رغم تطمينات سونلغاز باستدراك النقص

الكاليتوس تغرق في الظلام..

الكاليتوس تغرق في الظلام..
  • القراءات: 3962
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تواجه بلدية الكاليتوس بالعاصمة منذ اليومين الأخيرين مشكل انقطاع التيار الكهربائي، في سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، حيث لاحظت «المساء» التي زارت مختلف أحياء البلدية التي تحصي أكبر عدد للساكنة على مستوى ولاية الجزائر، أن المدينة غرقت في ظلام دامس إلا تلك الأحياء القريبة من مقرات الأمن والدرك الوطنيين، والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، التي بقيت ممونة بهذه الطاقة الحيوية، مما شكّل متاعب ومشاق للمواطنين على عدة أصعدة، مشتكين من هذا الانقطاع المفاجئ الذي لم يكن منتظرا، وزاد في تعقيد يومياتهم.

تركت الانقطاعات الكهربائية التي تمس بلدية الكاليتوس منذ أول أمس، لساعات طويلة آثارا سلبية، حيث اضطر السكان لفتح النوافذ رغم حرارة الجو ليلا، زادها انتشار الرطوبة تعقيدا. وذكر لنا أحد سكان حي 500 مسكن، أن والده المسن وجد صعوبة في التنفس داخل المسكن بالعمارة، وأن كل الأشياء توقفت بسبب غياب الكهرباء، فلا ماء بارد، ولا هواء مكيف ولا أنترنت، مطالبا مصالح سونلغاز بالتعجيل بإصلاح الخلل واستدراك الأمور قبل أن تتعقد أكثر.

خسائر التجار ومخاوف التسمم

كما كبّدت التجار خاصة خسائر كبيرة، إذ أدى توقف الثلاجات إلى فساد المواد الاستهلاكية سريعة التلف، خاصة اللحوم ومشتقات الحليب وغيرها، وهو ما يجعل المخاوف الصحية تزداد، لكون العديد من التجار سيضطرون لبيع هذه السلع رغم فسادها، لتقليل خسائرهم، في غياب ثقافة تقييم الخسائر لدى عموم التجار، وتبليغها مصالح سونلغاز قصد الحصول على تعويضات.

إلى جانب ذلك أُجبر العديد من التجار على توقيف نشاطهم بسبب غياب الطاقة الكهربائية، ومنهم باعة اللحوم الذين أغلقوا محلاتهم، وحتى باعة المواد الاستهلاكية وجدوا أنفسهم في حرج كبير للتخلص من سلعهم المكدسة بأجهزة التبريد والتي مسها التلف، مؤكدين أنهم ضحايا هذه الانقطاعات التي لم يتم التبليغ عنها عبر وسائل الإعلام، لتمكين التجار من أخذ مختلف الاحتياطات الواجبة في مثل هذه الظروف.

ويناشد بعض المواطنين مصالح المراقبة تكثيف دورياتهم للمحلات التي مستها آثار الانقطاع، والوقوف على واقع بيع مختلف المواد سريعة التلف؛ حيث سيكتشفون - بدون شك - أن هناك مواد فاسدة تباع للمواطنين.

«حديث» عن وحدة متنقلة لمواجهة الانقطاعات

من جهتها، ذكرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالحراش في بيان لها، أنها خصصت وحدة متنقلة ثانية للتزويد بالكهرباء بمنطقة الشراربة الواقعة بالجهة الشرقية لمدية الكاليتوس، لمواجهة الانقطاعات الكهربائية المتكررة في هذه المنطقة. وشرح المصدر أن العدد الكبير من الانقطاعات الكهربائية المسجلة خلال شهر جويلية الفارط، ناتج عن الاستهلاك الزائد الذي يؤثر على الوحدة المتنقلة التي تزوّد بالكهرباء حاليا المنطقة، والتي لم يعد بقدرتها الاستجابة لطلب كافة الزبائن.

وفي هذا الصدد، أوضحت الشركة أن مشروع إنشاء محطة كهربائية بقدرة 60/30 كيلوفوط أمبير ببلدية الكاليتوس من أجل تلبية الطلب، موقّف منذ 2014 بسبب معارضات صدرت من قبل الفلاحين المستغلين بالبلدية، الذين رفضوا وضع الجهاز على حساب الأراضي. وتذكر الشركة أن لمواجهة هذا المشكل سيتم خلال الأسبوع وضع وحدة متنقلة ثانية للتزويد بالكهرباء قدرتها 20 كيلوفولط أمبير. كما ستسعى الشركة بالتعاون مع ولاية الجزائر، لاستئناف مشروع محطة الكهربائية جديدة من أجل وضع حد نهائي لمشكل الانقطاعات في التزويد في هذه البلدية.