المختص في الأبحاث الغابية الأستاذ بودخيل مرسلي يتحدث لـ"المساء":

الفلاحة مركز الاقتصاد الأخضر واستصلاح الأراضي جد مهم

الفلاحة مركز الاقتصاد الأخضر واستصلاح الأراضي جد مهم
  • القراءات: 1539
حاورته/ فائزة لعموري حاورته/ فائزة لعموري
خلص الملتقى الوطني حول الاقتصاد الأخضر الذي احتضنته مؤخرا ثانوية صادوق الحاج بعاصمة ولاية النعامة إلى وجوب الحماية والمحافظة على البيئة والاستفادة من المناطق المصنفة "رطبة" التي بالإمكان استغلالها سياحيا وجعلها تساهم في تطور الاقتصاد الوطني، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالفلاحة وتشجيعها ومتابعة الفلاحين من قبل خبراء ومختصين في الفلاحة. وجاءت هذه التوصيات بعد عدة مداخلات للمشاركين في هذا الملتقى على مدار يومين كاملين وكان من بينهم الأستاذ الجامعي والباحث بالمعهد الوطني للأبحاث الغابية بتلمسان الأستاذ، مرسلي بودخيل الذي التقته "المساء" على هامش الملتقى وأجرت معه حوارا قصيرا حول مداخلته وحول موضوع ترابط وعلاقة الفلاحة بالاقتصاد الأخضر.

^ الأستاذ مرسلي بودخيل، هل لكم سيدي أن تضعوننا في الصورة لما احتوته مداخلتكم خلال هذا الملتقى؟
^^ مداخلتي تمحورت حول الربط بين الاقتصاد الأخضر والفلاحة، وقد أخذنا مثالا واقعيا وهو مثال من ولاية النعامة يتمثل في منطقة لقصور المتواجدة بالعين الصفراء جنوب الولاية، فنحن عندما نتكلم عن الاقتصاد الأخضر، نقصد بذلك اقتصادا نقيا واقتصادا يجب أن تتوفر لدى المساهم فيه ـ وأقصد هنا المستثمر في مجال الفلاحة ـ إمكانيات مادية والتي بدونها لا يستطيع أن يتقدم هذا النوع من الاقتصاد وتعتبر الفلاحة هي مركز الاقتصاد الأخضر ويجب أن تكون الفلاحة - التي تعطي دفعة قوية للأخير - بصحة جيدة، كما أقول وأعبر دائما ولهذا قمنا بعملية تشخيص دقيقة لأراضي منطقة لقصور.

^ بعدما شخصتم هذه المنطقة أو منطقة لقصور، ما هي أهم الملاحظات التي سجلتموها؟
^^ بعد تشخيصنا للمنطقة، وجدنا ووقفنا على إشكالية فيما يخص استصلاح الأراضي.. دعيني أقول لك إن استصلاح الأراضي من شأنه أن يوفر شغلا للناس الذين يريدون العمل في مجال الفلاحة، وفي الوقت ذاته يحافظون من خلال عملية الاستصلاح على هذا الموروث أو الأرض الصالحة للزراعة، وفي هذا السياق قمنا بمقارنة بين المحيط المستصلح قديما وذاك الذي استصلح حديثا بهذه المنطقة دائما فوجدنا فرقا كبيرا بينهما، فالمستصلحة قديما لاحظنا أنها مثال للتنمية المستدامة، أما تلك التي استصلحت حديثا فقد زادت من تدهور حالة الأرض الفلاحية، ففي الوقت الذي كنا ننتظر أن تعطي هذه الأخيرة نتائج جيدة ووفرة في المنتوج الفلاحي كما ونوعا، للأسف تدهورت حالتها حيث انجرفت التربة على مستواها كما اعترتها ظاهرة التصحر، إضافة إلى استنزاف المياه الجوفية إذ لم يتم اللجوء إلى مختصين في حفر الآبار بالمنطقة، وهو ما أدى إلى إنشاء آبار بطريقة عشوائية وتسبب الأمر كما ذكرت في المس بالمياه الجوفية التي هي مستقبل الأرض ومستقبل المنطقة، ومع أن الدولة أنفقت أموالا كبيرة على هذا الاستصلاح، إلا أن سوء استعمال الإمكانيات أدى إلى حدوث كارثة.

^ أستاذ بودخيل، بعد هذه الملاحظات، ماذا فعلتم أنتم كخبراء في الميدان؟
^^ بعد تسجيلنا لهذه الملاحظات، ارتأينا أن نفكر تفكيرا آخرا أوتفكيرا جديدا فيما يتصل بالمناطق المستصلحة حديثا وضرورة الأخذ بعين الاعتبار. كل هذه المشاكل التي وقفنا عليها وقلنا إنه يجب أن يتم اختيار مواقع الاستصلاح اختيارا سليما، هناك ضايات وأراضي قرب الأودية وهي المناطق التي لابد أن تخصص للفلاحة، أما باقي الأراضي، فهي صالحة لتكون أراضي ترعى فيها المواشي. وأضيف أن اختيار الأراضي الفلاحية يجب أن يقوم على أساس دراسات ونحن بدورنا سنقوم بعملية التوجيه أي توجيه المستثمرين في الفلاحة للأراضي الصالحة للزراعة حتى يتم استغلالها وهذا الأمر يجعلنا من الناحية المادية لا نستنزف أموالا كبيرة، كما أنه يجب أن نتابع الفلاح ونرافقه مرافقة يومية حتى نتوصل إلى الحفاظ على هذه الأراضي وجني منتوج فلاحي صحي ولما لا منتوج بيولوجي.