تم ربط جميع المساكن والمباني عبر مختلف مناطق سهل وادي مزاب (4 بلديات)، بالمجمع الرئيس للصرف الصحي المتكامل، الذي يسمح بالحماية من مياه السيول وفيضانات الوادي، حسبما صرح بذلك مدير الموارد المائية بالولاية.

وقد تم الانتهاء من ربط جميع الأحياء والتجمعات ببلديات ضاية بن ضحوة وغرداية وبونورة والعطف، بعد إتمام الشطر الأخير من المشروع بطول 1.9 كيلومتر طولي على شكل أروقة، لمعالجة مياه الصرف الصحي لبلدية ضياء بن ضحوة (أكثر من 20 ألف نسمة) ومنطقة توزوز، حسبما أفاد بذلك لحبيب بولنوار.

وسيسمح إكمال هذا الجزء الأخير من التوصيل بالقناة الرئيسة للصرف الصحي، بالقضاء على آبار الصرف الصحي والتسرب المتكرر لمياه الصرف الصحي، حسبما أكد، من جهتهم، منتخبون وبعض سكان هذه البلدية الواقعة في أعلى وادي ميزاب.

ويُعد هذا المشروع من أهم مشاريع الصرف الصحي المتكاملة، التي أطلقت في جنوب البلاد بتكلفة تجاوزت 11 مليار دج، والذي شرع في تجسيده عام 2004، قبل أن يعرف فترة توقف "قسرية’’ إثر فيضانات أكتوبر 2008 بولاية غرداية، وتأخرا بسبب مشاكل مصادرة بعض الأراضي على مسار المشروع، حسب معطيات قطاع الموارد المائية. وأُطلق المشروع لمرافقة التطور السريع لسكان المنطقة الحضرية، الذي تخطى مجرى الوادي، مما خلق خطر تلويث المياه الجوفية على هذا المسار، والمياه الحيوية التي تضمن حياة المنطقة كلها (البلديات الأربع).

ولوضع حد للمخاطر التي تواجه السكان المحليين، أطلقت السلطات العمومية هذا المشروع المتكامل الذي يتضمن العديد من المنشآت، منها ثلاثة سدود على أودية بوبريك ولبيود والحيمر، التي لها دور تنظيمي لمياه السيول والخزان الجوفي بأكثر من 46 مليون م3 من المياه، حسب المصدر نفسه. كما جرى العمل على تهيئة الوادي على طول 25 كيلومترًا بين ضاية بن ضحوة والعطف، حيث تم إنشاء مجمّع رئيس لمياه الصرف الصحي بطول ثلاثة كيلومترات "بيضاوي الشكل" (أروقة)

وتم الانتهاء من المشروع من خلال إنشاء محطة المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي، لتوفير 46000 متر مكعب/يوميا من المياه المعالجة، التي يمكن إعادة استخدامها للأغراض الزراعية. ولتحقيق هذا المشروع خُصص حوالي 700 مليون دج من قبل السلطات العمومية، لتعويض ما يقارب 200 من أصحاب الأراضي الواقعة على مسار المشروع. ويهدف المشروع إلى تحسين إطار الحياة لمواطني المناطق الحضرية بسهل وادي ميزاب، والقضاء على التلوث الناتج عن تصريف المياه المستعملة، والحفاظ على المياه الجوفية بالجهة، بالإضافة إلى وضع حد للتدهور البيئي لهذه المنطقة السياحية.