تطبيق الإجراءات الوقائية بباتنة

ارتياح كبير للجهود المبذولة في الميدان

ارتياح كبير للجهود المبذولة في الميدان
  • القراءات: 1248
ع. بزاعي ع. بزاعي

تبذل السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني بباتنة، جهودا معتبرة لتطبيق الإجراءات العملية الوقائية من فيروس كورونا؛ حيث لقيت مختلف المبادرات استجابة كلية من الموطنين، الذين أبدوا درجة كبيرة من الوعي، خاصة مع تسجيل المصالح الصحية بالولاية أكثر من 14 حالة إصابة بهذا الوباء خلال الأسبوع المنصرم، وإدراجها ضمن الولايات المعنية بالحجر الجزئي. كما تتواصل العملية التضامنية مع الفئات الهشة والعائلات المحتاجة للأسبوع الثالث على التوالي، وسط ارتياح كبير للجهود المبذولة في الميدان. 

قصد الوقوف على الوضعية العامة للمدينة، رصدت "المساء" في خرجتها لمعاينة بعض الأماكن العمومية والفضاءات التجارية عبر المدينة، مدى تقدم الحملات التحسيسية والوقائية من فيروس "كوفيد-19"؛ إذ قامت أغلب بلديات الولاية خاصة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، بعمليات تعقيم واسعة، مست مختلف الشوارع والأحياء والفضاءات العمومية، التي تم رشها بمعقمات ومواد تطهير باستعمال الشاحنات ومختلف الصهاريج التابعة للخواص، الذين أبدوا كامل استعدادهم لإنجاح هذه العملية في إطار منع انتشار هذا الوباء المعدي.

وجابت فرق الحماية المدنية والدرك والأمن الوطنيين، الأحياء بمكبرات الصوت، داعية المواطنين إلى لزوم بيوتهم والتقيد بتدابير الحجر المنزلي، موازاة مع قرار الوالي إغلاق جميع المقاهي والمطاعم وقاعات الشاي، وإجبار التجار على تنفيذ هذا القرار.

بدورها، سهرت مصالح الدرك الوطني في هذا الإطار، على هذه المبادرة في اختصاص نشاطها، حيث كثفت نشاطها الدوري لمراقبة مدى تطبيق هذه التعليمات من قبل التجار وأصحاب المحلات التجارية والمصالح الخدماتية الأخرى.

الجمعيات حاضرة في الميدان

أكد العديد من رؤساء الجمعيات الناشطة بإقليم الولاية التي انضمت إلى مختلف الجهود الرامية إلى تكريس العمل الإنساني والتضامني في هذا الظرف الاستثنائي، مواصلة العمل لإبراز صور التضامن الوطني؛ دعما لجهود الدولة، التي سخّرت كل الإمكانيات للتعاطي مع مخاطر فيروس كورونا.   

وحسب مسؤولي المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، فإن هذا الظرف يقتضي الاحتياط والحذر من خطورة انتشار هذا الفيروس، داعين إلى المساهمة بقوة في إنقاذ الأرواح؛ بالإقبال على حملات التبرع بالدم. واعتبروا ذلك نداء للواجب والإنسانية تجاه المرضى المتواجدين بالمستشفيات، مؤكدين، من جهة أخرى، على ضرورة التنقل إلى المركز الولائي لحقن الدم بحملة 2، الذي يضمن أحسن الخدمات لكونه مجهزا بأحدث الوسائل، ويتوفر على طاقم طبي مؤهل.

ومواصلة لتجسيد العمل التضامني، قامت مؤسسة "إيماجين فود إيفري" كمساهمة منها، بتوزيع أكثر 2000 قارورة مياه معدنية على مختلف المراكز الصحية المتواجدة بإقليم ولاية باتنة.

حملات تضامن واسعة مع سكان البليدة

من جهتها، نظمت جمعية "نجدة" الإنسانية بباتنة، قافلة تضامنية لصالح سكان البليدة التي لازالت تحت الحجر الشامل، تحت شعار "كلنا البليدة"؛ حيث شملت هذه المساعدات مواد غذائية مختلفة (متوسط قيمة؛ القفة الواحدة 1800 دينار)، ومستلزمات طبية؛ من قفازات وكمامات ومعقمات وأغطية وأحذية وألبسة واقية وأجهزة تنفس، وشُرع في نقل هذه المواد والمعدات إلى مدينة البليدة، بشاحنات متطوعين ومحسنين. 

