رفعت عدة جمعيات تنشط على مستوى ولاية غرداية أصواتها رافضة الوضع الذي يمر به قطاع الصحة في المنطقة، إذ أصبح بحسبهم "لا يطاق في ظل تماطل المصالح الصحية في توفير ما يلزم من أدوية وغيرها".

ففي مراسلة للجمعيات في كل من بلدية المنيعة وحاسي القارة، وجهت إلى والي ولاية غرداية عز الدين مشري، تلقت يومية "المساء" نسخة منها، تخطره فيها بانعدام كلي للتحاليل الطبية بالعيادات متعددة الخدمات بكل من حاسي القارة والمنيعة لغياب الكواشف الخاصة بالتحاليل منذ أزيد من أسبوع كامل. في حين بينت الجمعيات في لائحة أعدتها مختلف التحاليل الدموية المنعدمة من بينها تحليل "fns" الخاص بفقر الدم وتحليل السكري بنوعيه والتحاليل الخاصة بمرضى القلب وضغط الدم، إضافة إلى التحليل الخاص بمرضى الروماتيزم.

وذكرت رسالة الجمعيات أن أجهزة قياس تخطيط القلب معطلة منذ ثلاتة أشهر. متسائلين في نفس الوقت عن مصير المرضى في ظل هذا الغياب الكلي لضروريات التداوي. وأكدت المراسلة أن "مدير الصحة الجوارية بالمنيعة على دراية تامة بالقضية ولم يعمل على توفير الكواشف أو حتى إصلاح الأجهزة المعطلة، حيث يوجد حاليا في عطلة".وكشف مصدر طبي ليومية "المساء" عن أن نحو 60 مريضا يقصدون العيادة متعددة الخدمات ببلدية حاسي القارة بصفة يومية لإجراء مختلف التحاليل، لكنهم يعودون دون إجرائها، ليتكرر نفس السيناريو يوميا. وأضاف المصدر أن الأمر قد يتطور إلى التلويح بإضراب من قبل العاملين في العيادة في حال عدم توفير ما يلزمها.في نفس الوقت أفاد المصدر أن عمليات التوليد لا تجرى ليلا بسبب عدم وجود ممرضات في العيادة متعددة الخدمات بحاسي القارة، مما يضطر النساء إلى قطع ما يربو عن 2.5 كلم للوصول إلى مستشفى محمد شعباني، وهو ما يهدد صراحة حياة المرضى.طالبت الجمعيات المحتجة بتدخل عاجل لوالي ولاية غرداية السيد عز الدين مشري للنظر في القضية وزيارة المنطقة على عجل لمواكبة الوضع من عين المكان، خاصة في ظل صمت الإدارة من جهة ومعاناة المرضى من جهة ثانية. وأكدت الجمعيات أن ما يحدث حاليا في هذه العيادات من إهمال وضياع لحقوق المرضى يصب في مصلحة المخابر الخاصة والتي تغالي في أسعار التحاليل بشكل رهيب في ظل عدم الرقابة من قبل الجهات المعنية.