تلمسان

التجار يستغلون الشواطئ للبزنسة والمضاربة في الأسعار

التجار يستغلون الشواطئ للبزنسة والمضاربة في الأسعار
  • القراءات: 1137
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم
يعيش شاطئ مرسى بن مهيدي بتلمسان حركة كثيفة منذ انطلاق موسم الاصطياف، خاصة من قبل التجار الذين استغلوا فرصة التواجد الكثيف للمواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن، لعرض مختلف السلع من أجل الربح السريع، حيث أصبحت هذه الفترة فرصة لا تعوض لمحترفي المضاربة، منهم أصحاب المهن، الموظفون والعاملون في مختلف القطاعات الذين يقفون إلى جانب العاطلين عن العمل ويلهثون وراء الكسب بأية طريقة والمتاجرة بكل شيء.
فمسألة قضاء العطلة على شاطئ البحر بمرسى بن مهيدي ولو لبضعة أيّام، تحولت إلى مصدر للعديد من المتاعـب بالنسبة للمواطنين، خاصة العائلات،  بسبب ارتفاع تكاليف قضاء العطل بالفنادق والشاليهات والخيم، وكذا ارتفاع أسعار مختلف مواد الاستهلاك كالماء المعدني والمشروبات الغازية ومختلف أنواع المأكولات، حيث أصبح اللّجوء إلى الربح السريع أشبه ما يكون بقاعدة يسير عليها أغلب تجار مرسى بن مهيدي، لاسيما أن مواطنين من مناطق مسيردة وباب العسة ومرسى بن مهيدي المجاورة لشاطئ مسكاردة 1 و2، يقرّون صراحة بأن موسم الاصطياف يستثمره التجّار كيفما شاءوا، بالّنظر إلى أن قارورة لتر واحد من الماء المعدني تباع بـ 50 و60 دينارا، في حين لا يتعدّى سعرها الحقيقي 25 دينارا، كما لا يقل سعر قارورة لتر واحد من مشروب غازي عن 100 دج.
وينطبق هذا الوضع على سعر الخبز أوالمطلوع، حسب شهادات تجار المنطقة الذي فاق سعره 150 دينار، وسعر الكيس الواحد من الحليب 80 دينارا، كما تعرف المنطقة ككل أزمة حقيقية في مادة الخبز نظرا لوجود مخبزة واحدة فقط لأربعة ملايين مصطاف في ظرف ثلاثة أشهر، مما فتح المجال أمام المضاربين.
ويتساءل معظم السكان والمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن وحتى الأجانب منهم، عن تفشي الفوضى وغياب الرقابة التي كان يفترض أن تتولاّها الجهات القائمة على قمع الغش، لاسيما أن عـددا من بارونات كراء الخيم لا يتردّدون عن بيع وجبة «ساندويش بطاطا» بـ 80 إلى 120 دينار.
وقد أدى هذا الوضع بالمصطافين إلى جلب ما يلزمهم من مشروبات وأكل وفواكه من البيت بدل شرائها، ومع ذلك فإن المواطنين ممّن يتردّدون على الشواطئ بحثا عن الراحة، يواجهون ضغطا من نوع آخر والمتولّد عن ارتفاع أسعار النّقل.
وحسب المصطافين الذين يتردّدون على شاطئ «مسكاردة»، فإن ما ينطبق على المشروبات ينطبق أيضا على أثمان مختلف المأكولات، حيث أن سعر «ساندويش» باللّحم يتراوح بين 150 و200 دينار، أمّا أسعار الوجبات في المطاعم الواقعة بالقرى السياحية والفنادق فتعرف هي الأخرى ارتفاعا فاحشا، على اعـتبار أن تلك المرافق توفر حدا معينا من الرفاهية لزبائنها، لكن زوار هذه المدينة السياحية يعترفون بصعوبة المعيشة بها خلال الفصول الأخرى نتيجة الغلاء الفاحش الذي يزداد شدة خلال موسم الاصطياف.
واللاّفت للانتباه أن بعض التجار ترسّخت في أذهانهم ثقافة استثمار المناسبات لتحقيق الرّبح السريع، سواء كانت مناسبات دينية، أعياد، رمضان أومناسبة موسم اصطياف، فالمناطق الساحلية بولاية تلمسان مثل مرسى بن مهيدي، بيدر وهنين وأولاد بن عـياد وسيدي يوشع لا تتردّد هي الأخرى في اتّـباع سياسة الربح السريع.