نقاط سوداء تعود للبروز بقسنطينة بعد تساقط الأمطار
السيول تُغرق عدة أحياء... أين الخلل؟؟؟

- 103

كانت الأمطار الرعدية المتساقطة مؤخرا، إنذارا واضحا للسلطات المحلية بولاية قسنطينة، خاصة المسؤولين عبر البلديات ومؤسسات التطهير، حيث رسمت صورة غير لائقة بعاصمة الشرق، بسبب عدم معالجة بعض النقاط السوداء المسجلة من قبل. وأثارت استياء جل سكان الولاية رقم 25؛ حيث ارتفع منسوب المياه في بعض الأحياء بشكل مخيف، أعاد إلى الأذهان فيضانات 2018، عندما ارتفع منسوب المياه بالطريق الوطني رقم 27 "الكانطولي"، إثر أمطار رعدية، خلّفت وفاة رجل وامرأة.
عاش سكان تحصيص بن عبد المالك رمضان "الجذور" على الحدود بين بلديتي قسنطينة والخروب، حالة رعب كبيرة خلال اليومين الفارطين، حيث كانت ساعات قليلة من التساقط المطري، كفيلة بإحداث فوضى، وكافية لارتفاع منسوب المياه بشكل سريع مع تشكل وديان داخل التجمعات السكانية، خاصة منها الواقعة في منحدر، حيث سحبت المياه المتراكمة عددا من السيارات التي كانت في الطريق. كما انتزعت أعمدة الإنارة التي كانت على جانب الطريق. ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح.
وقد سجلت مصالح الحماية المدنية التي تدخلت على جناح السرعة، ارتفاع منسوب مياه الواد مع تراكم الأوحال، ودخولها مقهى، وسقوط عمود إنارة بتحصيص الشهيد بن عبد المالك رمضان (لمجاهدين) ببلدية الخروب، حيث تم سحب 4 سيارات كانت عالقة. وتم إبعادها، وإزالة الأوحال عن طريق جرافة تابعة للأشغال العمومية.
اتهامات متبادَلة بين المسؤولين والمواطنين
اتهم السكان المتضررون بعدد من أحياء قسنطينة، إثر التقلبات الجوية الأخيرة، المسؤولين عبر عدد من المندوبيات والبلديات، مؤكدين أن التقصير من السلطات البلدية في معالجة النقاط السوداء، ساهم بشكل كبير في وقوع الفيضانات، وتراكم مياه الأمطار بشكل لافت، في حين يتهم المسؤولون بدورهم، المواطنين، مؤكدين أنهم يقومون برمي الردوم ومخلفات البناء في غير أماكنها، ما يتسبب في انسداد البالوعات. كما يتهمون بعض المواطنين ببناء مباني في أماكن غير صالحة؛ على غرار الشُعب، ومجاري الأمطار أو البناء دون رخصة بلدية. ويبقى السؤال مطروحا: لماذا تم السماح لهم بالبناء في هذه الأماكن مع وجود مصلحة بلدية تتابع البنايات غير المطابقة...!؟
والي قسنطينة حذّر من الأمر...
أكد والي قسنطينة السيد عبد الخالق صيودة، خلال المجلس التنفيذي للولاية المنعقد شهر أوت الفارط، بحضور العديد من المسؤولين والمديرين التنفيذيين، على ضرورة مواصلة عمليات النظافة، وتهيئة المزاريب، ومجاري تصريف المياه القذرة ومياه الأمطار، تحضيرا لفصل الخريف، والحماية من الأمطار الفجائية، ومنع حدوث فيضانات، حيث حذر الوالي مسبقا من هذا الأمر، لكن تعليماته لم تؤخذ بالجدية اللازمة في بعض المناطق، ما تسبب في حدوث ما كان يخشى حدوثه.
ومن خلال ما وقع في بداية موسم الخريف، فإن هذه الأمطار هي بمثابة التحذير الأول لكل مسؤولي قسنطينة، الذين عليهم بالتشمير على السواعد، والاستعداد أكثر لباقي الأيام والأمطار الرعدية المترقبة، خاصة أن مصالح الأرصاد الجوية، تشير إلى تواصل تساقط الأمطار الرعدية عبر مختلف ولايات الوطن، ومنها ولاية قسنطينة.
مصالح الحماية المدنية في الموعد
تدخلت إسعافات الحماية المدنية لولاية قسنطينة، في العديد من الأماكن جراء تساقط الأمطار الرعدية التي شهدتها الولاية خلال اليومين الفارطين، حيث قامت بعدة عمليات امتصاص لمياه الأمطار وتصريفها بكل من حي الاستقلال بالوحدة الجوارية 9 بالمدينة الجديدة علي منجلي. وتم امتصاص حوالي 40 سم من مياه الأمطار بالطريق التي تم تصريفها، الطريق المقابلة لفندق الخيام بالوحدة الجوارية 9. وتم تسجيل ارتفاع منسوب المياه إلى حوالي 40 سم. كما سُجل ارتفاع منسوب المياه داخل عمارة؛ ما أدى إلى شرارة كهربائية، واحتراق الأسلاك داخل الخزانة الكهربائية بالوحدة الجوارية 06.
طرق تغلَق بعد كل تساقط مطري
سجلت مصالح الحماية المدنية إغلاق العديد من الطرق خلال التساقط المطري الأخير، حيث تم التدخل لإزالة الأوحال بالتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية، وفتح الطرق، وهي نفس النقاط السوداء التي لم تعالج بعد، على غرار تراكم الأوحال بالطريق الوطني رقم 20 منطقة بوكبوس بونوارة باتجاه عين عبيد، وارتفاع منسوب مياه واد القرزي ببلدية اولاد رحمون الذي تسبب في جرف سيارة بالطريق الوطني رقم 3 على مسافة حوالي 1 كم، كان على متنها 2 راكبان، تم إنقاذهما قبل سقوطها بالواد، وتراكم الأوحال بالطريق الوطني رقم 79 القرزي باتجاه قطار العيش، وارتفاع منسوب المياه بالسكة الحديدية بمحطة القطار القرزي بأولاد رحمون بحوالي 20 سم، تسبب في شل حركة القطار لمدة معيّنة.
تحذير موجه للمواطنين...
دعت مصالح الحماية المدنية بولاية قسنطينة، كافة المواطنين خاصة خلال هذه الأيام الخريفية، التي تتميز بتساقط أمطار رعدية فجائية، وسقوط كميات كبيرة من الأمطار في وقت وجيز، لأخد الحيطة والحذر أثناء التقلبات الجوية. كما تنصح بعدم استعمال السرعة المفرطة والتجاوز الخطير، وباحترام قانون المرور، وعدم المجازفة في قطع الطرق التي تغمرها مياه الأمطار، واستعمال الأضواء المنخفضة حتى في وضح النهار، مع احترام مسافة الأمان، وعدم القيام بالمناورات والتجاوزات الخطيرة.
وتنصح مصالح الحماية المدنية بالابتعاد عن الوديان وحواف الأودية، ومراقبة الأطفال عند ذهابهم إلى المدارس، واختيار الطرق الآمنة. وشددت على ضرورة عدم التواجد بالوديان بالنظر إلى الأخطار التي تمثلها، وكذا عدم المغامرة والمجازفة بقطع الأودية على الأقدام أو بالمركبات، وبعدم الاحتماء بالأنفاق أو بالجسور، وبالابتعاد عن الأسلاك الكهربائية التي قد تسقط جراء الرياح القوية.