درجات حرارة عالية تجتاح قسنطينة

العائلات تهجر المنازل بحثا عن نسيم عليل

العائلات تهجر المنازل بحثا عن نسيم عليل
  • القراءات: 481
زبير. ز زبير. ز

دفعت درجات الحرارة العالية التي سُجلت من طرف محطة الأرصاد الجوية بقسنطينة خلال الأيام الماضية والتي تعدى مؤشرها 43 و44 درجة مئوية، دفعت بعدد كبير من العائلات، إلى مغادرة عاصمة الشرق؛ بحثا عن أجواء منعشة، إما في الأماكن المرتفعة، أو على شواطئ البحر.

شهدت، الأيام الماضية خصوصا نهايات الأسبوع، شواطئ ولاية سكيكدة إنزالا كبيرا من طرف العائلات القسنطينية، بحكم أنها أقرب السواحل إلى ولاية قسنطينة، والتي لا تتعدى مسافة 100 كلم، حيث توجه عدد كبير من سكان الولاية رقم 25 بسبب الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، إلى البحر، لكن رحلة العودة كانت شاقة بعدما اكتظت الطرقات بالمركبات العائدة إلى عاصمة الجسور المعلقة.

المسابح والغابات لمن لا حظّ له في البحر

أمام الحرارة المسجلة وفي ظل غياب الإمكانيات المادية للذهاب إلى البحر، لجأ عدد كبير من سكان قسنطينة، خاصة من فئة الأطفال والشباب، إلى رحلة البحث عن أماكن للسباحة، وهي رحلة متعبة في ظل نقص المرافق من هذا النوع رغم افتتاح مسبح سيدي مسيد، الذي اضطر خلال الأيام الفارطة، لإغلاق أبوابه أمام الزوار من أجل تنظيف الأحواض بسبب الإقبال الكبير عليه، في انتظار فتح حديقة مائية بالوحدة الجوارية رقم 14 بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، في حين فضلت عائلات أخرى الهروب من حرارة الجو، واللجوء إلى الغابات، بحثا عن النسيم العليل، حيث باتت مختلف المساحات الغابية تغص بالزوار، على غرار غابة جبل الوحش، وغابة شطابا وغابة البعراوية، إذ باتت هذه الأماكن، خاصة في الفترات المسائية، مقصدا لعدد كبير من العائلات والمواطنين، خاصة من كبار السن، الذين لم يتحملوا جو المكيفات داخل المنازل.

احتراق مساحات خضراء وسط المدينة وحافلة بعلي منجلي

وأمام الارتفاع في درجات الحرارة والحرائق المشتعلة في الغابات، لم تسلم المساحات الخضراء من النيران، إذ سجلت مصالح الحماية المدنية، خلال الأسبوع الماضي، العديد من التدخلات لإخماد حرائق محاصيل زراعية، في حين امتدت حتى المساحات الخضراء وسط المدينة، حيث احترقت أعشاب يابسة، وتزلف بعض الأشجار بمساحة خضراء بشارع عواطي مصطفى، ولحسن الحظ كان التدخل سريعا، وإلا لكانت الخسائر أكبر. كما سُجل نفس الحادث أسفل جسر ملاح سليمان، مع احتراق حافلة تابعة لمؤسسة النقل الحضري بالمدينة الجديدة علي منجلي، في حدود الساعة الرابعة عصرا بسبب الحرارة الكبيرة.

ضربات شمس بين المسنين والأطفال

سجلت العديد من مصالح الاستعجالات الطبية بالمؤسسات الاستشفائية عبر إقليم ولاية قسنطينة، العديد من حالات ضربات الشمس، وحالات الاختناق الناتجة عن صعوبة في التنفس بسبب الحرارة الزائدة، إذ تم التكفل بهذه الحالات عن طريق منح أدوية مخفضة لدرجة حرارة الجسم، وأملاح معدنية، وتقديم جرعات من الأكسجين، مع نصح المصابين ومرافقيهم، بعدم التجوال خلال الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة في ذروتها.

لحسن الحظ توفُّر الكهرباء والماء

لعل ما أراح المواطنين بعاصمة الشرق خلال هذه الفترة الحارة، استعمال المكيفات داخل المنازل، والاستعانة بالثلاجات لتبريد الماء، حيث استحسن القسنطينيون في أغلب الأحياء، المجهودات التي تقوم بها المصالح الفنية لمؤسسة سونلغاز في ظل عدم تسجيل انقطاعات كثيرة في التيار الكهربائي بسبب الحرارة. ونفس الأمر مع مؤسسة سياكو المكلفة بتسيير شبكة الماء الصالح للشرب، والتي أخذت على عاتقها، تزويد السكان بهذه المادة الحيوية بشكل منتظم، خاصة في هذه الأيام الحارة.

الحماية المدنية تحذّر وتنصح

حذرت المديرية الولائية للحماية المدنية بقسنطينة، عبر صفحتها الرسمية بفايسبوك أو عبر أثير الإذاعة المحلية، المواطنين من ضربات الشمس خلال هذه الأيام، حيث وضعت كل وحداتها في حالة تأهب قصوى، بالإضافة إلى تكثيف الحملات التحسيسية في ما يتعلق بالنصائح الوقائية المهمة في مثل هذه الظروف، وأهمها تجنّب التعرض لأشعة الشمس، خاصة من الأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال، وتفادي الخروج والتنقل خلال هذه الفترة إلا في حالات الضرورة، مع وجوب الخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، والبقاء تحت الظل قدر المستطاع، وإغلاق النوافذ والستائر وواجهات الشرفات التي تتعرض لأشعة الشمس طول النهار، وترك النوافذ مغلقة طيلة النهار، وفتحها فقط في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، وإطفاء الأنوار الكهربائية أو التقليل من استعمالها، وارتداء قبعة، وملابس خفيفة (القطن)، وأن تكون فاتحة اللون، وتجنب الأعمال التي تتطلب مجهودات بدنية شاقة، وشرب المـــاء بانتظام، خاصة الأطفال والمرضى، وعدم ترك الأطفال وحدهم بداخل المركبات.