رغم أنها مقر دائرة وتقع بولاية عين الدفلى
"العامرة" مدينة فارغة من محتواها التنموي

- 1056

تفتقد مدينة العامرة لكثير من المرافق الخدماتية، الأمر الذي يحتم على آلاف السكان التنقلات اليومية إلى عاصمة الولاية لقضاء مصالحهم، ومن المنطقي إراحتهم من المتاعب عن طريق تكفل الجهات المعنية بفتح مرافق يكون الجميع في أمس الحاجة إليها، ومنها المراقبة الطبية لصندوق الضمان الاجتماعي، ووكالة تجارية لـ"اتصالات الجزائر" ووكالة "سونلغاز" ووكالة الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، لأن المنطقة فلاحية بامتياز، إلى جانب وحدة للحماية المدنية وغيرها.
عبر كثير من سكان المدينة الواقعة شمال عاصمة ولاية عين الدفلى بحوالي 15 كلم، عن استيائهم العميق من تدهور الوضع البيئي بداخل محيط المدينة التي تعد اسما على ورق "مقر دائرة" تضم بلديات العامرة، عريب والمخاطرية. إذ لم تلق النداءات والشكاوى التي قدمها مواطنوها الاهتمام، في حين يبدي هؤلاء امتعاضا كبيرا من الوضعية السائدة التي تقادمت لسنوات طويلة دون تدخل المعنيين. وإذا كان للمواطن نصيب من المسؤولية، فالدور يبقى على المسؤولين المحليين في التنمية والتكفل بإصلاح الطرق والشوارع المتدهورة، رغم حاجتها لإصلاحات طفيفة وسط المدينة.
وفي هذا السياق، تحولت كميات الأوحال التي تعد بالأطنان عبر كل الشوارع إلى أكوام من الغبار يعاني منها الجميع كلما هبت نسمة هواء. واستنكر هؤلاء الظروف الصعبة التي يعيشون تداعياتها يوميا، في حين تبقى شوارع المدينة تنتظر العناية في ظل الحفر الكثيرة جدا والتآكلات الناجمة عن أشغال الشبكات التي لم تكلف مؤسسات الإنجاز نفسها لإعادتها إلى حالتها الأولى، ناهيك عن الأوساخ التي تشكل ديكورا مشوها لا يمكن التحجج أمامه بقلة الإمكانيات، فالبلدية تتوفر على كل الوسائل البشرية والمادية الواجب تفعيلها لتغيير مظاهر المدينة وتحسين إطار ساكنتها بالمنطقة المصنفة "ظلما" حضرية. ويطالب السكان من كافة مسؤولي المدينة وجمعيات الأحياء بتحمل مسؤولياتهم والسعي إلى تغيير الأوضاع. ولم يخف الكثير من السكان عدم الرضى عن الوضع القائم. فانعدام التهيئة الضرورية بحي"البناء الجاهز" و«القرية الفلاحية" الذي لم يعرف أية عملية تهيئة أضحى هاجسا لدى السكان، في حين يكون حي"200 مسكن" بقلب المدينة الأكثر إهمالا رفقة حي "الزواتنية" المجاور وحي "أولاد بن تكفة" الذي أصبح أحد أهم الأحياء الجديدة شمال المدينة.
نفس الوضع تعرفه الأحياء الشمالية انطلاقا من حي"برادع" و«المستقبل"، بينما يبقى حي" النجمة" الذي يعد أحد أهم الأحياء المشكلة للنسيج العمراني وسط المدينة والشوارع الثلاثة الرئيسية لها، حيث تعرف اكتظاظا حقيقيا للمركبات، خاصة شاحنات الوزن الثقيل القادمة من مناطق عديدة لجلب البطاطس، والتي يرى السكان أهمية تخصيص موقف خاص بها خارج محيط المدينة لتجنيبها التدهور الفظيع في طرقاتها وأرصفتها والحيلولة دون "انقراض" ما تبقى من مسالك وشبه أرصفة وتخليصهم من النتائج العكسية على صحتهم، نتيجة عمليات البيع الفوضوي للبطاطس وعبور الشاحنات بقلب المدينة دون رادع، مهددة بخطورة أخرى على الراجلين، خاصة التلاميذ المتوجهين إلى مدارس "حمو حنوفة" و«بن علي جرموني" ومتوسطة "موسى طيبي" والمركب الرياضي الجواري ومرافق أخرى، على غرار زاوية "الشيخ بوزيان" وسط المدينة. ومن هذا المنطلق، بات من واجب القائمين على البلدية إيلاء العناية للعملية نظرا لأهميتها، والسعي في سبيل الحد من وضعها المتردي لأنها مقر دائرة يفترض أن تكون في مستوى "عامرة".