الطبعة الثالثة لمعرض العسل

التحسيس بأهمية حماية الخلايا من التلوّث الجيني

التحسيس بأهمية حماية الخلايا من التلوّث الجيني
  • القراءات: 714
س. زميحي س. زميحي

تحتضن بلدية تيزي وزو ابتداء من يوم أمس الأربعاء إلى غاية 14 جانفي الجاري، الطبعة الثالثة لمعرض العسل ومنتجات خلايا النحل، بمبادرة كل من تعاونية الفلاحة المتعددة لتيزي وزو، وجمعية النحالين المهنيين بالولاية، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية وغرفة الصناعات التقليدية والحرف، حيث تأتي المبادرة من أجل الدعوة إلى تطوير منتجات العسل وحمايتها من التلوث الجيني؛ بغرض إنقاذ حرفة تربية النحل.

ويعرف المعرض الذي يقام بساحة متحف المدينة "مقر بلدية تيزي وزو سابقا"، مشاركة نحو 20 عارضا من النحالين ومربي النحل لمنطقة الوسط بالإضافة إلى الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة والنباتات وغيرهما، حيث سيكون معرض العسل ومنتجات خلايا النحل فرصة للزوار للاطلاع على المنتوجات الجديدة للعسل، ومعرفة فوائد استعمال كل نوع من المنتجات.

وحسب منظمي التظاهرة، فإن الهدف من تنظيم المعرض يأتي من أجل ترقية منتجات العسل لسلسلة جرجرة، وتطوير عسل المناطق الجبلية خاصة عسل الأدغال والريف، ومن أجل دعوة المستهلكين إلى تذوّق العسل؛ بغية التعرف على مختلف منتجاته المستخلصة من مصادر متنوعة من الأزهار والخزامى والبلوط الأخضر وفويلة وشجرة الكينا... وغيرها من النباتات والأشجار التي يُستخرج منها العسل، بغية تحسيس الجمهور الواسع بأهمية المعرفة الصحيحة للعسل، والتفرقة بين الحقيقي والمغشوش"، مع العمل على إطلاع المستهلكين على نوعية وجودة عسل منطقة القبائل المتنوع في المنتوج. 

وستقدم جمعية النحالين المهنيين للجمهور العريض خاصة منهم زوار المعرض طيلة أيام التظاهرة، برنامجها الذي يسعى القائمون عليه إلى تطوير حرفة تربية النحل لمنطقة جرجرة، بعرض الجانب التقني لتربية النحل مع ضمان تكوين تطبيقي للنحالين، وترقية تربية النحل العصرية، وكيفية  الحفاظ على العرق الأصيل للنحل. 

ويعتبر رئيس جمعية النحالين المهنيين لسلسلة جرجرة بتيزي وزو سالم تواتي، أن المهنة تُعد حرفة مدرّة للثروات وتحسن حياة الإنسان عبر استحداث ثروات في مجال مواد ومنتجات الخلايا. كما تشارك النحل في التلقيح بثلث طعامنا و بـ 70 بالمائة من المحاصيل. 

وحسب السيد تواتي، فإن هذه المباردة تأتي للتحسيس بأهمية حماية خلايا النحل، لاسيما أنه تم تسجيل تراجع في الإنتاج بعد فقدان النحالين الكثير من الخلايا بسبب التصحر وتأخر سقوط الأمطار، ما زاد في تأزم الأوضاع وضعف الخلايا. كما تم ملاحظة آثار التلوث بعدة مناطق لتربية النحل؛ على اعتبار أن تأسيس ملكة النحل يكون خارج الخلايا، ما يؤدي ـ حسب المتحدث ـ إلى انتشار التلوث بين موقع تربية النحل وآخر.

