يبقى موضوع إنعاش زراعة الكرز في ولاية تيزي وزو التي تساهم بنسبة 21 بالمائة من الإنتاج الوطني لهذا المنتوج، أحد الأهداف الاستراتيجية للمديرية المحلية للمصالح الفلاحية التي تعمل جاهدة على توفير كل الظروف والإمكانيات المادية والمالية، من خلال وضع برنامج للتطعيم في إطار تبادل التعاون بين مختلف الولايات، ضمانا لتكوين فعال للفلاحين المتخصصين.
وفي هذا الإطار، أفاد مدير المصالح الفلاحية، السيد رشيد رحامنية بأنه تم تحقيق "شراكة بين الولايات المنتجة للكرز خلال الأسبوع الماضي في تيزي وزو، بهدف إعادة الاعتبار وتنمية زراعته". وأكد أن هذه الشراكة - الأولى من نوعها على المستوى الوطني- رأت النور بمناسبة الاحتفال بالطبعة السادسة لعيد الكرز بقرية أث علاوة (بلدية ايبودرارن، 60 كلم جنوب شرق تيزي وزو)، بحضور مهني ولايات عين الدفلى، المدية، سوق أهراس وتيزي وزو.
وزار هذا الوفد المتكون أيضا من مديري المصالح الفلاحية لتيزي وزو وسوق أهراس وممثلي المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم بأث علاوة، مزرعة للكرز، حيث تبادل المزارعون من أربع ولايات تجاربهم بخصوص عمليات التطعيم بمناطقهم، حيث تعد ثمرة معرفة تقليدية ورثت من أب لإبن .

 تبادل تقنيات التطعيم

كان لهذا التبادل منفعة كبيرة عند أصحاب البساتين لمختلف الولايات، خاصة بشأن كيفية اختيار جذر الكرز الذي يستعمل بكثرة في ولاية  تيزي وزو، وتساءلوا لماذا لا تمارس مثل هذه الطريقة في التطعيم كونها جد فعالة. وكشفت الأجوبة المقدمة من طرف بعض الفلاحين عن أن الاختيار كان مرتبطا أساسا بخصوصيات المناخ لكل منطقة. وفي هذا السياق، قام أحد ممثلي المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم، السيد حمدان مومن بتجربة للتطعيم وفقا لتقنية أوصى بها المركز الوطني للمراقبة والتصديق على البذور والشجيرات.
كما تم بهذه المناسبة، التطرق إلى عدد من الأمراض التي تصيب هذه الشجرة، مثل مرض «كابنود «الرهيب. وتم الإتفاق على محاربة هذه الحشرة التي تأتي على العديد من البساتين في ولايتي تيزي وزو والمدية، مع التشديد على أهمية الصيانة الدورية للبساتين.

 برنامج لغرس وتطعيم أكثر من 000 85 شجرة

 استنادا للسيد رحامنية، فإن مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو، أعدت برنامجا واعدا من أجل إعادة الاعتبار وتوسيع بساتين الكرز المحلية، يرمي إلى غرس 000 55 وحدة جديدة وتطعيم أزيد من 000 30 أخرى.  وأوضح المتحدث أن هذه الأرقام تم وضعها بعد الخرجات الميدانية والحملات التي استهدفت المزارعين بهدف دعوتهم إلى الانضمام إلى هذا البرنامج من أجل تطعيم وغرس الأشجار.
وسيسمح هذا البرنامج -يقول مدير المصالح الفلاحية- بتجاوز 500 1 هكتار ورفع إنتاج هذه الولاية، علما أن  بساتين الكرز في ولاية تيزي وزو تحتل مساحة إجمالية تقدر بـ 1070 هكتارا (21 بالمائة من بساتين الكرز على المستوى الوطني) .  وذكر نفس المصدر بأن توقعات محصوله خلال الموسم الجاري سيصل إلى 000 27 قنطار أي بزيادة 12 بالمائة مقارنة مع الحملة السابقة، حيث كان المحصول يقارب 24 000 قنطار. واعتبر في هذا الصدد أن مردودية الإنتاج «تبقى ضعيفة بسبب نقص الري وعدم معالجة وصيانة البساتين».

مرافقة تقنية من المعهد التكنولوجي المتخصص في الفلاحة الجبلية

 سيتم تجسيد البرنامج سالف الذكر، بالتعاون مع المعهد التكنولوجي المتخصص في الفلاحة الجبلية لتيزي وزو، حيث سيساهم في تكوين الفلاحين وتنظيم أيام دراسية لتقديم الشروحات لهم بشأن الممارسات الفلاحية الصحيحة وإيجاد الحلول اللازمة للمشاكل التي يواجهونها، حسبما أكده مدير هذه المؤسسة تامن سعيد. وأضاف المسؤول أن المعهد التكنولوجي يشارك ويرافق هذا البرنامج لإعادة بعث وإنعاش زراعة الكرز باعتباره منتوجا أساسيا في التنمية المحلية، لافتا إلى أن المعهد الذي يديره كان احتضن خلال الأسبوع الماضي يوما تقنيا نشطه مختصون ، إذ تم رسم آفاق واعدة لتنمية زراعة الكرز في تيزي وزو.