‘’المساء” تقف على واقع التنمية ببلدية مغنية

التكفل بانشغــالات الساكنة أولويـــة

التكفل بانشغــالات الساكنة أولويـــة
  • القراءات: 1943
❊ ل. عبد الحليم ❊ ل. عبد الحليم

تواجه السلطات المحلية لبلدية مغنية بعـد مرور تسعة أشهر على العهدة الجديدة، تحديات كبيرة تتعلّق أساسا بجانب التنمية وتجسيد انشغالات سكان مختلف الأقاليم، حيث يواجه رئيس المجلس البلدي ونوابه ومختلف المنتخبين، جملة من المشاكل التي ظلت لعهدات متتالية سابقة حبيسة الأدراج، فيما عرف بعضها تقدما انتهى إلى طريق مسدود لأسباب مختلفة؛ حيث توقفت بعض المشاريع بدون سابق إنذار، مما وضع السلطات المحلية في مأزق لتلبية متطلبات المواطنين في المواعيد المحددة سلفا، من بينها تأخر إنجاز أكثر من 56 مشروعا تنمويا متعلقة أساسا بضروريات الحياة اليومية من مياه الشرب والصرف الصحي والتهيئة، ناهيك عـن مشاكل واهتمامات اجتماعية أخرى تنتظر التفاتة جادة من السلطات المختصة.

لازالت العديد من القرى والمداشر والأحياء السكنية الواقعة ببلدية مغنية تحلم بالنهوض بواقع التنمية المحلية، وهذا ما استقته المساء خلال خرجاتنا الاستطلاعية إلى البعض منها ولقائها مع السكان والجمعيات والمجتمع المدني، الذين أكدوا أن مناطقهم منسية رغم المساعي الحثيثة التي تقوم بها مصالح الولاية والسلطات المحلية في إطار برامجها التنموية، حيث تسجل عدة نقائص؛ مما حتّم على العائلات الهجرة جماعيا نحو المناطق القريبة؛ كونها الوسيلة الوحيدة للهروب من الفقر والظروف القاسية التي تلاحقهم والأسى، كونهم محـرومين من أي مشروع تنموي هام في إطار البرامج الوطنية والريفية، رغم أنها تتوفر على مساحات فلاحية معتبرة، من شأنها أن تجعل هذه البلديات رائدة بامتياز في زراعة المحاصيل الموسمية في حال توفرت الشروط المطلوبة.

وحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي في عرضه حصيلة خرجاته الميدانية من العمل والنشاطات بإيجابياتها وسلبياتها، تبقى مغنية بحاجة إلى مواكبة الحركة التنموية، مما يتطلب برنامجا إنمائيا هاما، إذ تأتي في مقدمة هذه الانشغالات المطروحة بحــدّة مشكل تدهور الطرقات.

وضعية الطرقات مشكلة تؤرق المغناويّين

أكد المسؤول أن عملية تزفيت بعض الأحياء بمغنية انطلقت في انتظار أن تمس العملية الأحياء والقرى الأخرى تدريجيا، مضيفا أن الانطلاقة كانت بطرقات حي عمر المختار بالزفت، وتكملة تزفيت طرقات حي أولاد بن صابر بالزفت، في حين أبدى رئيس الدائرة استياءه لتأخر انطلاق العملية بكل من حي ابن سينا وقرية العقيد عباس. ووُجّهت للمقاولتين إعذارات، واتُّخذت ضدهما إجراءات صارمة قد تؤدي بهما إلى فسخ العقد وتوقيفهما نهائيا، لعدم احترامهما دفتر الشروط المنصوص عليه قانونيا، تبعا لتوجهات والي تلمسان السيد علي بن يعيش، في انتظار تجسيد مشاريع أخرى قيد الدراسة على مستوى الدائرة أو قيد إعادة الإجراءات توريد ووضع أضواء تنظيم المرور، وتزفيت الطرق الحضرية الحصة رقم 01 العقيد عباس، والطرق الحضرية الحصة رقم 01 قرية أولاد الشارف، والطرق الحضرية الحصة رقم 02 حي أولاد بن صابر، والتكسية بالخرسانة الزفتية الحصة رقم 03 حي الحمري، وتزفيت الطرق الحضرية الحصة رقم 02 قرية البخاتة، وإنجاز شبكة التطهير بقرية أولاد الشارف الشطر رقم 02.

وتبقى العملية متواصلة تدريجيا حسب الاعتمادات أو المتاحات المالية التي تتلقّاها البلدية؛ من خلال الإعانات التي تمنحها الدولة للبلديات لاسيما البلديات الحدودية، والتي يتم بشأنها إجراءات اختيار المقاولة وتكليفها لمواصلة عملية تهيئة وتعبيد الطرقات إلى غاية إتمامها.

