وفرة واستقرار في أسعار الأسماك
"السردين" يعود بقوة إلى موائد "العاصميين"

- 316

يطالب عشاق السمك الأزرق بإبقاء أسعار "السردين" على ما هو عليه حاليا، على مدار السنة، حيث لاحظت "المساء" خلال خرجتها الميدانية إلى مختلف الأسواق بالعاصمة، تراجعا ملحوظا في الأسعار، بلغت مستويات قياسية، بعدما غاب هذا النوع من الأسماك عن موائد المواطنين، وقفد بلغ ثمنه هذه الأيام 300 دينار جزائري للكيلوغرام، وأرجع أهل الاختصاص إلى الصيد الوفير، الذي سجلته مصالح مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بولاية الجزائر، خلال اليومين الماضيين.
أكد مصدر من مديرية الصيد لولاية الجزائر ل"المساء"، أن من بين الأسباب المساعدة على تحقيق هذه الوفرة، تحسن الظروف المناخية واستقرار حالة البحر على طول الشريط الساحلي، وارتفاع معدلات الحرارة بشكل قياسي، موضحا أن الأسماك الضخمة التي تكتسح المياه الإقليمية بقرب الساحل، تجعل السردين يهرب إلى الشواطيء، ويطفو على سطح البحر، مما يساعد الصيادين على جمع أكبر عدد من الأسماك الزرقاء.
كما أرجعت ذات المصالح، سبب انخفاض أسعار الأسماك الزرقاء، لتأثرها بقانون العرض والطلب، موضحة أنه مع دخول أولى لكميات الأسماك، تم تسجيل انخفاض محسوس في الأسعار، علما أن الأسعار ستعرف انخفاضا، خلال الأيام القادمة أكثر، فقد يصل سعر الكيلوغرام الواحد من السردين والأنشوفة واللاتشة، إلى أقل من 300 دينار.
4 آلاف بحار ينشطون في صيد السردين بالعاصمة
يتوقع أهل الاختصاص، استمرار استقرار الأسعار في الأيام المقبلة، وقد لاحظت "المساء" خلال زيارتها لميناء "تامنتفوست" بالمرسى، تأهب الصيادين شأنهم شأن صيادي مختلف البلديات الساحلية، لركوب قواربهم الصغيرة لاصطياد "السردين" محبوب العائلات، كما لاحظت الوفرة الكبيرة لمنتوج السمك الأزرق، مما تسبب في انهيار الأسعار التي باتت لا تتجاوز 300 دينار للكيلوغرام الواحد، علما أن أزيد من 4 آلاف صياد ينشطون في هذا المجال على مستوى ولاية الجزائر.
كما لاحظت، اتساع نقاط البيع المنتوج، خصوصا على قارعة الطرقات، حيث تنتشر طاولات عرض سمك "السرين" بشكل ملفت للانتباه، وكذا الباعة المتجولين، الذين انتشروا في كل الأحياء، وسط مختلف التجمعات السكانية، رغم ارتفاع معدلات الحرارة التي ميزت أحوال الطقس في الساعات الماضية.
لاحظت "المساء" في السوق المغطى بالحراش، تراجعا كبيرا في الأسعار، مقارنة بالأيام الماضية، إذ نزل فيها سعر الكيلوغرام الواحد من 1400 دينار إلى 250 و300 دينار، ما أدى إلى إقبال المستهلكين على اقتناء منتوج سمك السردين، الذي كان منذ أشهر حكرا على الطبقات الميسورة، فيما ظلت أسعار باقي أنواع الأسماك تشهد ارتفاعا فاحشا.
وسجلت أسعار سمك السردين لأول مرة منذ أشهر، تراجعا كبيرا، بعد دخول كميات كبيرة من المنتوج، عُرض أمام المواطنين بأسعار مختلفة، وفي متناول الجميع، وهي الأسعار التي تتجه نحو التراجع أكثر، حسب بعض الباعة.
موائد "العاصميين" تتزين بالسردين
اقتربت"المساء" من بعض عشاق السمك الأزرق، الذين أكدوا أن هذا التراجع مكنهم من العودة لاقتناء السردين، الذي ظل لأشهر بعيدا عن متناول الجميع، بعد أن ارتفعت أسعاره إلى مستويات كبيرة، وقد أكد أحد الباعة بأن تراجع أسعار السردين يعود إلى دخول كميات كبيرة من المنتوج للموانئ، ما أدى إلى تراجع الأسعار بالجملة، بسبب وفرة المنتوج، مضيفا أن أسعار السمك الأزرق بالفعل نزلت عن 200 دج ببعض الأحياء الشعبية، حيث يقوم بعض الباعة المتجولين بعرضه بأثمان أقل لجلب الزبائن، دون الدخول للأسواق التي يعرض فيها سمك السردين بسعر أغلى.
وفي سياق متصل، تجدر الإشارة إلى أن سمك السردين من المأكولات الشائعة والأطباق المفضلة، ويعتبر من الأطعمة الشعبية التي تطهى بأشكال مختلفة، لتزين موائد العائلات، على مدار عقود من الزمن، حيث أكدت إحدى السيدات أن عودته لموائد "العاصميين"، يذكرها بالزمن الجميل، خصوصا في الأحياء الشعبية، حيث يتم شراء السردين في الصبيحة، لتعم رائحة طهيه الحي بأكمله. كما أكد باعة السردين، فتح 6 نقاط بيع مباشر لمنتجات الصيد البحري وتربية المائيات، تحت شعار "من المنتج إلى المستهلك"، حيث تجري عملية البيع على مستوى بلدية زرالدة والحراش وتامنفوست وبرج الكيفان وميناء الجزائر العاصمة وساحة الشهداء وتهدف هذه العملية، حسبهم، إلى تمكين المواطنين من الاستفادة من المنتجات الصيدية بأسعار "معقولة"، من خلال البيع المباشر، والتي من شأنها المساهمة في تخفيف التكاليف عن المستهلك، تزامنا مع الدخول الاجتماعي، فضلا عن توفير "منتوج ذي قيمة غذائية هامة". كما أشار محدثو "المساء"، إلى تواجد هذه النقاط في مختلف المناطق بنقطة بيع أو نقطتين على الأقل بكل ولاية، مع إمكانية استمرارها طوال السنة، بالنظر إلى مستوى الإقبال المتزايد عليها، والتي من شأنها ضمان استقرار أسعار منتجات الصيد البحري وتربية المائيات.
للإشارة، فإن سمك السردين له من القيمة الغذائية ما يجعله ألذ أنواع الأسماك وأطيبها لدواع صحية، لأنه سمك زيتي، سهل الهضم، مرتفع القيمة الغذائية، لغناه بالأحماض الذهنية غير المشبعة إلى حد كبير، من زمرة "أوميغا"، والتي تعد أحماضا دهنية أساسية تساهم في تشكُل أغشية الخلايا العصبية، وتحافظ على مرونتها وثباتها، وتدخل في بناء الوسائط الناقلة للمعلومات بين الدماغ والخلايا العصبية.