طباعة هذه الصفحة

رغم امتلاكها مقومات هائلة

السياحة بقسنطينة تسير بخطى بطيئة

السياحة بقسنطينة تسير بخطى بطيئة
  • القراءات: 1007
❊ ح.شبيلة ❊ ح.شبيلة

أجمع المشاركون في اليوم الدراسي حول القدرات والإمكانات السياحية بقسنطينة، أول أمس، أن الولاية تملك كل المقومات السياحية التي تجعلها محل استقطاب السياح، كونها من المناطق النادرة التي تضم ثمانية جسور معلقة، وغيرها من الشواهد والآثار التاريخية للحضارات المتعاقبة، سواء النوميدية أو الرومانية والبيزنطية والعثمانية وغيرها، فضلا عن جمال الطبيعة والعمران القديم الذي يؤهلها لأن تصبح من الوجهات السياحية المرغوبة والمفضلة لدى السياح ورواد المغامرة.

أضاف المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنته قاعة المحاضرات بفندق الماريوت، على هامش فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الثالثة، أن قسنطينة ورغم كل المؤهلات، لازالت تشهد نموا بطيئا في المجال السياحي، مقارنة بما تزخر به من مقومات سياحية، تجعلها محل جذب للسياح من كل العالم، بسبب العراقيل الإدارية وقلة المهتمين بالمجال ولامبالاة المسؤولين للنهوض بقطاع السياحة في هذه المدينة العريقة، والذي يعد، حسبهم، من أكثر المصادر والبدائل التنموية المتاحة، لأن جل الدول اليوم باتت تولي اهتماما كبيرا لتنمية الأنشطة السياحية المتاحة فيها، وتنشيط السياحة بكافة أنواعها وأشكالها كونها مصدر قوي لجلب العملة الصعبة، حيث أكدوا أن النهوض بقطاع السياحة ينطلق من تثمين والتعريف بالإمكانيات المادية التي تزخر بها الولاية من جسور معلقة وقبور وزوايا ومساجد ومعالم وغيرها، وهذا لا يتم، حسب المتدخلين من أساتذة جامعيين وباحثين في التراث، إلا من خلال العمل على إعادة بعث الأماكن السياحية التي تزخر بها الولاية ونفض الغبار عنها.

من جهتها، وخلال مداخلتها بخصوص سياحة المغامرة، تأسفت رئيسة جمعية أحباب الصخر العتيق، الدكتورة سامية كرميش، عن الوضعية السياحية التي تعيشها قسنطينة، رغم مقوماتها الهامة التي تؤهلها لأن تصبح محطة هامة للزوار الأجانب، خاصة الشباب من محبي المغامرة، حيث تحدثت المتدخلة عن المعالم السياحية الهامة التي تترجم جمال الولاية وتنوعها الطبيعي، خاصة أن طبيعتها الجيولوجية تمكنها من احتلال المراتب الأولى في التصنيف السياحي، بالنظر إلى المناظر الطبيعية المتنوعة التي تقدم إحساس المغامرة للسياح من محبي التسلق أو القفز من الشلالات أو الجسور وغيرها.

أشارت المتحدثة، إلى أن هذه الأماكن التي تستهوي عشاق هذا النوع من السياحة، تساعدهم على القيام بنشاطات مختلفة تزيد من نسبة الأدرينالين لدى السائح، وتعطي الإحساس بالنشوة والمخاطرة ولحظات التحدي والخطر، لأن هذا النشاط مناسب للمجموعات بشكل كبير جدا، وذكرت الدكتورة أن سياحة المغامرة من شأنها النهوض بالجانب الاقتصادي، حيث أن جل الدول اليوم باتت تهتم بهذا النوع من السياحة، وهو ما أثبتته بعض الإحصائيات التي أكدت أن سياحة المغامرة ترتفع بنسبة 65 بالمائة في العالم خلال كل سنة، وتدر أموالا معتبرة وصلت سنة 2012 إلى 263 مليار دولار، وهو ما يمكن توفيره في قسنطينة بالنظر إلى بنيتها الجيولوجية التي تسمح بممارسة كل أنواع رياضات المغامرة  بالقليل من الإمكانيات، وخلق مداخيل سياحية للولاية والجزائر.

أوضحت الدكتورة كرميش، أن المعوقات الإدارية والبيروقراطية تقف حائلا أمام انتشار هذا النوع من السياحة في الشرق، رغم توفرها على إمكانات سياحية هامة، على غرار الجسور المعلقة، الشلالات، درب السياح، نصب الأموات والصخور وغيرها، على خلاف بعض الدول العربية الأخرى التي ورغم عدم امتلاكها لمثل هذه المقومات، تقوم بخلقها لجلب محبي وهواة هذه السياحة.