قسنطينة سنة 2019
السكن الشغل الشاغل

- 1466

عرفت ولاية قسنطينة خلال 2019، العديد من الاحتجاجات التي قام بها مواطنون، سواء أمام ديوان الوالي، أو بقطع الطرق، أو الاحتجاج على مستوى مواقع المشاريع السكنية، بسبب عدم الوفاء بالعهود المقطوعة لمنحهم سكنات، أو الحصول على دعم الدولة في إطار القضاء على الشاليهات، أبرزها شاليهات "القماص"، وكان أغلب ضحايا الإخلاف بالوعود المستفيدين من سكنات "عدل 2"، وعلى رأسها مشروع 6 آلاف مسكن بالرتبة في بلدية ديدوش مراد، وكذا مختلف المشاريع الخاصة بالسكن الترقوي المدعم، الذي يبقى نقطة سوداء في قسنطينة، فيما لم تتمكن الولاية من تسليم إلا حوالي 2500 سكن من برنامج ضخم، قدر بحوالي 16 ألف سكن، وكان السبب الرئيسي في هذه المشكل؛ عدم مرافقة التهيئة الخارجية لوتيرة أشغال الإنجاز، مما ترتب عنها سكنات جاهزة دون تهيئة خارجية من ربط بالغاز والكهرباء وشبكات الصرف الصحي والأرصفة وتعبيد الطرق.
تواصلت في ولاية قسنطينة خلال سنة 2019، عملية توزيع السكن الاجتماعي الإيجاري، في إطار البرنامج الذي أطلقته الولاية لتوزيع 13 ألف سكن اجتماعي، استفاد أصحابه من قرارات استفادة مسبقة، تم توزيعها في عهد الوالي الأسبق نور الدين بدوي، فيما عرف مطلع السنة الجارية، توزيع عدد من السكنات، واستمرت العملية إلى غاية فصل الصيف، بعدما تم إسكان أكثر من 2600 عائلة، ورغم هذا، لم تف الولاية بوعودها، بعدما وعد الوالي في بداية السنة، بتوزيع أكثر من 4 آلاف سكن اجتماعي إيجاري.
وزعت ولاية قسنطينة 2198 مسكنا، بمناسبة احتفالات عيدي الاستقلال والشباب المصادف لـ5 جويلية، منها 1096 سكنا اجتماعيا بالقطب السكني عين نحاس، 890 ترقويا مدعما، و211 إعانة ريفية. أما بمناسبة تخليد مجازر "8 ماي 1945"، فتم توزيع 90 سكنا اجتماعيا إيجاريا على ضحايا الإرهاب ومتقاعدي الجيش، بالإضافة إلى 120 سكنا ترقويا حرا.
مع الدخول الاجتماعي في سبتمبر الماضي، تم توزيع 2150 سكنا على مستوى التوسعة الغربية للمدينة الجديدة "علي منجلي"، في إطار برنامج "عدل 2"، وآخر حصة في السكن الاجتماعي، تم توزيعها هذه السنة، خلال الاحتفالات بغرة نوفمبر، بتوزيع 1469 مسكنا إيجاريا بمنطقة ماسينيسا، مع الاشتراط على أصحابها التوقيع على تعهد بعدم تقديم شكاوى بسبب غياب غاز المدينة، وكانت آخر حصة لتوزيع السكن خلال الاحتفالات المخلدة لمظاهرات "11 ديسمبر"، توزيع المفاتيح على 544 مستفيدا من السكن الترقوي المدعم بالوحدة الجوارية رقم 20 في المدينة الجديدة علي منجلي، و46 إعانة ريفية.
القطاع الصناعي لم يحقق أهدافه
في الجانب الصناعي، لم تحقق الولاية ما كانت ترمي إليه في بعض مناطق النشاطات الصناعية وتهيئتها وخلق مناطق أخرى، يمكنها استقطاب المستثمرين وتحريك عجلة التنمية، كما عرف مركب صناعة الجرارات، ركودا كبيرا وأزمة كادت تعصف بالمدير الذي كان العمال يطالبون برحيله، بعدما صعدوا الاحتجاجات وخرجوا خلال شهر جوان، في مسيرة نحو بلدية الخروب، ومسيرة أخرى نظموها بالعاصمة أمام مجمع الميكانيك، محملين المدير العام للشركة، مسؤولية كساد الجرارات، والذي وصل ـ حسبهم ـ إلى أكثر من 1600 من الجرارات داخل المستودعات، لم تجد سبيلا لتسويقها.
مشكل التسويق لم يحل أيضا في الأسواق الجوارية التي تم إنجازها بمختلف المناطق، والتي استنزفت أموالا كثيرة من خزينة الدولة دون أن ترى النور، خاصة في المدينة الجديدة التي استبشر سكانها خيرا، بوصول خط الترامواي انطلاقا من محطة زواغي، خلال هذه السنة، على أمل أن يصل إلى قلب المدينة الجديدة السنة المقبلة.
