المسيلة

العمال يلتحقون بالتقاعد أفواجا

العمال يلتحقون بالتقاعد أفواجا
  • القراءات: 618
جمال ميزي جمال ميزي

تشهد مصالح الصندوق الوطني للتقاعد على مدار الأسبوع، حركة غير عادية، حيث فضل الكثير من الموظفين بمختلف القطاعات والأسلاك، الإحالة على التقاعد بعد سنين شاقة من العمل. 

ولمعرفة أسباب هذه الظاهرة التي أرقت الكثير من المؤسسات والإدارات التي بقيت خاوية على عروشها أو استلمها موظفون ليس لهم من الخبرة ما يؤهلهم لتقلد مثل هذه المسؤوليات، وتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع اقتربت «المساء» من مدير الصندوق الوطني للتقاعد بالمسيلة السيد بن حيزية عبد المجيد، لمعرفة عدد الطلبات المودعة، لكن طلبنا تم رفضه بحجة أن أي تصريح إعلامي يحتاج إلى ترخيص من الهيئة الوصية التابع لها الصندوق، إلا أن الملاحظ أن طلبات التقاعد ومنذ بداية السنة، تُعد بالآلاف، يتصدرها قطاع التربية والتعليم، حيث يُعتبر القطاع الأكبر نسبة من طلبات الإحالة على التقاعد النسبي خلال السنة الجارية، وهو ما برره العجز المسجل على مستوى العديد من المؤسسات التربوية عبر الولاية، وفي هذا المنصب تم الاستنجاد بقائمة الاحتياط.ولمرتين متتاليتين وبالرغم من توضيح وزارة التربية الوطنية في أكثر من مرة أن منحة التقاعد ستكون على أساس رواتب الخمس سنوات الأخيرة من العمل، مفندة في الوقت ذاته الشائعات القائلة باحتساب منحة التقاعد بمعدل عشر سنوات الأخيرة للعمل. كما فندت عدم احتساب منحة المردودية في التقاعد. 

وحسب أحد الموظفين الذي رفض الكشف عن هويته، فإن الإبقاء على التقاعد النسبي من شأنه أن يشكل «خطرا» على الوضعية المالية للصندوق الوطني للتقاعد.وفي ذات السياق بلغت معدلات طلبات الإحالة على التقاعد في قطاع الإدارة المحلية خلال الأشهر الأخيرة، أعلى المستويات التي لم تكن متوقعة والتي شملت الموظفين والعمال وحتى الإطارات منهم بسبب أن الحكومة قد ألغت التقاعد المسبق والنسبي؛ الأمر الذي شكل نزيفا حقيقيا على كل القطاعات وبخاصة التربية والتعليم، الذي عرف نزيفا حادا قد يؤثر بشكل أو بآخر على العملية التعليمية بالرغم من التكوين المستمر للأساتذة الجدد، وبالرغم من تطمينات الوزارة الوصية على إمكانية إدراج مهنة التعليم ضمن المهن الشاقة، إلا أن عمال القطاع يسارعون في طلب التقاعد، حيث لاحظنا اكتظاظا بمكتب التقاعد في مديرية التربية، خاصة أن مصالح هذه الأخيرة قد أكدت في نشرياتها أن منتصف أكتوبر الجاري آخر أجل لطلب التقاعد.

ونحن نجوب أروقة المديرية اقتربنا من سيدة قد بدت عليها آثار التعب، سألناها عن سبب إقدامها على طلب التقاعد، فقالت: «أتريدني أن أموت بين الصفوف؟ ألا ترى، أنا مجموعة من الأمراض؛ فالسكري قد نال مني، وضغط الدم قد أعياني، والبصر قد خانني، ماذا تريد مني أكثر من كل هذا؟! فأنا اليوم أريد أن أعيش حياتي الباقية رفقة أفراد أسرتي»، وهو ما ذهب إليه «ش.ش» وهو يحمل طلب التقاعد بيده؛ «هذا إجحاف في حق من خدموا التربية، لماذا يصرون على حرماننا من التقاعد النسبي أو المسبق؟»، في حين راحت الأستاذة (م.م) أستاذة في الطور المتوسط، تقول: «بربك هل الأستاذ الذي يبلغ من العمر أكثر من 50 سنة قادر على العطاء؟».