أمام غلاء المكيفات الهوائية بوهران

العائلات تستنجد بالمراوح الكهربائية لمواجهة الحر

العائلات تستنجد بالمراوح الكهربائية لمواجهة الحر
  • القراءات: 505
رضوان. ق رضوان. ق

لجأت معظم العائلات بولاية وهران، خلال الأيام الأخيرة، إلى استخدام المراوح الكهربائية التي زاد ثمنها هي الأخرى، وذلك بعد أن تخلت عنها العائلات لسنوات واستخرجت مروحيات قديمة كانت مخبأة كانت في غنى عنها والتي عاد الطلب عليها بسبب ارتفاع أسعار المكيفات الهوائية، التي لم تعد في متناول الجميع، وتضاعفت أسعارها. لم بعد أمام معظم العائلات بوهران هذا الصيف، مع ارتفاع دراجات الحرارة، سوى الاستنجاد بالمراوح الكهربائية التي عاد استخدامها بقوة، والتي لم تكن إلى وقت قريب مطلوبة، في حين عادت بعض العائلات لاستغلال هذه الوسيلة التي وضعت في أرشيف الأشياء القديمة.

وقد وقفت "المساء" على الظاهرة التي تزامنت مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، حيث كانت الوجهة الأولى سوق التجهيزات القديمة بحي الحمري، الذي أصبح مقصدا للعائلات الباحثة عن مراوح كهربائية مستعملة. وحسب بعض المواطنين، فإن اللجوء للبحث عن مراوح كهربائية مستعملة يعود بالأساس لارتفاع دراجات الحرارة، وغلاء أسعارها بالمحلات التجارية المنتشرة بالولاية، والتي وحدت أسعارها بشكل قارب الضعف في عدة أنواع من المراوح الكهربائية المستوردة، وحتى المصنعة محليا. ويؤكد المواطنون، أن ميزانياتهم وظروفهم المعيشية لا تسمح لهم باقتناء مكيفات جديدة، وحتى مراوح جديدة خاصة وأن استعمالها قد يقتصر على شهر واحد أمام غلائها الكبير.

زيادات بين ألف و4 آلاف دج في مراوح الكهرباء

وللوقوف على أسعار المراوح الكهربائية الجديدة، تقربت "المساء" من بعض التجار بمنطقة الحاسي بالمندوبية البلدية العثمانية، والتي تحولت لسوق هامة في بيع التجهيزات الكهرومنزلية، وتعرف إقبالا كبيرا من المواطنين من معظم بلديات الولاية، واكتشفنا حقيقة الأسعار التي عرفت حسب التجار ارتفاعا كبيرا على مستوى أسواق الجملة والموردين للتجهيزات.

ويوضح أحد التجار، أن أسعار التجهيزات الكهرومنزلية تعرف منذ بداية السنة الجارية زيادات كبيرة تراوحت بين 1000 دج للتجهيزات البسيطة وارتفعت لحدود 3 آلاف و4 آلاف دج، فيما تجاوزت ذلك بكثير بالنسبة للتجهيزات الكبيرة على غرار المكيفات الهوائية التي عرفت زيادات بلغت حدود 12 ألف دج أو أكثر. وبالنسبة للمراوح الكهربائية، فإن الزيادات تراوحت بين الفين و4 آلاف دج، حسب النوعية والحجم، أمام ارتفاع الطلب عليها من قبل المواطنين، وهو ما كان سببا أيضا في زيادات متواصلة في أسعار المراوح الكهربائية.

وأكد تاجر آخر، أنه كان يرفض في السابق عرض المراوح الكهربائية بسبب قلة الطلب عليها في السنوات الماضية، غير أن السنة الحالية وبحلول فصل الصيف زاد الطلب بشكل غير متوقع، وأرجع المتحدث ذلك إلى ارتفاع أسعار المكيفات الهوائية التي لم تعد في المتناول وتواصل ارتفاع درجات الحرارة، كما يوضح تاجر آخر، أن الطلب على المراوح الكهربائية امتد للمراوح المعطلة أو التي بها عيوب أو متوقفة والمهم عند البعض الحصول على مروحية بأقل ثمن وإعادة تصليحها بقيمة مالية في المتناول، وتوقع المتحدث، تواصل ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم المفروضة على المستوردين، حسب قوله.

معاناة كبيرة من مشكل نقص المحركات

وبحي يغموراسن ببلدية وهران، فتح السيد هواري لحرش ورشة خاصة لتصليح الأدوات الكهرومنزلية بكل أنواعها، غير أنه ومنذ بداية موسم الصيف الحالي، شهدت الورشة التي تعد الوحيدة على مستوى ولاية وهران التي تقوم بتصليح المراوح الكهربائية، إقبالا كبيرا من المواطنين القادمين من مختلف البلديات. ويوضح السيد لحرش، أن له خبرة تتجاوز 7 سنوات بهذه الورشة التي تعمل على تصليح المراوح الكهربائية، مضيفا أن صورة محله وانتشار عشرات المراوح الكهربائية المعطلة به، يوضح الإقبال الكبير للمواطنين على تصليح مراوحهم، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها لمستويات قياسية وعدم استعمالها سوى في موسم الصيف، لذلك يفضل أغلب المواطنين تصليح القديمة المتوقفة بأسعار معقولة.

وحول الظاهرة، يؤكد المتحدث أن ورشته تعرف مشكل نقص محركات المراوح الكهربائية ما يؤدي لبقائقا بالورشة في انتظار البحث عن محرك، حيث أن أغلب المراوح تتعطل بسبب تلف المحركات، مضيفا أن أسعار المحركات تضاعفت هي الأخرى، حيث كانت لا تتجاوز سعر 1400دج، غير أنها ارتفعت لحدود 2200 دج إلى جانب كونها مفقودة بالسوق، ما يؤدي إلى بقاء المراوح بالورشة.

ومن جانبه، أكد الشاب الحرفي رامي محمد العامل بنفس الورشة، أن المشكل الكبير المطروح حاليا يتعلق بفقدان المحركات ما يضع المواطنين في مشكل قد يدفعه لشراء مروحية جديدة، موضحا أنه ومن أجل خدمة الزبائن يقوم بنزع الأكسسوارات والتجهيزات من مراوح قديمة معطلة ووضعها في مراوح الزبائن، في عملية خاصة لإرضائهم ومساعدتهم على إعادة تشغيل مراوحهم الكهربائية. ويضيف الشاب، أن الورشة أصبحت لا تكفي لاستقبال الزبائن، مطالبا بالاستفادة من مخل في إطار أجهزة دعم الدولة، خاصة وأنه متحصل على شهادة تكوين معتمدة في هذا التخصص.