إنتاج قياسي من الحبوب
في مجال الفلاحة، حافظت قسنطينة على ريادتها في إنتاج الحبوب، بعدما دخلت مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالخروب، الخدمة، حيث تمكنت الولاية خلال موسم الحصاد، من تحقيق إنتاج قياسي وصل إلى مليوني قنطار من مختلف الحبوب، وعلى رأسها القمح اللين بنوعيه الصلب واللين، الشعير والخرطال، بعدما ارتفعت المساحة المزروعة من 65 ألفا إلى 90 ألفا، ضمن سياسة القضاء على الأراضي البور، لكن هذا لم يمنع القطاع من تأثيرات الوضع العام، وعلى رأسها احتجاجات مزارعي بن زياد بسبب غياب ميزان إلكتروني بوحدة استقبال الحبوب، وكذا فضيحة سرقة الأسمدة والأدوية من مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة.
زخم في قطاع الثقافة
لم تكن سنة 2019 أحسن أحوالا من مثيلاتها، بالنسبة لمشاريع التهيئة الخاصة بالمساجد والزوايا بوسط المدينة، والتي كانت من مخلفات "عاصمة الثقافة العربية 2015"، حيث لم يعرف الملف أي جديد، ولم تجد وزيرة الثقافة ابنة قسنطينة، أي حل لهذا المشكل، قبل رحيلها بصمت. بالعكس، حافظت قسنطينة على مهرجاناتها الثقافية الوطنية أو الدولية، على غرار مهرجان الشعر النسوي، الإنشاد والجاز، وشهد القطاع بعض الاضطرابات، على غرار إضراب عمال وموظفي المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، والذي انتهى برحيل المدير وتعيين مدير الثقافة لتسيير هذه المنشئة بالنيابة، كما عرفت الولاية العرض الشرفي لفيلم "البوغي"، لمخرجه علي عيساوي، الذي رأى النور بعد سنوات من التجميد.
حرائق، فيضانات وجرائم تهز هدوء مدينة الصخر العتيق
فيما استفادت حوالي 500 عائلة من بلدية الخروب ومناطق أخرى من غاز المدينة، وهو المتسبب في مقتل 8 أشخاص بعاصمة الشرق، التي عرفت انخفاضا في نسبة الموتى، بسبب الغاز، مقارنة بالسنة التي قبلها، لكن سجلت مصالح الحماية المدينة ارتفاعا كبيرا في عدد التدخلات وعدد المسعفين، شأنها شأن حوادث المرور التي تبقى في تزايد مستمر، حسب الحماية المدينة التي وقفت كرجل واحد للتصدي إلى أكبر حريق ضرب منطقة جبل الوحش منذ سنوات، وأدى إلى تلف 350 هكتارا من الأشجار والأحراش، وهي المنطقة التي تبخر فيها مشروع حديقة التسلية، وأصبح حلما بعيد المنال، بعدما كان من المفروض أن يدشن المشروع سنة 2019.
كما وقفت الحماية المدنية عند فيضانات منتصف أوت، حيث خلفت وفاة شخص، وشهدت الولاية تسع جرائم قتل راح ضحيتها رجال ونساء، نتجت عن شجارات بين شباب أو داخل الأسرة الواحدة بين الزوج وزوجته، مثلما وقع بحي سيدي مسيد في الأشهر الأولى من السنة، أو بين أصدقاء، كان آخرها جريمة القتل التي وقعت بالكيلومتر الرابع، خلال الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر الجاري، بعدما أقدم شخص في العقد الخامس على قتل آخر في نفس السن تقريبا، وقبلها بساعات، جريمة القتل التي راح ضحيتها شاب في العشرينات بحي المحاربين.
تألق في مختلف الرياضات
وفي الجانب الرياضي، عرفت بعض الأندية نجاحات، على غرار جمعية الخروب التي صعدت إلى القسم الثاني، في حين عرفت أندية أخرى إخفاقات، على غرار مولودية قسنطينة، التي عجزت عن مغادرة قسم الهواة للموسم السابع على التوالي، وعصفت رياح التغيير بالمناجير العام لفريق شباب قسنطينة طارق عرامة، الذي استنجد بالمدرب الفرنسي دنيس لافان، لخلافة عبد القادر عمراني، لكن نتائج النادي واتهامه بالتلاعب وترتيب نتائج المباريات الأخيرة من البطولة، جعلته كبش فداء لمجمع "الآبار"، في ظل خروج النادي بخفي حنين في نهاية الموسم الرياضي الفارط، كما عرفت الأزمة بين المدرب الفرنسي والمناجير العام الجديد عدلان بوخدنة ذروتها، وانتهت برحيله وكان قاب قوسين، رحيل خليفته رجراج، على خلفية نفس المشكل، ومع هذا تألقت بعض الرياضات ورفعت الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية، على غرار الكاراتي دو والبطل العالمي أنيس حلاسة والملاكمة والدراجات الهوائية، كما تم خلال هذه السنة، تكريم البطل الإفريقي رامي بن سبعيني بمقر الولاية، شأنه شأن أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة.