يستعد قسم التاريخ بجامعة «الجيلالي بونعامة» بخميس مليانة (عين الدفلى)، للانتهاء من عملية جمع الأرشيف التاريخي لمنطقة الغرب الجزائري، التابعة للولاية التاريخية الرابعة، في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها الجامعة فيما يخص كتابة تاريخ ثورة التحرير المجيدة وتدوين شهادات المجاهدين ومن عايشوا مختلف محطّاتها.

يعكف أساتذة قسم تاريخ الجزائر بتخصّصيه الرئيسين القديم والمعاصر، على جمع الشهادات التاريخية وأرشيف الثورة الخاصة بالولاية الرابعة التاريخية، بالتنسيق مع مراكز البحث والمؤرخّين ومجاهدي العديد من الولايات الغربية للوطن، على غرار تيسمسيلت وغليزان وعين الدفلى ووهران وتلمسان..، حيث يوشكون على الانتهاء من هذه العلمية التي تندرج ضمن الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية للأمة وإعداد مراجع قيّمة تساهم في إثراء البحوث التاريخية. 

أكد أستاذ التاريخ على مستوى الجامعة، السيد تونسي عبد الرحمان في تصريح لـ»المساء»، أن العديد من أساتذة التاريخ هم بصدد الانتهاء من عملية جمع كل ما له علاقة بتاريخ ثورة الفاتح نوفمبر 1954 في الولاية الرابعة التاريخية والبطولات التي صنعها قادتها، على غرار الشهيدين أمحمد بوقرة والجيلالي بونعامة والمجاهد يوسف الخطيب (سي حسان) الذين قدّما الكثير من أجل الحرية واسترجاع السيادة الوطنية في إطار الحرب ضد العدو الفرنسي.

وأوضح السيد تونسي في هذا الإطار، أنّ عملية جمع أرشيف الثورة بالمنطقة توجد في مرحلتها الأخيرة، رغم الصعوبات التي تواجه الأساتذة والباحثين والمؤرخين، لاسيما فيما يتعلق بنقص المادة التاريخية وشحّها في كثير من الأحيان وقلّة المصادر، وهو ما يدفع إلى ضرورة التنقّل إلى مناطق أخرى للحصول عليها، مذكرا بأن أرشيف المناطق الشرقية للوطن الذي يتحدث عن تاريخ الولاية الرابعة قد تم جمعه، في انتظار تدوينه وأرشفته لجعله في متناول طلبة التاريخ والباحثين والمقبلين على إعداد بحوث وأطروحات نهاية التخرّج.

كما دعا المتحدث، إلى ضرورة التواصل مع مجاهدي وعائلات شهداء المنطقة للتوصّل إلى كتابة تاريخ حقيقي وموثّق لمنطقة الونشريس التي كانت الحصن المتين الذي وقف سدا منيعا في وجه جحافل الاستعمار الفرنسي إبان الثورة التحريرية المجيدة، بغض التضحيات الجسام للشهداء الذين قدّموا أغلى ما يملكون من أجل تحقيق النصر والحرية.

دعوة الطلبة إلى البحث حول تاريخ الولاية الرابعة

في سياق متصل، دعا مدير الجامعة، الأستاذ محمد بزينة، طلبة قسم التاريخ إلى ضرورة البحث في تاريخ الولاية الرابعة التاريخية، التي انبثقت عن قرارات مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 بايفري (أزولاقن)، من خلال الإقبال على مناقشة مذكرات الليسانس والماستر وأطروحات الدكتوراه في تاريخ المنطقة ودورها في حرب التحرير من خلال الإمداد بالسلاح والاتصالات العامة، والتحضير اللوجيستيكي للثورة.. وغيرها من المواضيع الهامة. 

كما شدّد المدير على أهمية الاحتكاك أكثر بمجاهدي المنطقة الذين لا زالوا على قيد الحياة لتسجيل شهاداتهم التاريخية وتسليط الضوء على دورهم ومسارهم الثوري، معتبرا أن كتابة التاريخ تعني إشراك جهود الجميع.

جزء من الأرشيف مفتوح للباحثين بفرنسا

أكد الكثير من الأساتذة بالجامعة، أن جزءا لابأس به من أرشيف تاريخ الولاية الرابعة متواجد بمصالح الأرشيف العسكري الخاص بثورة التحرير في فرنسا، وهو متاح للباحثين والمؤرخين والطلبة، حيث يمكنهم الاطلاع عليه وأخذ نسخ منه في إطار الدراسات التاريخية والبحث والتوثيق، مشيرين إلى أن ذلك يعد فرصة هامة لتشجيع كافة المهتمين بالتاريخ على الاستفادة بهذا الأرشيف وتجميعه في إطار الذاكرة التاريخية للمنطقة.