نتيجة وفرة المنتوج وعودة الثقة للسوق

استقرار في أسعار الخضر والفواكه عشية حلول رمضان

استقرار في أسعار الخضر والفواكه عشية حلول رمضان
  • القراءات: 364
زهية. ش زهية. ش

تعرف أسعار الخضر والفواكه بمختلف الأسواق بالعاصمة، قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان الكريم، استقرارا ملموسا، والتي تعد في حدود القدرة الشرائية للمواطن، خاصة مع وفرة المنتجات الموسمية، على غرار مادتي البطاطا والطماطم، وعديد المنتجات الأخرى من خضر وفواكه، نتيجة توازن معادلة العرض والطلب، قبل أسبوعين على حلول شهر الصيام.

خلال جولة استطلاعية لـ"المساء"، عبّر رواد سوقي الخضر والفواكه، بكل من الرغاية و"سوريكال" بباب الزوار بالعاصمة، عن ارتياحهم لاستقرار أسعار معظم المنتجات، على غرار البطاطا والطماطم والجزر والكوسة والكرمب... وغيرها من الخضر، إلى جانب الفواكه كالبرتقال الذي توفر هذا الموسم كما ونوعا، عكس السنة الماضية التي شهدت فيها أسعاره ارتفاعا غير مسبوق بسبب قلة المنتوج.

واعتبر بعض المواطنين، الذين تحدثت إليهم "المساء"، أن استقرار الأسعار يساهم في الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصة في هذه الفترة، آملين أن تبقى أسعار الخضر في هذه المستويات على الأقل طيلة الشهر الفضيل، والخروج عن عادة رفع الأسعار، كلّما حلت الأعياد والمواسم الدينية. وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس جمعية تجار الجملة للخضر والفواكه لسوق الجملة بالكاليتوس عمر غربي في تصريح لـ"المساء"، أن أسعار الخضر والفواكه بسوق الجملة، في متناول تجار التجزئة، ما سمح بوصولها بأسعار معقولة للمواطن، والحفاظ على قدرته الشرائية في هذه الفترة التي تسبق رمضان، مشيرا إلى أن وفرة إنتاج عدة مواد ودخولها من ولايات منتجة لها، ساهم في تراجع الأسعار واستقرارها، حيث تراوح سعر البطاطا في سوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس، حسب غربي، بين 40 الى60 دج للكلغ، بينما تراوحت أسعار البصل بين 50 دج و65 دج للكلغ، عكس رمضان السنة الماضية، الذي شهدت فيه أسعار البصل، الذي يكثر عليه الطلب لتحضير مختلف الأطباق، ارتفاعا جنونيا وصلت إلى400 دج للكلغ.

كما تراجعت هذا العام أيضا أسعار الليمون المطلوب هو الآخر بكثرة، حيث بلغت في سوق الجملة 80 دج لتصل للمستهلك ب100 أو 105 دج، كما بلغ سعر الكوسة "القرعة"، 50 دج، والجزر تراوح بين 35 الى 40 دج للكلغ، كما تراوحت أسعار الخس، الذي يكثر عليه هو الآخر الطلب لدى الصائمين بين 60 و 80 دج، بينما بلغ سعر الطماطم 80 دج في سوق الكاليتوس للجملة، ونفس الشيء بالنسبة لـ"القرنون"، الذي تراوح بين 50 دج و80 دج، بينما بلغ سعر كل من الخرشوف والبسباس 40 دج للكلغ لكل منهما، كما عرفت أسعار البرتقال الذي يكثر عليه الطلب، استقرارا في هذه الفترة، لتتراوح بين 70 دج و130 دج لوفرتها، في حين ارتفع سعر الموز ليفوق 300 دج للكلغ.

وأرجع المتحدث، استقرار  أسعار الخضر هذه السنة، مقارنة بالسنوات الماضية، إلى التوازن المسجل في العرض والطلب، متوقعا ارتفاع الأسعار عشية رمضان، نتيجة للإقبال الكبير على اقتناء مختلف الحاجيات، خاصة في ظل غياب ثقافة استهلاك المواد الطازجة عند الكثير من المواطنين الذين يلجؤون لتخزين وتجميد بعض المنتجات، رغم أضرارها الصحية وانعكاسها على توازن السوق، وافتعال المضاربة في  الأسعار.

تأكيد على دور المستهلك في استقرار الأسعار

ومن جهته، حذر رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، مصطفى زبدي، في تصريح لـ"المساء"، من محاولة بعض التجار كالعادة، استغلال فرصة وفرة المنتوج، لرفع الأسعار والحصول على هوامش ربح كبيرة، مشيرا إلى أن هناك إرادة من قبل الجهات الوصية في محاربة أي مضاربة أو زيادة غير مبررة في الأسعار.

وفي هذا الصدد، دعا زبدي، المواطنين إلى عدم تخزين المواد بحجة تخوفهم من ارتفاع أسعارها، باعتبار أن هذه الظاهرة تغذي جشع التجار وتساهم في رفع الأسعار والمضاربة فيها، مؤكدا على ضرورة التحلي باليقظة والمسؤولية والثقة في السوق، التي تسترجع تدريجيا، من خلال وفرة المنتوج ومكافحة الزيادات العشوائية.

واعتبر زبدي، أن سلوك المستهلك، له دور جزئي في استقرار الأسعار، حيث تسعى المنظمة أن تساهم في هذا الجانب مساهمة ايجابية، مع اقتراب شهر رمضان، وتحاول ترسيخ ثقافة الاستهلاك من سنة إلى أخرى.