بعد أن كسدت تجارتهم في سوق "غزة"
التجار يطالبون بنقلهم إلى علي منجلي
- 503
شبيلة.ح
جدد تجار المركز التجاري "غزة"، المتواجد بحي الدقسي عبد السلام في قسنطينة، مطلبهم للوالي، قصد رفع الغبن عنهم وإخراجهم من "الحصار" المفروض عليهم بمحلات السوق التي يعيشون فيها وضعية مزرية، منذ سنوات عديدة، لغياب أدنى الظروف الملائمة من ماء وكهرباء، وحتى الأمن، بهدف ممارسة أنشطتهم التجارية.
أكد التجار المشتكون، أنه سبق وأن رفعوا مشاكلهم لمسؤولي الولاية، وعلى رأسهم الوالي السابق، الذي وعدهم بإيجاد حلول لهم خاصة، وأن الملحق التجاري بات اليوم شبه مهجور من الزبائن، وحتى من التجار الذين أغلق الكثير منهم محلاتهم، وتوجهوا إلى أسواق أخرى لممارسة نشاطهم التجاري.
فضاء تجاري يتحول إلى وكر للفساد
أضاف تجار المركز التجاري "غزة"، أن عددا قليلا منهم فقط لازال يمارس تجارته بهذه المحلات، على غرار محلات بيع الأفرشة وتجهزات العرائس، وكذا محلات كراء فساتين العرائس وبعض الأكشاك فقط، بعد أن قاموا بتهيئة محلاتهم التي كلفتهم مبالغ طائلة لمدها بالكهرباء وكل الضروريات، فيما لازال مشكل تزويد السوق بالماء مطروحا. مشيرين في نفس السياق، إلى أن بعض المحلات المهجورة والمتواجدة بساحة المركز، تحولت إلى مرتع للممارسات اللاأخلاقية والشاذة، خاصة في الليل، والتي باتت مقصدا للمنحرفين من بائعي المخدرات وغيرهم، وهو ما زاد في تدهور سمعة المكان ونفور المواطنين منه.
وقد طالب عدد من تجار السوق الوالي، بضرورة إيجاد حلول مناسبة لإعادة إحياء السوق والتجارة من جديد، أو تحويلهم إلى الأسواق المتواجدة سواء بالمدينة الجديدة علي منجلي أو "ماسينيسا"، التي تعرف كثافة سكانية كبيرة، خاصة أن تجارتهم تعرف ركودا كبيرا، بسبب غياب الزبائن، رغم أن الفضاء التجاري الذي يضم مئات المحلات التجارية الكبيرة، ويتوسط مجمعات سكنية، بات فضاء ميتا لا يقصده السكان إلا قليلا، الأمر الذي انعكس سلبا على تجارتهم المجمدة منذ تحويلهم إلى هذه المحلات من قبل السلطات الولائية، التي قررت أن تجعل من المركز فضاء لاحتواء التجار الفوضويين سنة 2007.
صناعة تقليدية تحتضر في صمت
من جهتهم، تحدث حرفيو السوق الذين استفادوا خلال السنوات الماضية، من محلات في السوق، سميت "بالسويقة للصناعات التقليدية"، في إطار ممتلكات الولاية بهدف النهوض بقطاع الصناعات التقليدية، والتي منحها لهم والي قسنطينة نهاية 2019، عن معاناتهم بالسوق، والتي لا تختلف كثيرا عن معاناة التجار القدامى، حيث طالبوا بتغيير موقع محلاتهم ومنحهم محلات أخرى، كون هذه الأخيرة ليست ملائمة لنشاطهم التجاري، بسبب قلة الإقبال عليها.
وأكد الحرفيون، أنهم لازالوا يعانون وضعية مزرية، رغم عرضهم لمنتجات تقليدية مختلفة، على غرار الأواني النحاسية والصناعات التقليدية، كالحلويات والألبسة وغيرها، مرجعين سبب ركود تجارتهم إلى عزوف زملائهم عن الالتحاق بمحلاتهم التي لازالت مغلقة، ما أثر سلبا على نشاطهم، في ظل قلة الإقبال على محلاتهم التجارية وعروضهم، مشيرين في نفس السياق، إلى أن قلة الحرفيين بالمركز جعلت المكان شبه مهجور، رغم أن غرفة الصناعات التقليدية والحرف بالولاية، كانت قد وعدتهم قبيل استفادتهم من المحلات التي تم تهيئتها وإعادة الاعتبار لها بالكامل، بتحويل المكان إلى قطب للصناعة التقليدية بالولاية، وهو العامل الذي يستقطب الزبائن والمشترين من كل المناطق، لاقتناء كل السلع التقليدية التي يبحثون عنها، غير أنه وإلى حد الساعة لم يتغير، حسب المشتكين، أي شيء بل ساءت وضعيتهم في المكان الذي جعل سلعهم تتكدس بمحلاتهم.
قد تعود الحياة إلى مركز "غزة".. لو..
أضاف هؤلاء، أنهم باتوا اليوم أمام مصير مجهول، بسبب قلة الإقبال على محلاتهم التي لا يتعدى عدد العاملين بها 10 مستفيدين، في ظل هجران باقي المستفيدين لمحلاتهم رغم دفع بعضهم مستحقات الكراء، مشيرين إلى أن موقع محلاتهم الكائنة بمحاذاة المركز التجاري لحي الدقسي، القريب من مقر الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، من شأنه أن يتحول إلى موقع هام في حال فتح كل المحلات التجارية، مطالبين في هذا الصدد، بإيجاد حل للمحلات التجارية المغلفة.