أمام تفاقم أزمة الأكسجين بمستشفيات تلمسان

"الجيش الأبيض" والجمعيات الخيرية بالمرصاد

"الجيش الأبيض" والجمعيات الخيرية بالمرصاد
  • القراءات: 747
ل.عبد الحليم ل.عبد الحليم

سجلت مؤخرا المؤسسة العمومية الاستشفائية “شعبان حمدون” بمغنية على مستوى مصلحة الاستعجالات ومصلحة “كوفيد19”، تزايدا في عدد الإصابات بهذا الوباء، الذي أكد بشأنه أطباء المستشفى أنه يتميز إضافة إلى سرعة الانتشار بقوة التأثير.

نقص الأكسجين ونفاده قبل وصول جرعات أخرى يتم اقتناؤها من ولايتي وهران وسيدي بلعباس على متن شاحنات حسب الفريق الطبي، أحد أسباب الأزمة؛ باعتبار معظم الحالات التي يتم استقبالها في حالة حرجة، سواء من الكهول أو الشيوخ أو في بعض الأحيان الشباب من كلا الجنسين، والتي لا تستدعي التأخير، خاصة أن الأسبوع الأخير من هذه الذروة، عرف تزايدا كبيرا على الطلب على الأكسجين الطبي بشكل قياسي، مع تضاعف أعداد الإصابات بفيروس كورونا.

ويؤكد الأطباء أن المتحور الهندي “دالتا” أصبح الأكثر انتشارا في الجزائر بنسبة 90 ٪ مقارنة بكل المتحورات الأخرى. والمعروف عن هذه الطفرة أنها أكثر خطورة وأشدّ فتكا بالشخص المصاب؛ فهي بدون مقدمات وأعراض واضحة مثلما كان يحدث مع النسخة الأصلية من “كوفـيد19”، حيث يدخل الفيروس المتحور “دالتا” مباشرة إلى الرئتين، ويُحدث خللا وظيفيا فيهما، ومن ثم يصاب المريض بضيق حاد في التنفس يصل إلى نسبة 70 ٪. وفي هذه المرحلة يصعب إنقاذ الأرواح؛ لأن الأكسجين لا يصل إلى الرئتين والأعضاء الحيوية للجسم بالقدر الكافي.

ومن جهتهم، يعيش الطاقم الطبي وعائلات المصابين عبر مستشفيات تلمسان وفي مقدمتها المستشفى الجامعي، وكذا مستشفى مغنية، والغزوات، والرمشي، وندرومة... ليالي بيضاء وحالة من الهلع والفزع يوميا، بسبب حصص الأكسجين الممنوحة، والتي لم تعد كافية بالنظر إلى عدد المصابين؛ ما يضطر الأطقم الطبية للقيام بتدخلات استعجالية في كل دقيقة من أجل الحفاظ على ما تبقّى من مخزون المستشفيات، في انتظار الحصة اليومية لكل مستشفى من الأكسجين، والتي قد تصل متأخرة. ودفعت هذه الوضعية المستشفيات بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية، يوميا، للبحث عن حلول سريعة لهذا الانشغال.

للإشارة، استقبل المستشفى الجامعي لتلمسان، مؤخرا، أطفالا في حدود 4 سنوات، مصابين بفيروس كورونا تتراوح أعمارهم ما بين 9 أشهر و17 عاما، حسبما أوضح مسؤولون بمديرية الصحة لولاية تلمسان، الذين أشاروا إلى أن المختصين لاحظوا أن الأطفال يصابون بالعدوى بعد حوالي أسبوعين من إصابة البالغين في نفس البيت. وتبيّن ـ حسبهم ـ هذه الملاحظة أهمية ممارسة البالغين العزل الصحي لمدة 5 أيام على الأقل في حال الإصابة، مع ضرورة ارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي حتى داخل المنزل، حتى لا تصيب العدوى الآخرين بمن فيهم الأطفال، كما توصي مديرية الصحة.