منطقة عين السخونة (سعيدة )

التنمية غائبة والمؤهلات الطبيعية بحاجة للاستغلال

التنمية غائبة والمؤهلات الطبيعية بحاجة للاستغلال
  • القراءات: 1922
❊ ح.بوبكر ❊ ح.بوبكر

يأمل سكان بلدية عين السخونة الواقعة على مسافة حوالي 98 كلم من عاصمة الولاية سعيدة، في تحسين إطارهم المعيشي من قبل السلطات المحلية، جراء عزلة هذه المنطقة التي تفتقر إلى الكثير من برامج التنمية، خاصة ما تعلق بفرص التشغيل بالقطاع الفلاحي الذي يُعدّ قطاعا حساسا واستراتيجيا يشغل بال العديد من المواطنين، إضافة إلى مجال السياحة الحموية التي تحظى بالأولوية بالنسبة لهم.

جعلت هذه المقومات الطبيعية طموحات سكان البلدية، تفوق بكثير الإمكانيات المتوفرة ببلدية عين السخونة الهادئة، التي تبقى بها التنمية مرهونة بفتح الطريق الذي يربطها ببلدية الرقاصة بولاية البيّض التي تتقاسم معها الحدود الإقليمية بـ 55 كلم، والنهوض بالواقع التنموي الذي أصبح مرهونا بهذا الطريق؛ إذ يبقى بحاجة إلى تعبيد وتزفيت، وهو ما يلحّ عليه أغلب سكان المنطقة، خصوصا الشباب منهم.

وبفتح هذا الطريق تصبح البلدية مركز عبور ومقصدا لراحة لمسافرين، خاصة جهة الولايات الحدودية، كالنعامة والبيّض وبشار، وهو ما سيساهم في تنشيط البلدية في شتى المجالات. ورغم المكان الذي تقع فيه بلدية عين السخونة (شرق ولاية سعيدة)، إلا أنه يبقى مكانا استراتيجيا كفيلا بدفع المسار التنموي وترقية آليات التنمية، بشكل قد يساعد على تحسين أكثر لظروف الحياة بالنسبة للسكان، الذين يتطلعون من يوم لآخر إلى أفق أكثر إيجابية.

استغلال المياه الجوفية كفيل بتطوير الزراعة

وفي هذا السياق، يجرنا الحديث عن الخصوصيات المناخية والتضاريس التي تطبع المنطقة منذ العهود السالفة، حيث تتوفر على أراض خصبة، بدأت تشغل بصفة جدية منذ ظهور الدعم الفلاحي بشتى برامجه المتنوعة، ناهيك عن وجود المياه الجوفية والفجوات التي رد لها الاعتبار بعد الذي لحقها من ردم بفعل العوامل الطبيعية بمنطقة الضاية، وأصبحت تُستغل لسقي الأراضي الفلاحية على مساحة 1300 هكتار مسقية للخضر والفواكه. كما توجد بالمنطقة ضايت زراقت التي التهمت الملايير منذ عهد الحكومات السابقة وعلى بضعة كيلومترات، ثروة هامة من المياه الجوفية عادة ما تستغل هذه الجهة في المواسم من قبل السكان في زراعة الحبوب بأنواعه والدلاع والبطيخ وغيرها، حيث ترى الجهات المختصة أن استغلال هذه الإمكانيات من شأنه جعل المنطقة على المدى القريب، قطبا فلاحيا هاما، يغطي عجز البلدية في الخضر والفواكه، ويعزز قدرات التصدير، علما أن البلدية يقطنها أكثر من 7500 نسمة، ومعروفة بعيونها الساخنة المتدفقة، تطبعها  مناظر خلابة زيّنتها  النباتات وأشجار الصنوبر على مساحات واسعة محاذية للجهة الغربية من البلدية.

مقومات حموية لعلاج الأمراض

وتشتهر المنطقة بحمامها المعدني الصحي الخاص الذي يساعد على معالجة بعض الأمراض الجلدية؛ لوجود مادة الكبريت في الماء، لذا أصبح يقصده العديد من المرضى وغيرهم بشكل يومي على مدار السنة من البلدية وحتى من الولايات المجاورة؛ كالنعامة والبيض وتيارت... والمدن الأخرى، على غرار الشلف وبسكرة ووهران والجزائر العاصمة وسيدي بلعباس... وغيرها من المدن الداخلية للوطن، حسب ما أكد لـ المساء سكان المنطقة والعارفون بنشاط السياحة الحموية.