وأكدت رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس" التابع للجمعية الولائيه "الدنيا بخير" بباتنة نادية زردومي، من جهتها، أن أبواب النادي مفتوحة لاستقبال الطلبات وتوفيرها في مواعيدها، مشيرة إلى أنها تعمل ببيتها كمبادرة تضامنية خيرية، لخياطة أكبر عدد من الكمامات بالتعاون مع زوجها؛ قصد إرسالها إلى المستشفيات وتوزيعها على المحتاجين المصابين بهذا الفيروس، مضيفة أنها وجدت استجابة قوية من الجميع لدعم مشاريع النادي الخيرية؛ خدمة للوطن وللوقوف بجانب الدولة قدر المستطاع، وتثمين مختلف الجهود المدرجة ضمن مبادرات التضامن الوطني.

وأكد رئيس جمعية "شباب أصدقاء بلدية باتنة"، سمير بوراس، أن الجهود متواصلة لتجسيد صور التضامن الوطني في هذه المحنة، التي تتطلب، حسبه، التنسيق مع مختلف القطاعات للوقاية من أخطار فيروس كورونا. وقال محدثنا بإشرافه على حملة تضامنية في إطار النشاط الخيري لفائدة الفئات الهشة، بالتنسيق مع المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة تحت شعار "أغيثوهم"، تضمنت توزيع أكثر من 150 قفة تضامنية بها مختلف المواد الغذائية الضرورية، على الفئات الهشة. كما تم في هذا الإطار، تخصيص 25 سيارة لمتطوعين تكفلوا بنقل عمال الصحة والنظافة إلى مقرات عملهم، فضلا عن القيام بعمليات تشجير؛ في حملة تحسيسية بحي 500 مسكن، بالإضافة إلى توسيع مبادرة "مريضك في أمان" لمساعدة المرضى البعيدين عن أهاليهم؛ من خلال تزويدهم بشتى المتطلبات؛ كالألبسة والأكل والأدوية مع توزيع أكثر من 500 كمامة معقمة ومعقم اليدين وقفازات وأكثر من 2000 قارورة مياه معدنية، عليهم، فيما شمل النشاط الثقافي للجمعية تنظيم مسابقات للأطفال بعنوان  "ألزم بيتي لأبدع وأحمي صحتي"، تضمنت التنافس على أحسن رسم يعبّر عن الوقاية من فيروس كورونا، وأحسن فيديو للوقاية منه.

دعوة إلى تفادي التهافت على اقتناء المواد الغذائية

في برنامج الحملة المتواصلة منذ مدة بباتنة لمواجهة انتشار هذا الداء المعدي، كثفت السلطات المحلية بالتنسيق مع الجمعيات التجارية والمهنية، من حملاتها التحسيسية في إطار دعوة المواطنين إلى تفادي التهافت على السلع، خاصة المواد الغذائية والأدوية والكمامات والمطهرات، وحثهم على التفكير في الأشخاص الآخرين؛ من خلال طباعة مطويات تحتوي على إرشادات صحية لتوزيعها على المواطنين، وهو ما لقي تجاوبا كبيرا منهم، وساهم في طمأنتهم والحد من القلق والخوف الذي بدا عليهم. كما تضمنت هذه الإرشادات الوقائية، العادات اليومية الواجب القيام بها لتجنب الإصابة بالعدوى، لا سيما الحرص على احترام شروط النظافة، وغسل اليدين واستخدام الكمامة، علاوة على كيفية التصرف في حال السعال أو العطس.

وبدورهم، أشاد المواطنون الذين التقت بهم "المساء"، بالجهود المبذولة في هذه الحملات التطوعية التي تعبّر عن وعي الشباب، بالإضافة إلى انخراطهم في تعزيز القيم النبيلة لدى المجتمع المدني، الذي يُعد شريكا أساسيا في الحفاظ على صحة المواطن، والصحة العمومية بشكل عام. 