وأضاف المتحدث أن ظاهرة التلوث الجيني التي تصيب النحل كانت نادرة خلال السنوات الماضية، غير أنها أخذت تتطور مؤخرا، ليصبح الوضع مقلقا، ما يتطلب تضافر جهود الجميع من النحالين ومنظمي المهنة وغرفة الفلاحة وتعاونيات وجمعيات مهنية وكذا السلطات خاصة، كمديرية الفلاحة ومصالح البيطرة عبر وضع مخطط نشاط يرمي إلى إعلام وترقية القطاع لدفع النحالين لمضاعفة العرق الأصيل المعروف باسم "أبي مليفيكا أنترميسا" المدعو بـ "نحل التلي"؛ نسبة للأطلس التلي.

ونوّه المتحدث بالجهود المبذولة من قبل الدولة من أجل تطوير تربية النحل، ما كان وراء مضاعفة عدد الخلايا منذ سنة 1971، حيث بلغ عدد الخلايا بسلسلة جرجرة 200 ألف خلية، مشيرا إلى أنه رغم الوضعية الجيدة لنحل الجزائر، إلا أنه يتعيّن على النحالين التحلي أكثر باليقظة واتباع الطرق السليمة في الحفاظ على خلايا النحل من التلوث الجيني، وإنقاذ المهنة وحماية تنوعها بغية ضمان أحسن منتوج.

واسيف تودّع أزمة الماء في صيف 2017

وعد مدير الموارد المائية لولاية تيزي وزو رشيد حامق بحل أزمة الماء التي تعاني منها منطقة واسيف الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، حيث سيتم إنجاز أشغال تعزيز عملية تزويد المنطقة وقراها بالماء قبل حلول صيف 2017، موضحا أن هذه الأشغال ستعمل على رفع كمية المياه الممونة لمنطقة واسيف؛ حتى تكون هذه المادة الحيوية حاضرة بكل إقليم البلدية بكميات تلبي الطلب، الذي من شأنه الحد من أزمة العطش التي تواجهها الولاية منذ سنوات.

وحسبما أوضح السيد حامق لـ "المساء"، فإن مديرية الموارد المائية لتيزي وزو وبعدا اطلاعها على مشكل البلدية الذي سبق أن تم طرحه في العديد من المرات، قررت التكفل بإنجاز مشروعي محطة ضخ المياه وخزان بسعة 300 متر مكعب، في حين أُسندت للبلدية عملية إنجاز الشبكة التي تقدَّر بـ 5 كلم، والتي تقل الماء نحو الخزان وبين هذا الأخير والسكنات.

ومن جهته، اعتبر رئيس بلدية واسيف أن مشكل الماء المطروح بالبلدية أضحى يستدعي حلا استعجاليا، حيث لم يعد بمقدور السكان تحمّل أكثر من طاقتهم؛ على اعتبار أن أزمة الماء لا تُطرح في فصل الصيف فقط، وإنما طالت أيضا فصل الشتاء، ليجد المواطن نفسه أمام أزمة ماء على مدار السنة، مشيرا إلى أن واسيف تواجه نقصا فادحا للماء، في وقت أن أكثر من 80 بالمائة من المياه التي تصب في سد تاقسبت مصدرها جبال بلدية واسيف وآيت بومهدي التابعتان لدائرة واسيف.

وأضاف رئيس البلدية أن هذه الأخيرة التي تحصي 12 ألف مواطن موزعين على 9 قرى أهمها قرية زاكنون التي تضم كثافة سكانية كبيرة، ستتنفس الصعداء بعد أن يتم استكمال المشاريع المنتظر إنجازها بالتنسيق بين البلدية ومديرية الموارد المائية للولاية، موضحا أن عملية تعزيز الشبكة الممولة للماء لواسيف ستضمن تزويد قرية زاكنون بالدرجة الأولى؛ ما يساهم في حل هذا الانشغال لنحو 50 بالمائة من سكان البلدية. 

ومن جهة أخرى، تم رصد مبلغ 30 مليون دينار لإنجاز كل من محطة للضخ وخزان مائي على مستوى بلدية واسيف، حيث يُنتظر الانتهاء من الأشغال قبل حلول الصائفة القادمة، على أن يستغل السكان هذه المادة الحيوية بالشكل المطلوب، على اعتبار أن هذه المشاريع ستضمن الماء للسكان على مدار السنة، وهو تحدّ كبير معلق على عاتق مديرية الموارد المائية.