ويُعد هذا الحمام الوحيد الذي تتوفّر عليه هذه البلدية الفقيرة، إذ يتوفّر على مختلف الخدمات وظروف الراحة للوافدين؛ من مقهى ومساحة للعب الأطفال ومساحات خضراء ومرآب للسيارات، وتُعد أحواض الاستحمام الجانب الأهم. كما يمتاز فندق عين السخونة بالطابع المعماري المميز بأشكال هندسية. ويظهر بالمكان المسمى بـ العين، العديد من أسماك تيلابيا الموجودة بالحوض المائي الواسع، وهذه الثروة قيل إنها تساعد في علاج الأمراض الجلدية الخارجية، حسبما وصف السيد عبد الحكيم بوشيخي نائب رئيس بلدية عين السخونة، فهذه الأسماك ـ حسبه ـ قليلة ونادرة الوجود، نجدها في الصين والنيل وعين السخونة بالجزائر. وتمتاز المنطقة بطيور مهاجرة تصل إليها بداية من شهر ديسمبر، وتمكث هناك إلى غاية شهر مارس، لتعود من حيث أتت خاصة من أستراليا وإسبانيا وفرنسا، وقد عُثر على بعضها وهي تحمل أسماء من المناطق المذكورة في لفافات صغيرة على أرجلها. كما تمتاز بلدية عين السخونة بنبات حنة إيبل و«القطفة و«الشيح، فـ حنة إيبل على سبيل الذكر لا الحصر، هي نبتة تعالج الأعصاب والشرايين ومعظم الأمراض، وهي عشبة نُقلت إلى أستراليا أثناء فترة الاستعمار من قبل خبراء، وأصبحت منتشرة هناك في المزارع، يستعملونها كدواء في علاج المرضى.

وفيما يتعلق بالمعمار والمباني، يشكل مشكل بعض البنايات الطوبية القديمة ببلدية عين السخونة، عقبة كبيرة، فهناك عدة سكنات مهجورة، فيما لازالت فئات أسرية تسكن هذه البيوت وتفضلها؛ كونها دافئة في فصل الشتاء وبادرة صيفا.

ويعتمد شباب المنطقة على التجارة الخاصة، وهناك من يمتهن مهنة الرعي. كما فضّل البعض كراء المحميات؛ حيث يفضّل معظم الموالين التنقل داخل تراب البلدية وخارجها، فلا وجود في منطقة عين السخونة لأي نشاط صناعي أو حر، إذ إن هذه البلدية وعلى لسان نائبها السيد بوشيخي، من البلديات المدعمة لمناطقها الست؛ كمنطقة واد شطوان وبن هوار وفيض الرمل والزاوية والحامية وزراقت، تتوفر كلها على مياه الشرب والكهرباء.

اهتمام كبير بالنقل المدرسي

يولي المجلس الشعبي البلدي لعين السخونة، اهتماما بالغا بوسائل النقل المدرسي لفائدة  تلاميذ الأطوار الثلاثة، من خلال توفير كافة الإمكانيات المادية التي تتلاءم مع مشوارهم الدراسي، والسهر على حمايتهم من كل الجوانب، مع توفير المطاعم وتحضير وتحسين الوجبات الغذائية اليومية لكافة تلاميذ الأطوار الثلاثة.

تسجيل نقائص بقطاع الصحة

أبرز نفس المتحدث النقائص التي يعاني منها القطاع الصحي بالبلدية، لعدم توفره على بعض التجهيزات الطبية والخدمات ونقص في سيارات الإسعاف والقابلات، مع طلب جلب وتوفير أطباء أخصائيين، إذ كثيرا ما يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على التنقل ليلا إلى مستشفى أحمد مدغري بسعيدة على مسافة 98 كلم شرقا أو الدائرة على حوالي 70 كلم...كما  يتساءل شباب المنطقة عن الوعود التي قُدمت لهم خلال زيارة الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، بالسعي لترقية القطاع الصحي بالمنطقة، التي بقيت في نظرهم مجرد حبر على ورق، في حين يؤكد العديد من المسؤولين أن المنطقة استفادت من عدة برامج فلاحية وسكنية ريفية لكن دون الشكل الكافي لتزايد الطلبات.