أصبحت ولاية تبسة خلال الآونة الأخيرة، مقصدا للتونسيين للتبضع وشراء مستلزماتهم، حتى أضحت أسواق المدينة تعج بالتونسيين رجالا ونساء وعائلات للتسوق وشراء الملابس والأحذية والمواد الغذائية ومختلف السلع، وحجتهم في ذلك الغلاء الكبير الذي تعرفه الأسواق التونسية، خاصة بعد الأزمة التي مرت بها تونس.

وأصبحت المراكز الحدودية تعج بالتونسيين الوافدين على أسواق ولاية تبسة لشراء كل ما يجدونه في متناولهم. وعادت المنتجات الجزائرية تبسط نفوذها على محلاتنا بعد أن كانت، منذ زمن غير بعيد، المنتجات التونسية تغزو كل المتاجر.

 ويبقى السوق الشعبي اليومي المسمى بسوق ليبيا وسط مدينة تبسة، أحد أهم التجمعات التجارية التي تجلب التونسيين بدون منازع، خاصة أنه يومي، ويتواصل ابتداء من ساعات اليوم الأولى إلى الليل، ويقدم للزبائن كل شيء؛ من العملة إلى مختلف الأدوات. وصار لهذا السوق تجار يعملون حسب الطلب التونسي، وزبائنهم كلهم من التونسيين الذين يقتنون ما هو مرتفع ثمنه في بلدهم، مثل المواد الكهرومنزلية، ويقتنون الهواتف النقالة التي تدخل الجزائر من كوريا والصين.

وينافس حاليا الزبائن التونسيون نظراءهم الجزائريين في أسواق تبسة، خاصة في المناسبات والأعياد وشهر رمضان المعظم، مما جعل التجار يفضلون التعامل مع التونسيين على الجزائريين؛ لأن التاجر في هذه الحال لا همّ له إلا بيع سلعته، لكن إذا باعها للتونسي يشتريها بالثمن الذي يريد. 

 ما لفت انتباهنا خلال جولتنا عبر أسواق عاصمة الولاية أن أغلب التونسيين الذين يقصدون أسواق الولاية من العنصر النسوي، ويطلق عليهن محليا بـ "الدباشات"، وهن نساء يتهافتن على شراء سلع مختلفة الأنواع، كالأواني، الألبسة، أفرشة المناسبات، مواد التجميل والزينة.... وغيرها. وقد أكدت إحداهن والمسماة (محبوبة) من ولاية الكاف التونسية لـ "المساء"، أن المسافة التي تقطعها من التراب التونسي دخولا إلى التراب الجزائري، أقصر بكثير من تلك التي كانت تقطعها سابقا في سنوات خلت عندما كانت تتبضع من ليبيا، خاصة أن السوق التي يشترون منها لوازمهم حاليا بتبسة، وهي ما يطلق عنها محليا بسوق دبي، تتوفر على كل ما يحتاجه المرء، مؤكدة أن المنتوجات الجزائرية عالية الجودة؛ مما يجعلها تباع بسرعة؛ نظرا للإقبال الكبير عليها، ناهيك عن أسعارها الجيدة، والتي هي في متناول الجميع مقارنة بالأسعار في الأسواق التونسية.