محمد عيسى :

التصوف كان دوما صمّام الأمان للأمة

التصوف كان دوما صمّام الأمان للأمة
  • القراءات: 1122

أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أول أمس، بولاية ورقلة أن التصوف كان دوما صمام الأمان للأمة ضد ظواهر التطرف والعنف والإرهاب. وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح ملتقى دولي حول التصوف ودوره في الحفاظ على المرجعية الدينية والهوية الوطنية أن التصوف كان دوما صمام الأمان للأمة ضد ظواهر التطرف والعنف والإرهاب، باعتبار أن جوهره يعود إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.   

ذكر السيد عيسى في كلمته الافتتاحية في هذا اللقاء الذي نظمته مؤسسة سيدي محمد السايح الخيرية للوحدة والتضامن، أن التصوف حمل الإنسان على الفضيلة والمحبة واجتثاث الكراهية من قلوب المجتمع البشري، وهو أيضا البحث عن الصدق والإخلاص والتفاني، معتبرا أن التصوّف هو الجسر العابر بين الأوطان ويتعدى حدود الانتماء إلى المذهب أو الطائفة أو القبيلة أو الوطن الواحد، بل هو الجسر الذي يفتح الباب على مصراعيه للبشرية جمعاء، لأنّه فضاء روح القرآن العظيم.   

وأكد الوزير أن للتصوف دور في الحفاظ على المرجعية الدينية النابعة من القرآن والسنة، قبل أن يبرز أهمية مجابهة الأخطار التي تهدد الإسلام والأوطان والأخلاق الفاضلة من خلال الاستلهام من علوم الأسلاف والعلماء. ويرى وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن المرجعية الدينية هي الاقتناع أن العمل الذي ورثناه هو علم صالح دافع إلى العمل ويجمع الكلمة’’

وأكد المشاركون في أشغال هذا الملتقى الدولي أن التصوف بحاجة إلى التجدد ليواكب مستجدات العصر، وأشار الأستاذ عبد الحميد هيمة من جامعة ورقلة في مداخلة بعنوان التصوف ودوره في الحفاظ على القيم الإنسانية ومواجهة العولمة، أن التصوف بحاجة اليوم إلى أن يتجدد ليواكب مستجدات هذا العصر، مضيفا أنه في حقيقته هو المظهر الأخلاقي للإسلام والتحلي بالفضائل الروحية والأخلاقية كما أنه في الحقيقة جوهر الدين الإسلامي.

وأضاف المحاضر أن الصوفية تقوم على رؤية شاملة تحترم الإنسان وتقدم له قواعد المعاملة بين الإنسان وأخيه وبينه وبين ربه، موضحا أن الكثير من الدراسات المتخصصة أشارت إلى أن الأعراض التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم تتعلق مباشرة بضعف الإيمان في وقت تشهد فيه البشرية أزمة روحية وأخلاقية.

أما الأستاذ محمد حبيب الصقاف من المملكة العربية السعودية، فقد أشار في محاضرته التي حملت عنوان أثر التصوف في الاستقرار ونشر القيم في المجتمع، إلى أنه حان الوقت لأن يسترجع التصوف مكانته الحقيقية والدور الفعال الذي كان يلعبه في الحفاظ على استقرار المجتمعات، مذكرا أن الزوايا، وعبر مئات السنين هي التي كانت تجمع القلوب وتنشر الدعوة إلى الله وكانت أسبابا للأمن وأسبابا للحمة الاجتماعية.

وأضاف أن مجتمعاتنا، ومع هذه الاضطرابات التي يشهدها العالم الإسلامي هي اليوم بحاجة إلى رجال التصوف كما أنها بحاجة أيضا للعودة إلى التاريخ كونها أمة لها تجربة عظيمة ورائدة في هذا العالم، كما أنها بحاجة أيضا لدراسة التجربة السابقة للزوايا وللطرق الصوفية ودوره في الحفاظ على سلامة واستقرار المجتمع.

وتناول المشاركون في أشغال هذا الملتقى الذي نظم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورقلة من مشايخ وأئمة وأساتذة من مختلف أرجاء الوطن ومن الخارج، عدة محاور حول ‘’التصوف في الجزائر ودوره في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الهوية الوطنية’’ و’’البعد الإفريقي للطرق الصوفية في الجزائر ودورها في نشر الإسلام في إفريقيا’’، كما تم التطرق أيضا إلى ‘’التصوف والحفاظ على المرجعية الدينية’’ و’’أثر التصوف في الاستقرار ونشر القيم النبيلة في المجتمع

ويتوخى من تنظيم هذا اللقاء الذي يختتم اليوم السبت، ببلدية أعمر، دائرة تيماسين تسليط الضوء على الجانب التربوي والتثقيفي والتعليمي الذي أدته الطرق الصوفية في الجزائر وإسهاماتها من خلال علمائها وأقطابها في نشر القيم النبيلة للإسلام المبنية على المحبة والتسامح والتعايش مع الآخر، حسب المنظمين.