ناشد العديد من الأطباء الأخصائيين العاملين بمختلف المؤسسات العمومية الاستشفائية بولاية معسكر، وزير الصحة والسكان، البروفيسور مختار حزبلاوي، التدخّل لإيجاد حلول لمعاناتهم، خصوصا ما يتعلّق بأزمة السكنات الوظيفة التي عجز المسؤولون المحليون عن معالجتها، نتيجة غياب برامج سكنية موجهّة لفائدة قطاع الصحة بالولاية. أحد الأطباء الأخصائيين بالمؤسسة العمومية الاستشفائية  الدكتور خالد في الولاية، أكد لـ«المساء"، أن كل نداءاتهم في سبيل تحقيق مطلبهم الشرعي المتعلق بالسكن الوظيفي، لم يجد آذانا صاغية لدى المسؤولين المحليين الذين يتحاشون التطرق أصلا لهذا الموضوع الذي أضحى يؤرق غالبية الأطباء الأخصائيين، الذين يضطر العديد منهم إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بمناصب عملهم.

أطباء آخرون، انتقدوا سياسة التمييز التي ينتهجها مسؤولو القطاع في توزيع السكنات الوظيفية القليلة المتوفرة في الولاية، من خلال تسليمها لذوي النفوذ تارة، ولأشخاص لا يحملون شهادة في أي تخصص طبي تارة أخرى، وهو ما اعتبره المعنيون خرقا فاضحا للقوانين المعمول بها.

في غياب مدير الصحة الذي يتواجد في عطلة سنوية، كشف أحد إطارات مديرية الصحة بولاية معسكر لـ«المساء"، عن أن مشكل السكن الوظيفي بقطاع الصحة مطروح بشدة، نتيجة للعدد الضئيل من السكنات الوظيفية المخصصة للأطباء الأخصائيين بالولاية، والتي لا يتعدى عددها 50 سكنا فقط مقارنة بالعدد المرتفع للأطباء الأخصائيين الذي ارتفع من 116 طبيبا مختصا عام 2014 إلى 231 طبيبا مختصا عام 2017.

نفس المصدر أضاف بأن إشكال السكنات الوظيفية بقطاع الصحة طرح على الوالي السابق صالح العفاني الذي وعد بإبلاغه للسلطات المركزية، باقتراح تحويل عدد من السكنات الاجتماعية إلى وظيفية لفائدة قطاع الصحة، الأمر الذي يتطلب - حسب نفس المصدر- اجتماع أعضاء لجنة وزارية مشتركة تضمّ قطاعات الداخلية، السكن والصحة.

ونفى نفس المصدر بأن يكون غير الأطباء الأخصائيين قد استفادوا من سكن وظيفي مخصص لهذه الفئة، مضيفا أن هذه الظاهرة تمت محاربتها قبل سنوات، لتشجيع توظيف الأطباء الأخصائيين بالمؤسسات الاستشفائية في الولاية، مضيفا في هذا الجانب أن القطاع أعلن مؤخرا عن فتح المجال لتوظيف 78 طبيبا مختصا، حيث تم تنصيب 32 طبيبا وينتظر التحاق البقية في الأيام القليلة المقبلة، لتدعيم 34 اختصاصا بمستشفيات معسكر.