تراجع مستوى خدمات مكاتب بريد العاصمة

الزبائن قلقون والمديرية تعد بالتدارك

الزبائن قلقون والمديرية تعد بالتدارك
  • 616
هدى. ن هدى. ن

يتكرر، مع حلول موعد تقاضي العمال لأجورهم، وأصحاب معاشات التقاعد والمنح الجزافية للتضامن، منحهم، مشكل الاكتظاظ بمراكز "بريد الجزائر"، والسبب واضح، حسب تصريحات العديد من الزبائن، يكمن في تقليص عدد العاملين على مستوى الشبابيك، التي عادة ما تقدم خدماتها بشكل طبيعي، طيلة أيام الشهر، و"تحجب" ما تقدمه من خدمات، مع حلول موعد تلقي الأجور والمنح، والغريب في الأمر، أن المشكل المطروح، حسب المشتكين، "لا يقتصر على مكتب دون آخر". وهو أمر تؤكد بشأنه المكلفة بالإعلام على مستوى المديرية العامة لـ"بريد الجزائر"، عدم تلقي مصالحها أي شكوى حول الموضوع، في إطار المصلحة الموضوعة لخدمة الزبائن، التي تعمل على معالجة كل ما يتم تسجيله من شكاوى، لتحسين خدمات "بريد الجزائر".

تشهد مختلف مكاتب "بريد الجزائر"، في العديد من بلديات العاصمة، مع حلول موعد تقاضي الموظفين رواتبهم الشهرية، أو منح التقاعد والمنح الجزافية للتضامن على اختلافها، تدفقا هائلا للزبائن، يصاحبه اختناق غير طبيعي، سببه "تقليص" عدد المكلفين بالخدمة على مستوى الشبابيك. وهو اختناق لا يحتمله كبار السن والمرضى، الذين لا يمكنهم الانتظار لوقت طويل، وما يزيد من معاناتهم، عدم توفر الكراسي المخصصة للانتظار بالشكل المعقول والكافي، وهو ما يدفع بالكثيرين إلى التجمع والانتظار خارج المركز. 

ووقفت "المساء"، على بعض الممارسات، على مستوى عدد من مراكز البريد، على غرار مكتبي باب الزوار والدار البيضاء، ومركز بريد باب الوادي، حمل معها رواد هذه المكاتب الخدماتية الكثير من التساؤلات، حول خلفية ما يحدث فيها.

الانتظار لوقت طويل أمر واقع بسبب "حاجة" الكثيرين

حسب ما لمسته "المساء"، يقف زبائن "بريد الجزائر"، في العديد من المراكز الواقعة شرق ووسط وغرب العاصمة، وتحديدا في الفترة الممتدة من الرابع عشر من كل شهر، إلى غاية مطلع الشهر الموالي له، على تراجع عدد الشبابيك الموضوعة للخدمة في "الأيام العادية"، من 4 و5 شبابيك إلى شباك أو شباكين، يصاحبه تراجع في مستوى ووتيرة الخدمة.

يناهز عدد التذاكر المرقمة والمدونة في اللوحة الالكترونية المنصبة عند مدخل المراكز، خلال الفترة المذكورة، 1000 تذكرة، وهو ما يولد في كل مرة، تذمر ونرفزة المواطنين، ويفرض عليهم الانتظار والوقوف، وفق وتيرة العمل المفروضة عليهم، وعدد الشبابيك الموضوعة تحت تصرفهم.

يصف بعض المواطنين، أن تصرف القائمين على مكاتب البريد وما يقومون به "ممارسة متعمدة"، كونها ـ حسبهم ـ تفتقر لأي مبرر، مؤكدين أن كثيرين منهم يئسوا من هذه التصرفات، التي باتت تتكرر مع منتصف كل شهر، كما يرى بعض زبائن هذه المكاتب في الأمر تعمدا، وآخرون استهتارا، خاصة أن الأمر يتكرر كل مرة، وتعود الأمور إلى طبيعتها، مطلع كل شهر، حتى منتصفه، في "سيناريو" لا يمكن إرجاعه إلى الصدفة أو تبريره على أنه طارئ تقني.   

وتساءل أحد المواطنين، عن الأسباب التي تقف وراء هذه الممارسات، والتي يفترض ـ حسبه ـ أنها من فعل وممارسات الماضي. نفس التعليقات تتكرر وتصب جميعها في طرح غياب أي تفسير لخلفية تراجع عدد العاملين بالشبابيك، خلال فترة تقاضي الأجور والمنح، على عكس الأيام العادية، وبطبيعة الحال، لا أحد يجد جوابا يقنعه.

 


 

المكلفة بالإعلام بالمديرية العامة لـ"بريد الجزائر": نعمل على تقديم خدمات أفضل لزبائننا

أكدت المكلفة بالإعلام الخارجي بالمديرية العامة لـ"بريد الجزائر"، سارة العطوي، في تصريح لـ"المساء"، أن المصالح التي تمثلها من خلال مصلحة الزبائن، تعمل على معالجة جميع الشكاوى التي تصل المديرية، من خلال المنصة الموضوعة تحت تصرف المواطنين، لطرح انشغالاتهم وتظلماتهم، التي يبقى الهدف منها ـ حسبها- تحسين مستوى خدمات مصالح البريد.

أشارت المكلفة بالإعلام، إلى وجود مصلحة خاصة بالزبائن، مهمتها استقبال وتسجيل الشكاوى، من خلال نظام آلي، وعندما تتكرر الشكاوى المسجلة ويرتفع عدد المشتكين، يتم التدخل الفوري للبحث عن الحلول ومعالجة المشكل المسجل، والعمل على منع تكراره.

تفيد المتحدثة، أنه لم يسبق للمديرية أن تلقت شكاوى حول الموضوع محل الطرح، والخاص بتقليص عدد الشبابيك الموضوعة للخدمة على مستوى مراكز البريد، وتحديدا في فترة تلقي الأجور والمنح، وهو ما يستدعي، حسبها، التنقل إلى عين المكان لجمع المعلومات، وإجراء تحقيق ميداني لمعالجة هذا المشكل، في إطار المجهودات التي تبذلها مصالحها، وتسهر عليها لتحسين خدمات "بريد الجزائر"

تضيف ممثلة مصالح قطاع البريد، أن المؤسسة تسهر على تزويد مختلف المراكز بالسيولة المالية الكافية لتغطية احتياجات وطلبات الزبائن، سواء على مستوى الشبابيك المنصبة على مستوى مختلف المكاتب، أو المحولات الآلية التي تستعمل فيها البطاقات الذهبية.

تضيف المتحدثة، أن قابضي البريد، يسهرون على دعم المراكز البريدية بالسيولة المالية الكافية، خاصة في فترة تلقي المواطنين أجورهم، "ولم يسبق لمصالحنا -تضيف المكلفة بالإعلام- أن تلقت أي شكوى بشأن هذا الأمر".