المصالح الأمنية بالمرصاد للمضاربين

سطرت مصالح أمن ولاية باتنة، بدورها، مخططا ميدانيا خاصا لمواجهة تداعيات هذا الظرف الصحي الاستثنائي، تضمّن القيام بعدة خرجات ميدانية لتطويق الحصار على المضاربين في مادة السميد؛ حيث أوقفت العديد من المتورطين في ذلك تزامنا مع نشاط مديرية التجارة ومختلف مصالحها، التي تتابع عن كثب، عمليات تموين المواطنين بمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، والنزول ميدانيا رفقة كل الأعوان ومفتشي الرقابة وقمع الغش، للوقوف على حقيقة تجاوزات بعض التجار، ولضبط الحركة التجارية وفقا للقوانين المعمول بها.

وعبّر العديد من المواطنين لـ "المساء"، عن استيائهم الكبير من استمرار ظاهرة المضاربة واحتكار السلع والمواد الغذائية والنقص المسجل في بعضها، وعلى رأسها السميد، الذي أدى فقدانه إلى حالة من الفوضى.

ولم تفلح محاولات بعض الجمعيات الخيرية في التنسيق مع أصحاب المحلات  التجارية، لتنظيم عمليات البيع أمام الإقبال الكبير من المواطنين، حيث شوهدت طوابير لا نهاية لها أمام المحلات والديوان الوطني للحبوب، فيما يطالب المواطنون السلطات المحلية في هذا الإطار، بالتدخل لتنظيم نقاط توزيع وبيع مادة السميد؛ تفاديا للطوابير التي من شأنها أن تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين جراء انتشار هذا الفيروس. كما تدخل مصالح الأمن في تجسيد برنامج وقائي لفائدة مستعملي الطرق، للتوعية بخطورة كورونا، عقب تشكيل لجنة طبية أمنية تشرف على تقديم نصائح وإرشادات طبية للجميع، مع تقديم مطويات تتضمن توجيهات حول الأعراض الشائعة، ونصائح للوقاية من الإصابة.

الحماية المدنية.. انسجام ومسؤولية

يعمل أعوان وإطارات مصالح الحماية المدنية بباتنة، منذ انطلاق حملة التحسيس والوقاية من مخاطر فيروس كورنا، بحزم ووعي كبيرين، بأداء أدوارهم الإنسانية المعهودة في تدخلاتهم المختلفة؛ حيث تدخلت الحماية المدنية خلال الأسبوعين المنقضيين، في عدة أماكن من أجل التعقيم الواسع، ناهيك عن مضاعفة عملها الجواري والتوعوي ضد تفشي هذا الوباء، مسخرة في ذلك العتاد اللازم لتغطية هذه الحملة التي لازالت متواصلة في الميدان.

وانتعش النشاط الإعلامي على مستوى المديرية، بعودة مسؤول خلية الإعلام للحماية المدنية بباتنة الملازم الإعلامي زهير نكاع، مؤخرا، إلى منصبه؛ إذ تم فتح حساب للحماية المدنية على صفحة فايسبوك، لإثراء نقاش واسع مع الجمهور العريض؛ من إعلاميين ومختصين ومواطنين، حول خطورة الفيروس، والإجراءات العملية الواجب اتخاذها من أجل الوقاية. وأوضح المتحدث أن مصالح الحماية المدنية بباتنة، سخّرت كافة الإمكانيات المادية والبشرية لحملة الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، مع تحسيس المواطنين بالتزام أقصى درجات الحيطة واليقظة والبقاء في المنازل، حيث جُند للعملية عتاد متطور، شمل مركبات وشاحنات مختلفة الأنواع والمهام، إضافة إلى توفير مجموعة من الأجهزة المحولة على الظهر المزودة بمحاليل التعقيم، وسيارات إسعاف طبية مجهزة لإجلاء المصابين، أو المشتبه في إصابتهم بهذا الفيروس الخطير.

تسخير 130 مؤسسة للحجر الصحي

سخّرت السلطات العمومية بولاية باتنة في إطار الإجراءات المتخذة للتصدي والتحكم في انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، 130 مؤسسة عمومية وخاصة كمراكز للحجر الصحي، وعزل المرضى والحالات المشتبه فيها. وتضم هذه المراكز 9259 غرفة مخصصة للعزل، موزعة عبر الولاية بسعة 26369 سريرا.

