مختصون يحذّرون من ذبابة الزيتون

العلاج الكيميائي في أسرع وقت بات أمرا ضروريا

العلاج الكيميائي في أسرع وقت بات أمرا ضروريا
  • القراءات: 1344
زبير. ز زبير. ز

حذّر مختصون في الفلاحة بولاية قسنطينة، مع اقتراب دخول موسم جني الثمار من مرض ذباب الزيتون الذي ظهر منذ منصف شهر جويلية الفارط، والذي بات يهدد محصول الزيتون بعاصمة الشرق، من الناحية الكمية أو من الناحية النوعية سواء بالنسبة للزيتون الموجه للاستهلاك كثمار على الموائد أو بالنسبة للزيتون الموجه للعصر وتحويله إلى زيت.

حسب المختصين في زراعة الزيتون، فإن الذبابة بدأ نشاطها في منتصف شهر جويلية الفارطة، حيث تم إطلاق الإنذار الأول ثم الثاني في شهر أوت الجاري ويتم التحضير لإطلاق الإنذار الثالث في الأيام المقبلة، خاصة وأن الذبابة تضع بيوضها داخل الثمرات وتؤدي إلى نقص في الإنتاج، تساقط الثمرات ونقص في النوعية والكمية.

حشرة خطيرة تتسبب في تساقط الثمار

وفقا لفلاحين بالمجلس المحلي لشعبة الزيتون، فإن ذباب الزيتون الذي يتراوح حجمه بين 5 إلى 8 ملم، يجعل تخزين هذه الثمار من المستحيلات، كما أن هذه الحشرة الخطيرة ذات اللون الأحمر المخطط بالبني تتسبب في تساقط مبكر لحبات الزيتون وزيادة في حموضة الزيت، حيث يتطلب الأمر التدخل السريع عن طريق العلاج الكيميائي للتقليص من عدد الذباب وعدم السماح لهذه الحشرة بوضع البيوض داخل الثمار، مع جمع وإتلاف الثمار المتساقطة في الأرض، والتي تحمل البيوض حتى لا تشكل خطرا خلال الموسم المقبل.

وحسب المختصين في زراعة الزيتون، فإن ذباب الزيتون ذات الرأس الأحمر والأعين الخضراء، تعيش من 2 إلى 4 أجيال في الظروف الملائمة، وأن الذبابة الواحدة قادرة على تبيض أكثر من 250 بويضة بشكل أسطواني وبحجم 1 ملم، وكل بويضة قادرة على التحول إلى ذبابة، هذه الأخيرة من شأنها أن تضاعف العدد إلى 3 مرات أي إلى أكثر من 15 مليون ذبابة، حيث أبدوا تخوفهم من الوصل إلى الجيل الرابع مثلما حدث منذ 6 سنوات مضت.

التقليل من خطورة عين الطاووس وفراشة الزيتون

قلل المختصون في زراعة الزيتون بقسنطينة، من أضرار أمراض عين الطاووس أو فراشة الزيتون، والتي لم تحدث أضرارا كبيرة على عكس ذبابة الزيتون التي باتت تهدد الموسم الفلاحي بعاصمة الشرق، وتصيب كل الأصناف على غرار السيغواز، الشملال والأزراج وهي الأصناف المنتشرة بقسنطينة، عبر المساحات الموجودة بكل من بلديات حامة بوزيان، زيغود يوسف وعين أعبيد.

كما تعاني أشجار الزيتون بقسنطينة، أيضا من مرض آخر يسمى بسل الزيتون وهو مرض ـ حسب مصلحة الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية ـ خطير ليس لديه علاج ويعد من الأمراض ذات الحجر الصحي، ومن أعراض المرض أنه يظهر تورمات على مستوى الشجرة، حيث يجب محاربته من الأول على مستوى المشاتل والحل الوحيد للقضاء على المرض، هو حرق جميع الشتلات التي تكون في محيط الإصابة، مع تنبيه الفلاحين إلى ضرورة اقتناء الشتلات من نقاط معتمدة وعدم استعمال آلات التقليم من شخص إلى أخر أو يجب تعقيمها في حالة استعمال آلة واحدة عبر عدد من البساتين.

شجرة الزيتون حسّاسة وتتطلب عناية خاصة

وفقا للمختصين، فإن هناك مفهوما سائدا وهو خاطئ لدى الكثير من الفلاحين، بأن هذه الشجرة مقاومة ولا يجب العناية بها، مؤكدين أن هذه الشجرة تحتاج إلى عناية لكي تقدم مردودا مقبولا، وأن المرحلة الأولى للشجرة أي ما بين 1 إلى 5 سنوات، تحتاج إلى عناية خاصة خلال التكوين إذ يجب الاهتمام بالتسميد وتنظيم السقي من أجل نمو الأغصان، الجذع والأوراق، كما تحتاج مرحلة الإنتاج أي ما بعد 5 سنوات هي الأخرى عناية من نوع أخر، حيث يجب استعمال الأسمدة والمبيدات الكميائية مع الاهتمام بأنظمة السقي المقتصدة على غرار السقي "قطرة بالقطرة"، كما أن الشجرة التي تدخل في الإنتاج تحتاج إلى تنظيم السقي وفقا للنوع المنتج المراد الحصول عليه، فالتصبير يحتاج إلى السقي إلى غاية آخر يوم من الجني، أما تحويل المنتج إلى الزيت فيحتاج إلى مراحل سقي تبدأ خلال عملية تكوين الزيت، مع ضرورة تقليص الماء، حتى يمكن أن يتكون الزيت داخل الثمرة وتكون نسبة الزيت عالية.

إنتاج 14 ألف قنطار من الزيتون

حققت ولاية قسنطينة في الموسم الفلاحي الفارط 2019-2020، تطورا ملحوظا في إنتاج مختلف أنواع الزيتون وصل إلى 14550 قنطار ما يمثل زيادة بـ3170 قنطار مقارنة بالموسم الذي سبقه، حيث تجاوزت التوقعات المسطرة من طرف مديرة المصالح الفلاحية والتي كانت في حدود 10 آلاف قنطار، كما تم تحقيق إنتاج من زيت الزيتون بنحو 1512 هيكتولتر بمردود متوسط بـ16 لترا في القنطار الواحد أي بزيادة تقدر بـ552 هيكتولتر مقارنة بالموسم الذي قبله، مع تسجيل توجيه 9300 قنطار من الزيتون المنتج لصناعة زيت الزيتون و5242 قنطار لزيتون المائدة.

ساهم دخول أشجار جديدة مرحلة الإنتاج خاصة عبر المناطق الجبلية لبلديات زيغود يوسف، عين أعبيد، ابن باديس وأولاد رحمون، ضمن سياسة استصلاح الأراضي في زيادة مباشرة في الإنتاج، حيث وصل عدد الأشجار المنتجة الموسم الفارط، إلى أكثر من 149 ألف شجرة من أصل 160 ألف شجرة زيتون، وباتت زراعة الزيتون بولاية قسنطينة، تحتل مساحة إجمالية تقدر بحوالي 739 هكتار تدخل ضمن نسبة 2 % المخصصة لزراعة الأشجار المثمرة ضمن مساحة إجمالية تقدر بحوالي 124 ألف هكتار أغلبه مخصص لزراعة الحبوب والبقول الجافة.