طباعة هذه الصفحة

إنتاج 1500 قنطار من العسل بقسنطينة

الشعبة في تطور وعلى المربين تنظيم أنفسهم

الشعبة في تطور وعلى المربين تنظيم أنفسهم
  • القراءات: 1221
زبير. ز زبير. ز

بلغ إنتاج العسل بولاية قسنطينة خلال السنة الفارطة، 1548.96 قنطارا من مختلف أنواع هذه المادة الغنية من الناحية الغذائية والتي باتت تُستعمل عادة للعلاج؛ بزيادة 2 % عن سنة 2018؛ أي ما يقدر بـ 30.96 قنطارا، وفقا للإحصائيات التي قدمتها لـ ”المساء” مديرية المصالح الفلاحية.

سجل عدد خلايا النحل بقسنطينة ارتفاعا السنة الفارطة مقارنة بالسنة التي قبلها، حيث زاد العدد من 27068 خلية نحل عبر مختلف البلديات، إلى 32806 خلايا نحل عصرية؛ بزيادة 5738 خلية نحل، وهو ما يفسر الزيادة في الإنتاج التي عرفتها قسنطينة في سنة 2019 مقارنة بـ 2018. وعرف أيضا عدد الفلاحين المهتمين بتربية النحل بقسنطينة قصد إنتاج العسل، زيادة بين 2018 و2019، وفق ما أكدت لـ ”المساء”، مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، حيث زاد العدد من 506 إلى 688 مربي نحل؛ بزيادة 36 % تقريبا؛ أي بـ 182 مربيا.

وحسب مصلحة الإنتاج والدعم التقني، فإن أكثر من نصف هؤلاء المربين؛ أي 351 مربيا لديهم الاعتماد الصحي الممنوح من طرف المفتشية البيطرية لمديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، بعدما أجروا تحاليل لخلايا النحل التي يحوزون عليها. كما يُجرون التحاليل كل 3 أشهر من أجل مراقبة الخلايا، والتدخل في حال وجود مرض ما قد يصيب النحل ويؤثر على الإنتاج.

وتحتل، حسب الإحصائيات المستقاة من مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرة الفلاحة بقسنطينة، بلدية حامة بوزيان المركز الأول من ناحية إنتاج العسل وعدد المربين؛ لما تتوفر عليه من مساحات خضراء وبساتين، تليها في المركز الثاني منطقة جبل الوحش التي تقدم عسلا ذا نوعية عالية، خاصة أن النحل في هذه المنطقة الغابية، يتغذى على أشجار الصنوبر والكاليتوس، لتأتي بعدها بلديتا ابن باديس وديدوش مراد.

وحسب المصالح التقنية بمديرية الفلاحة، فإن قسنطينة تُعد من بين الولايات المشهورة في تربية النحل. وبات للمربين بقسنطينة خبرة كبيرة في هذا المجال، تعدت حدود الولاية، بعدما أصبحوا ينتجون عسلا ذا جودة عالية، حتى إن بعضهم خرج إلى ولايات أخرى مجاورة؛ من أجل استغلال المساحات الموجودة، ووصلوا حتى الصحراء؛ بحثا عن غذاء النحل المناسب لإنتاج أجود أنواع العسل.   

وعرفت شعبة تربية النحل بقسنطينة خلال السنوات القليلة الماضية، إقبالا كبيرا من طرف الشباب، خاصة المستفيدين من مشاريع في إطار أجهزة دعم الدولة، على غرار صندوق دعم تشغيل الشباب، الذي فتح العديد من شعب الدعم سواء في تربية النحل وإنتاج العسل، أو في تربية الملكات وإنتاج حبوب اللقاح.

ورغم الإنتاج المعتبر في مادة العسل بقسنطينة إلا أن المضاربة أخذت نصيبها من هذا المجال، حيث إن بعض أنواع العسل خاصة المستعملة منها لعلاج بعض الأمراض المستعصية، باتت تسجل أسعارا خيالية، تصل إلى ضعف أو ضعفي الأسعار العادية، والتي تتراوح بين 3 آلاف و3500 دينار للكيلوغرام الواحد من العسل.

وإلى جانب العسل، يستغل مربو النحل المطالبون بتنظيم أنفسهم داخل تعاونيات لتطوير الشعبة أكثر، يستغلون مواد أخرى من النحل ليبيعوها بأسعار مرتفعة على غرار الشمع، وأبرزها حبوب اللقاح التي تُستعمل في علاج التهابات الأمعاء الدقيقة وعسر الهضم وأمراض الجهاز التنفسي واضطراب الجهاز العصبي والأرق. كما تساعد على تنظيم بعض الوظائف العضوية، وتوفر للجسم بعض العناصر المفقودة، وتعمل كمنبّه ومقوّ للطاقة الحيوية.

ويلجأ بعض المربين إلى بيع سم النحلة بأسعار مختلفة من مربّ إلى آخر، والذي يتم استعماله من طرف بعض المختصين في إنتاج الأدوية البديلة والعلاجات الطبيعية لبعض الأمراض، على غرار مرض التصلب المتعدد أو ما يُعرف بالسكليروز الناتج عن تلف بعض الأغشية في الدماغ أو النخاع الشوكي، الذي يؤدي إلى نوبات تؤثر على وظائف الجسم.