وحسب رئيس دائرة مغنية في تصريح خاص لـالمساء، فإن تكلفة البطاقة التقنية لتهيئة وتعبيد طرقات حي واحد من أحياء بلدية مغنية، تكلّف خزينة الدولة اعتمادات مالية كبيرة، مستشهدا بحي عمر المختار وحده، الذي وصلت تكلفة بطاقته التقنية إلى 56 مليار سنتيم. وتدخل هذه المشاريع في إطار تحسين ظروف معيشة المواطنين بناء على متطلباتهم وحاجياتهم اليومية، وهذا إلى جانب التصليحات الكبرى للطرقات التي ستمس العديد من أحياء بلدية مغنية، والتي باشرتها المقاولة المكلفة بذلك على مستوى الطريق المؤدي إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية شعبان حمدون، من خلال إصلاح جميع الحفر والأعطاب، وتصليح الأرصفة المنتزعة، ونزع الأتربة المتراكمة على حواف الطرقات إلى جانب تبليط الأرصفة وتزفيت الطرق.

ووجّه رئيس دائرة مغنية تعليمات صارمة للمقاولة المكلفة بهذه التصليحات لاحترام دفتر الشروط المنصوص عليه قانونيا، فضلا عن دعوته إلى تدعيم الورشات ماديا وبشريا؛ من خلال مضاعفتها بالعتاد والعمال. كما أمر المقاولة بفتح ورشات أخرى بالتوازي عبر نقاط مختلفة من طرقات المدينة لتمسها أيضا التصليحات الكبرى والقضاء على الأعطاب التي أضحت يوميا تؤرّق المواطنين؛ استجابة لمتطلباتهم اليومية. وألح رئيس دائرة مغنية على المقاولة بالحرص على تأمين الورشات من كل الجوانب؛ من أمن وسلامة العمال، من خلال وضع إشارات تحذيرية خاصة بالأشغال (حذار أشغال)، إضافة إلى رئيس قسمة الأشغال العمومية بإيفاده أسبوعيا بتقرير مفصل حول مدى تقدم الأشغال عبر مختلف النقاط من طرقات المدينة.

04 مدارس ابتدائية جديدة

ستتدعم بلدية مغنية في مجال قطاع التربية والتعليم مع الدخول المدرسي المقبل، بـ 04 مؤسسات تربوية للتعليم الابتدائي من نوع (صنف ب1) بـ 06 أقسام، حيث ستمكن هذه المشاريع من تخفيف الضغط عن المدارس الأخرى المجاورة لها، وتحسين ظروف تمدرس التلاميذ على مستوى كل من الحي السكني بالقرب من حي (د.ن.س) أمام الثانوية رقم 03 المعروفة باسم الشهيد بوعزة الميلود التي انتهت بها الأشغال، وهي في اللمسات الأخيرة لتجهيزها، والثانية بحي الجرابعة المعروف بـ (دوار البحيري)، والتي وصلت بها نسبة الأشغال إلى 70 بالمائة، والثالثة بقرية أولاد الشارف التي وصلت بها نسبة الأشغال إلى 40 بالمائة، أما الأخيرة فتم إنجازها على مستوى حي أولاد بن دامو، والتي بلغت بها نسبة الأشغال 65 بالمائة. وهذه المشاريع كلها تدخل ضمن البرامج القطاعية المسيّرة من طرف البلدية بغلاف مالي إجمالي يقدّر بــحوالي 21 مليار سنتيم، حيث أبدا رئيسا الدائرة والبلدية استياءهما من تأخر الأشغال بالمدرسة الابتدائية بقرية أولاد الشارف. وفي هذا الإطار وجّه رئيس الدائرة تعليمات صارمة للمقاول بإتمام المشروع قبل الدخول المدرسي القادم واستلامه ليدخل حيّز الخدمة، خاصة أن تحديد تسليم هذه المشاريع الثلاثة سيكون مع الدخول المدرسي المقبل، حسب دفتر الشروط المنصوص عليه قانونيا، من أجل تخفيف الضغط عن المدارس الابتدائية الأخرى.

تسليم مفاتيح 160 سكنا

بشّر رئيسا دائرة وبلدية مغنية المستفيدين من برنامج 160 سكنا تساهميا بحي عمر، باستلام مفاتيح سكناتهم عن قريب، وهذا بعد معاناتهم من توقف المشروع بسبب الجدار الواقي للسكنات؛ مما جعلهم يفقدون الأمل في استلام سكناتهم في آجالها المحدّدة طبقا لدفتر الشروط المنصوص عليه في الإنجاز، وهو ما صرح به رئيس دائرة مغنية لـ المساء، وهي بشرى سارة لكافة المواطنين المستفيدين من البرنامج، وهو فرج جاء بعد أن عرف المشروع تأخرا، حيث تم تعيين المقاولة بقرار شجاع من الوالي، الذي قرر تكليف مؤسسة عمومية تتكفل بإنجاز حائط السند أو الجدار الواقي من الأمطار وانجراف التربة الذي كان يشكل عائقا كبيرا لاستكمال المشروع، إذ أن كافة عملية التهيئة مبرمجة، والمقاولة المكلفة بها معيّنة، ولم يبق إلا استكمال هذا الجدار، ليتمكن من تسليم المفاتيح لأصحابها في ظرف لم يتجاوز السداسي الثاني من السنة الجارية 2018.