وتعمل خلية الأزمة الولائية المكلفة بمتابعة انتشار الوباء، وفق ما أفاد بذلك بيان الولاية مع القطاعات المعنية، تعمل على متابعة تطور انتشار الفيروس من خلال رصد حالات الإصابة والوفيات... وغيرها، حيث وظفت المرافق العمومية والخاصة تحسبا لأي طارئ.

ودعما لهذه الجهود، قامت بلدية باتنة بتطهير وتعقيم أزيد من 200 مكان ومرفق عمومي، ضمن التدابير الاحترازية والاستباقية لمواجهة فيروس كورونا، حسبما أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين ملاخسو، مضيفا أنه تم تجنيد مكتب حفظ الصحة البلدي، لمواجهة انتشار عدوى الفيروس؛ من خلال القيام بعمليات واسعة النطاق لتطهير وتعقيم التجمعات الحضرية والفضاءات العمومية.

وفي هذا الصدد، عُلم من نفس المسؤول أنه تم تجنيد 30 عاملا و10 شاحنات مختصة في عمليات التطهير، بالإضافة إلى مساهمة مؤسسات أخرى في العملية، بـ 22 آلية وشاحنة تعقيم، و20 عاملا آخر، خاصة بالمؤسسة العمومية للنظافة (كلين بات)، ومؤسسة أشغال الهندسة الريفية، والديوان الوطني للتطهير، وتعاونية الحبوب والخضر الجافة، ومصالح الغابات بالإضافة إلى الحماية المدنية والأمن والدرك الوطنيين.

وتَواصل هذا النشاط بوتيرة متسارعة؛ بمضاعفة عملية تنظيف وتطهير جميع الشوارع الرئيسة، والأزقة الداخلية للأحياء السكنية الشعبية بدون استثناء، على غرار أحياء " دوار الديس وحي كشيدة وبارك أفوراج وبوزوران وحي 1200 مسكن والصادق شبشوب وحملة 1-2 -3 وحي شيخي وطريق تازولت، ناهيك عن أحياء وسط المدينة، لتمس العملية الأسواق والملاعب الجوارية والمساجد ومواقف الحافلات المتواجدة على مستواها.

يُذكر أن مصالح بلدية باتنة باشرت نهاية الأسبوع الماضي، تعقيم العمارات من الداخل؛ حيث مست العملية العديد من التجمعات السكنية.


الكشافة الإسلامية: 178 عملية تحسيس وتوعية بخطر وباء كورونا

نظمت المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بباتنة، منذ 17 مارس المنقضي، 178 عملية تحسيسية وتوعوية في إطار تنفيذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، شملت توزيع مطويات توضيحية وكمامات طبية ومواد تعقيم ومؤونة، ومواد غذائية على غرار السميد، تم إيصالها إلى غاية منازل العائلات.

وحسبما أفادنا به المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية بباتنة القائد محمد الزين  قلمامن، فإن القادة المناوبين ـ وعددهم 567 قائدا كشفيا ـ يؤدون واجبهم الوطني في أحسن الظروف بالتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة، وحركة المجتمع المدني، موضحا أن الأفواج الكشفية ـ وعددها 36 فوجا كشفيا ـ قامت بعمليات شملت حملات تنظيم مكاتب البريد بخصوص تسهيل تسلّم معاشات المتقاعدين، وبادروا بقوافل تحسيسية في الأيام الأولى لظهور الوباء، جابت 4 ولايات، هي باتنة وبسكرة والوادي وورقلة، بالإضافة إلى مروانة التابعة لباتنة. وأضاف المسؤول أن هذا البرنامج التضامني، تضمّن تقديم تعليمات صارمة من قبل القيادة الوطنية الكشفية، لأخذ بعين الاعتبار هذا الظرف الحساس والاستثنائي للتضامن والتآزر في إطار العمل الخيري تجاه المواطنين الفقراء والمحتاجين.

وفي السياق، أضاف محدثنا أن المحافظة الولائية قامت ضمن برنامجها الخيري، بتوزيع قفف مواد غذائية متنوعة، على الفئات الهشة والمعوزة.