدريجيا، في انتظار توسيع نطاق الأنترنيت ببعض المؤسسات التعليمية الواقعة بمناطق نائية واستفاد تلاميذها من اللوحات الرقمية.

تجاوب من التلاميذ وإشادة كبيرة من قِبل الأساتذة

وبدورهم، أبدى التلاميذ الذين شاركتهم "المساء" الحصص الدراسية للغة العربية والرياضيات والفرنسية، تجاوبا كبيرا مع استخدام اللوحات الرقمية، والذين برهنوا عن سرعة تعلمهم كيفية استخدامها، وسهولة التنقل بين الصفحات والكتب المدرسية المحملة، والتي ساهمت في التخفيف من ثقل الحقيبة المدرسية، حيث سبق لمدير التربية لولاية وهران، أن كشف لـ "المساء"، أن دراسة قامت بها مصالح الصحة المدرسية، أكدت أن ثقل المحفظة المدرسية، منتشر في سنوات الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي، وهي الأقسام التي استفادت من اللوحات الرقمية.

وعبّرت التلميذة مريم زوغار من قسم السنة الخامسة ابتدائي بمؤسسة عبد الخالق محمد الصغير، عن سعادتها باستخدام اللوحة الرقمية التي تسلّمتها بداية السنة، والتي ساعدتها كثيرا في متابعة الدروس، وتخفيف المحفظة التي كان وزنها يتجاوز 7 كلغ، تقوم بحملها يوميا من المنزل إلى غاية المدرسة. كما أكدت التلميذة آلاء بن ربيعة نصيرة من قسم السنة الرابعة ابتدائي، عن سعادتها باستخدام اللوحة الرقمية التي تملك مثلها بالمنزل. وكان استخدامها سهلا، وساعدها في تجنب إحضار الكتب المدرسية إلى القسم، وتخفيف الحقيبة.

وقد لمسنا تجاوبا وسعادة كبيرة من الأطفال، خاصة أمام سرعة التنقل بين الصفحات، وإمكانية تكبير الشاشة، ومشاهدة النصوص أكثر وضوحا. ومن جانبها، أوضحت حنان لطروش، أستاذة اللغة الفرنسية، أن اللوحة الرقمية فعالة جدا في التدريس ومتابعة التلاميذ النصوصَ التي تتطلب تركيزا، مشيرة إلى أنه بفضل اللوحة الرقمية سُجل هدوء أكثر داخل الأقسام، وإنشاء جو فعال للمتابعة والتركيز، ومضيفة أن نظام التدريس باللوحات الرقمية ورغم حداثته، إلا أنه لقي تجاوبا من التلاميذ بشكل لم يكن متوقَّعا. وقد اندمج التلاميذ مع طريقة التدريس الحديثة، التي خففت عنهم ثقل المحفظة. كما ساعدت اللوحة الأساتذةَ في تفادي ظاهرة نسيان بعض التلاميذ الكتب.

أولياء متخوفون وأيام تحسيسية ضرورية

وبالمقابل، أشاد عدد من الأولياء الذين صادفتهم "المساء"، بدورهم، بطريقة التدريس باللوحات الرقمية، وأهميتها في التلقين العلمي والمعرفي، غير أن عددا منهم طالبوا الإدارة بإطلاعهم على كيفية عمل البرنامج التعليمي باللوحات الرقمية، لمعرفة مدى تفاعل التلاميذ معها، مطالبين بتنظيم أبواب مفتوحة للأولياء، وإطلاعهم على البرنامج بوجود أولياء لم يقتنعوا بطريقة التدريس، ولايزالون يرسلون أبناءهم للدراسة بالكتب الورقية رغم وجود اللوحات الرقمية، وهو ما وقفنا عليه خلال إنجاز هذا الربورتاج، حيث اكتشفنا عددا كبيرا من التلاميذ قاموا بجلب الكتب المدرسية الثقيلة رغم استفادتهم من اللوحات، الأمر الذي أصبح يحتّم تنظيم أيام تحسيسية للأولياء، لإقناعهم بأهمية اللوحة الرقمية، وعدم وجود ما يتخوفون منه.وحول الموضوع، أكدت المفتشة دلاوي أن نظام التدريس باللوحات الرقمية، مدروس، ولا يحب التخوف منه، حيث يعتمد على متابعة خاصة بالتوقيت، وعدم الإفراط في استخدام اللوحات الرقمية، والفصل بين الدروس المتابعة باستخدام السبورة والطرق العادية في التدريس، والعودة للعمل بنظام المشاهد والسندات، بما يضمن تحقيق توافق وتوازن عند التلميذ، الذي يبقى الهدف الأساس من الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة الوصية، والتي تصب في صالحه، من خلال الحفاظ على صحته، ودعمه بالطرق العلمية والتكنولوجية للرفع من مستواه.

 


 

مساحاتها بين 400 و600 متر مربع.. فضاءات لاحتضان مشاريع الشباب بـ 3 مناطق مصغرة

ستشرع مصالح ولاية وهران، عبر الوكالة العقارية الولائية، في عملية تهيئة 3 مناطق نشاطات جديدة مصغرة، موجهة للشباب من حاملي المشاريع؛ لمرافقتهم، وبعث المشاريع، التي تساهم في التنمية المحلية، وتجسيد توصيات رئيس الجمهورية لدعم هذه الفئة. وبادرت ولاية وهران، ضمن برنامج فتح المجال للاستثمارات لصالح الشباب حاملي المشاريع، باختيار 3 مناطق جديدة مصغرة للنشاط، ستوجَّه لصالح الشباب حاملي المشاريع ومرافقتهم، وهي المناطق التي تتربع كل واحدة منها، على 3 هكتارات، وستوزع عقاراتها بمساحات تتراوح بين 400 و600 متر، على كل شاب حامل مشروع، وسترافقه.

وقد رصدت ولاية وهران، ضمن ميزانيتها لسنة 2023، الأغلفة المالية الخاصة بعمليات التهيئة والتحضير، لتوزيع العقارات التي سترف عليها لجنة خاصة، على أن تكون جاهزة نهاية الثلاثي الأول من سنة 2023. وتأتي هذه الخطوة بعد تنصيب لجنة تقنية مختلطة، تقوم، حاليا، بجرد العقارات الصناعية غير المستغَلة، والتي لم يُشرع في تنفيذ المشاريع فوقها، لاسترجاعها، وإعادة توزيعها على المستثمرين. وقد حُددت مهلة 6 أشهر كحد أقصى للمستثمرين، الذين لم ينطلقوا في الأشغال لسحب العقار. ومقابل ذلك، تمكنت اللجنة الولائية لرفع العراقيل عن الاستثمار، من الإفراج عن أكثر من 300 مشروع ظلت بدون تجسيد؛ بسبب مشاكل إدارية وأخرى بيروقراطية، كانت سببا في عرقلة الاستثمارات، خاصة بوجود عدة مناطق للنشاط، ومناطق صناعية مفتوحة أمام الاستثمار عبر بلديات ولاية وهران.