تواصل عملية مسح الأراضي

تواصل الفرقة المكلّفة بعملية إدارة مسح الأراضي المكوّنة من ممثل عن المديرية الجهوية لمسح الأراضي بوهران وممثل عن مديرية مسح الأراضي لتلمسان ووحدة مسح الأراضي المتواجدة بإقليم دائرة مغنية، تواصل عملها لإحصاء وضبط جميع الأملاك العقارية؛ سواء كانت عامة أو خاصة، مع تحديد آجال لذلك، خاصة أن هذا الإشكال طُرح في العديد من المرات على رئيسي دائرة وبلدية مغنية من طرف المواطنين على هامش زيارتهما العديد من الأحياء والقرى.

في هذا السياق، أعطيت تعليمات لتسريع وتيرة عملية المسح التي ستمس بادئ الأمر كلا من قرية أولاد الشارف، قرية البخاتة، قرية العقيد عباس (أولاد قدور)، قرية العقيد لطفي، قريتي الجرابعة وأولاد معيذر، كمرحلة أولى؛ حيث ستقوم الفرق المكلفة بعملية مسح شامل للإقليم على أن تباشر بعد ذلك عملية إحصاء الممتلكات، كما أن العملية سيتم توسيعها فيما بعد إلى باقي الأحياء والمناطق الريفية، التي لاتزال تنتظر هذا النوع من التدخل الإداري الخاص بعملية مسح الأراضي.

وبخصوص بعض الأحياء التي سبق وأجريت لها عملية المسح والإحصاء كحي عمر وحي أولاد بن صابر وحي الحمري إلا أن القاطنين بها لايزالون يطالبون بأن تمسهم العملية خاصة الجهات التي جرت فيها التوسعة، فستمسها العملية، لكن عن طريق مراجعة العملية وليس إجراء العملية من جديد، حيث ستتم المراجعة بين المحافظة العقارية للولاية التي سوف تطلب تحيينا من إدارة مسح الأراضي لتدرج بها السكنات التي لم تشملها العملية. وفي هذا الإطار السلطات المحلية لدائرة مغنية بصدد مراسلة إدارة الحفظ العقاري؛ من أجل أن تقوم بالعملية واستكمال الإجراءات بالنسبة للسكنات غير الممسوحة.   من جهتها، وجّهت الفرقة المكلفة بعملية مسح الأراضي بالمناسبة، نداء إلى جميع ساكني هذه المناطق، لتقديم يد المساعدة لهم لولوج البيوت والأسطح وأخذ القياسات اللازمة للملكية مع تقديم الوثائق التي تثبت ملكيتها، لتتمكن من إدراجها ضمن الإحصاء، مع العلم أن عملية الإحصاء إجرائيا وقانونيا سوف تمكن أصحاب الأملاك بعد سنتين، من استصدار سندات الملكية والدفاتر العقارية وليس في الحين، وهو إجراء قانوني يمكّن الإدارة من أن تستجمع كل المعلومات وتحضّر كل الملفات وتحرّر كافة العقود، وهي عملية ضخمة وكبيرة جدّا، وتتطلب إمكانيات ضخمة أيضا، كما أن مدة سنتين تُعتبر ضرورية وكافية لتلقّي كافة الطعون، لأن الأمر يتعلق بحقوق وأملاك منها خاصة ومنها عامة، وحتى لا تتم فيها تجاوزات وأخطاء تكون لها عواقب وخيمة حال الانتهاء من العملية. 

رئيس دائرة مغنيةالتقرب من المواطنين جزء من إيجاد الحلول

أكد رئيس دائرة مغنية أن عمله رفقة رئيس المجلس الشعبي البلدي لمغنية مبني أساسا على المواطن، على حدّ قوله: نحن نسجل عمليات بناء على طلبات واقتراحات المواطنين، ونواصل في منوال التعامل والتعاون مع المواطن حتى في الإنجاز. وخلال الخرجات الميدانية نتواصل مع المواطنين للاطلاع على ملاحظاتهم وشكاواهم قصد تصويب العمل وإنجازه وفق ما يطمح إليه المواطن، لأن العمل هذا كله في الأخير موجّها إليه أساسا.

وأكد المتحدث: العمل التقاربي والجواري نعطيه أهمية قصوى في تدخلنا الميداني. ويُعتبر المجتمع المدني عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه بتاتا في تسيير شؤون العمل للبلدية، وكلّ ذلك يندرج في إطار السياسة التي أقرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الرامية إلى إشراك المواطن في اتخاذ القرار الذي يعنيه، وتجسيد المتطلبات التي يقدّمها للإدارة. وأضاف: نقول لسكان بلدية مغنية عقدنا العزم على أن نعمل ما بوسعنا من أجل تلبية المتطلبات والحاجيات الكثيرة والمتعددة والمتشعبة للمواطن المغناوي، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يتأتّى بين عشية وضحاها، بل يتطلب تخطيطا وبرمجة، ووقتا أيضا، إلا أننا باشرنا برنامجا طموحا سوف يمتد على مدار خمس سنوات الجارية للعهدة الانتخابية للبلدية، على أن ننجزه على أشطر، وسوف يمس، بإذن الله، كافة ربوع البلدية.