موقع 62 شاليها ببلدية أولاد عيسى (بومرداس)

السكان يستنجدون برئيس الجمهورية

السكان يستنجدون برئيس الجمهورية
  • القراءات: 624
حنان سالمي حنان سالمي

يناشد سكان موقع 62 شاليها ببلدية أولاد عيسى، في ولاية بومرداس، رئيس الجمهورية، التدخل شخصيا لإنصافهم مما أسموه بظلم السلطات الولائية، وإقصائهم من كل عمليات الترحيل إلى سكنات لائقة، بالتالي انتشالهم من الوضعية المزرية التي آلت إليها شققهم الجاهزة. وحسب عدد من سكان الموقع، في حديث مع "المساء"، فإن كل آمالهم معلقة على الرئيس تبون، بعد أن فقدوا ثقتهم في المسؤولين المحليين.

عاينت "المساء" البيوت الجاهزة في آخر موقع ببلدية أولاد عيسى، بالجهة الشرقية لولاية بومرداس، ووقفت على وضعية هذه السكنات التي أقل ما يمكن وصفها، أنها مزرية إلى أبعد الحدود، حيث وقفنا على الاهتراء المتقدم للشاليهات محل المعاينة، كما زادت الأمطار الأخيرة المتساقطة الوضع تأزما، بسبب التسرب الكبير للمياه إلى الشاليهات، سواء من خلال السقوف أو الجدران الحديدية، أو حتى من الأرضيات، بسبب اهترائها الشديد. هذه الوضعية، قالت بشأنها إحدى السيدات، وهي تصر علينا دخول بيتها الجاهز، إنها "لم تعد تحتمل، خاصة أنها تتقاسم نفس الشاليه رفقة أسرة أخرى"، وتضيف بأنها سئمت من وعود السلطات الولائية الكاذبة بشأن ترحيلهم منذ سنوات طويلة، وهي بذلك، تناشد رئيس الجمهورية التدخل العاجل لإنصافهم قائلة "نريد حلا.. بركات من الكذب".

في السياق، حدثنا سكان آخرون في نفس الموقع، عن الوعود الكثيرة التي قطعها المسؤولون المحليون ممن تعاقبوا على الولاية خلال السنوات الأخيرة، دون أدنى تجسيد لها، حيث أكد أحدهم أن الشاليهات لم تعد إطلاقا صالحة للسكن، وأن ظروف المناخ زادت الأمر سوءا، لاسيما الأمطار الأخيرة التي تسببت في انزلاق التربة، وهو ما زاد في تعقيد الأمور أكثر، وجعل مواطنا آخر من نفس الموقع يؤكد أنه خلال فصل الأمطار، لا يغمض له جفن وهو يراقب وضعية "الشاليه"، خوفا من انهيار أي جزء منه عليه أو على أسرته.

أرانا أحد السكان، آخر قرار بعث فيه أمل الترحيل، مؤرخ في جويلية 2017، تتعهد فيه السلطات الولائية بترحيل السكان في أواخر السنة "لكن الأمر لم يجسد بعد، حتى بعد مضي قرابة 3 سنوات على تاريخ هذا القرار". وأضاف آخر، أن الأمر أصبح لا يطاق، مناشدا السلطات العليا للبلاد التدخل والنظر بعين الاعتبار في وضعيتهم. نفس الأمر تردد على لسان سكان آخرين بنفس الموقع، الكائن بمدخل بلدية أولاد عيسى، قرب المحلات المهنية، حيث انضم إلينا العديد من سكان الموقع بعد وصول خبر وجود "المساء" هناك، وأجمع الكل على أن الشاليهات لم تعد صالحة للعيش، حيث أكدت إحدى النساء أنها أم لـ12 طفلا، ولم تعد تحتمل العيش في بيت مهترئ، موجهة رسالتها لرئيس الجمهورية قائلة، إنها كجزائرية، لها الحق في الترحيل إلى سكن لائق يحفظ كرامتها. وهي نفس الرسالة التي رددها باقي السكان، بعدما فقدوا كل أمل في الترحيل طوال 16 سنة.

تحدثت "المساء" في هذا الموضوع، إلى رئيس بلدية أولاد عيسى، توفيق كبور، الذي ضم صوته إلى صوت سكان موقع 62 شاليها، قائلا "بقي أمامهم وأمامنا رئيس الجمهورية فقط، فقد باءت كل مساعينا بالفشل، لتحقيق أمل ترحيل سكان موقع فوضوي آخر بالبلدية". وأكد بأن "المساء"، هي أول وسيلة إعلامية تدخل موقع الشاليهات وتنقل معاناة سكانه ميدانيا، مذكرا أنه كمسؤول محلي، سعى إلى إيجاد حل واقعي لهذا الإشكال، خاصة أن البلدية تفتقر لأية مشاريع سكنية، يمكن لأشغال إنجازها أن تبعث الأمل في الانتظار أكثر من أجل الترحيل. في هذا الصدد، أكد رئيس البلدية، أنه سُجل مشروع 400 سكن لديوان الترقية والتسيير العقاري "أوبجيي" لصالح أولاد عيسى،  وبسبب غياب العقار، حول 300 سكن منه إلى بلدية زموري، وبقي 100 سكن اختير لها عقار في جبل "بدة"، وهي منطقة يستحيل من الناحية التقنية أن تحتضن سكنات، بالنظر إلى طبيعتها". ملفتا إلى إطلاق أشغال إنجاز 100 سكن بحي البكوش "ولم تطلق مصالح "أوبجيي" بشأنها الدراسات منذ 2008 إلى اليوم".

طرح المتحدث في وقت سابق، حلا على سكان الشاليهات، يتمثل في البناء الريفي مع إعانات بـ700 ألف دينار، وهو الحل الذي تم رفضه بالنظر إلى ضعف الإعانة المالية. في المقابل، طرح حلا آخر، يتمثل في ترحيل سكان الموقع على أفواج إلى بلديات أخرى بولاية بومرداس، وهو الحل الذي رضيت به كل الأطراف، على أن يتم ذلك في سلاسة وعبر دفعات، حتى لا يطرح الأمر أي إشكال في البلديات المضيفة"، مذكرا أنه عرض الفكرة على وال سابق ورحب بها، وأبدى وقتها ـ حسبه- تحمله الكامل لهذه المسؤولية، غير أن هذا الحل لم يتجسد، كما أن الوالي الحالي، أكد أن كل بلدية يتوجب عليها التخلص من موقع الشاليهات في حدود إقليمها لا غير.. وهو نفس الشيء بالنسبة لبلدية أولاد عيسى.